سكين الغرب لم تتوقف ولن تتواني عن تقطيع أوصال دول العالم العربي. حتي يتحول إلي دويلات. لا حول لها ولا قوة!! وإذا تغافلنا عما جري في التاريخ الأبعد نسبيا. باعتبار ان الحاضر أو التاريخ القريب أكثر حضورا في الأذهان. فإن تقطيع أوصال الدول العربية في التاريخ القريب بدأ منذ المؤامرة التي شجعت صدام حسين علي غزو الكويت. والتي انتهت بتقسيم العراق وتقسيمه إلي كونفدرالية. بدأت بمنح الحكم الذاتي للأكراد ولم تنته حتي الآن في ظل ما يدور من صراعات داخلية بين السنة والشيعة. أو بين تنظيم داعش الإرهابي وغيره من الملل والنحل والعرقيات التي غذي الغرب نعراتها وأمد كلا منها بالمال والسلاح. لكي تدين له بالولاء ولكي يضمن استمرار الصراعات فيما بينها حتي تكون الغلبة والسيطرة في المنطقة لإسرائيل. وبامتداد عمليات داعش داخل سوريا وما شهده البلد الشقيق من حرب أهلية قضت علي الأخضر واليابس. سرعان ما أعلنت كبري الجماعات الكردية في سوريا رسميا ان المناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال البلاد هي منطقة فيدرالية تتمتع بالحكم الذاتي. ولكن رفضت الحكومة السورية والمعارضة وكذلك تركيا هذا الإعلان. وقد ظل الأكراد السوريون يحكمون منطقتهم فعليا علي مدي العامين الماضيين. حيث يتطلع أكراد سوريا للحصول علي الحكم الذاتي علي غرار أكراد العراق. وفقا للخطة الغربية بتقسيم وتفتيت دول المنطقة. والمعروف ان هناك حوالي 30 مليون كردي يعيشون في بقعة تمتد علي المناطق الحدودية بين تركيا وايران وسورياوالعراق وأرمينيا. وهم يمثلون رابع أكبر جماعة عرقية في الشرق الأوسط ويسعون لإقامة دولة قومية لهم تضمهم جميعا. ومعني ذلك أنه سيتم اقتطاع أجزاء من الأراضي التي يقيمون عليها في كل من العراقوسوريا وايران وتركيا وأرمينيا. وهي اراض تمثل امتدادا جغرافيا واحدا. ولذلك رأينا الأكراد في العقود الأخيرة يكافحون للحصول علي الحكم الذاتي في تركيا. ولعبوا دورا بارزا في الصراعات داخل العراقوسوريا حيث شاركوا في مقاومة داعش. ويمثل الأكراد بين 7% إلي 10% من الشعب السوري. وبعد اندلاع الحرب الأهلية انحاز الأكراد للنظام الحاكم حيث تمتعوا بقدر من الحكم الذاتي غير الرسمي مقابل الوقوف ضد تنظيم داعش في الشمال السوري. ويبدو أنهم الآن يطالبون بالثمن!! والواضح لكل ذي عينين أن ما تحقق للأكراد في العراق وما يسعي له نظراؤهم في سوريا هو مقدمة لخطة طويلة الأجل يتم بمقتضاها إقامة دولة كردية في المنطقة تضم أكراد تركياوسورياوالعراق وإيران وأرمينيا!! والآن "يكفي فقط اقامة حكم ذاتي للأكراد في سوريا من بعد ما حدث في العراق". وبعد ذلك يتكرر الأمر في الدول الأخري السابق ذكرها. ثم نصل إلي الإعلان رسميا عن إقامة الدولة الكردية المستقلة!! الغرب يسعي أيضا لتفتيت دول المغرب العربي. ولعل تصريحات بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا حول الصحراء المغربية. ووصفه الحكم المغربي لها بالاحتلال. يجسد النوايا الغربية التي يقوم بان كي مون بخدمة مخططاتها حيال تقسيم العالم العربي من أقصاه إلي أقصاه!! يضاف لما سبق تحريض الأمازيغ في الجزائر علي الانفصال عن الدولة الأم. تحت مسمي الحكم الذاتي وغيره! ولا يختلف عن ذلك ما نراه بين الحين والآخر في شبه جزيرة سيناء. من عمليات إرهابية دنيئة تحركها أصابع أجنبية. بهدف إقامة "كيان لقيط" تحت أي مسمي كان. سعيا لتنفيذ مآرب الغرب "بإعادة رسم خريطة المنطقة". ولكن هذا لن يحدث. وسيخيب الله مساعيهم ويحبط مؤامراتهم.