أوافق الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة علي منع ارتداء النقاب للسيدات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لأن ذلك يعوق طريقة التفاهم بينهن وبين الطلاب والطالبات الدارسين بها. وقد أيدت محكمة القضاء الإداري قرار رئيس الجامعة وقررت منع النقاب عن السيدات اللاتي يقمن بالتدريس لنفس السبب الذي ذكره الدكتور جابر نصار.. وأوافقه ايضا علي منع ارتداء طبيبات وأعضاء هيئة التمريض من السيدات النقاب أثناء عملهن بالمستشفيات.. وكذلك في مكاتب العمل بالحكومة. فيما عدا ذلك فإن من حق أي سيدة تمشي في الشارع لتقضي حاجياتها أو تذهب إلي مكان ما لأي هدف في ارتداء النقاب أو الحجاب لأن منع ذلك يعتبر تدخلا غير مشروع في حياة السيدات خاصة إذا كان هناك سفور من جانب بعض السيدات وملابس لا تليق بهن وتكشف مواضع لا يصح النظر إليها. النقاب والحجاب في هذه الحالة حرية شخصية ولا يصح لأحد التدخل في منعه اعمالا لهذه الحرية واعمالا لنصوص الدستور علي أن الزي حرية شخصية للرجل والمرأة ما دام في حدود المعقول. الدكتورة نوال السعداوي رغم أن لها آراء صادمة هي المسئولة عنها يوم يقف المرء أمام رب العزة.. قالت إن الحجاب والنقاب ضد الأخلاق والأمن. وأن الحجاب من العبودية وهناك مدارس في الاسلام ضد الحجاب. أضافت أن الذين يفسرون الأديان هم من القوة السياسية وكل نظام سياسي يفسر الدين كما يشاء!! وإذا كان النقاب ضد الأمن لأنه يخفي معالم المرأة خاصة اذا ارتكبت عملا ارهابيا. لكن هذه الأعمال الارهابية لا تفرق بين الرجل والمرأة فإذا تم ضبط أي منهما يضع قنبلة أو عبوة ناسفة بقصد إيذاء رجل شرطة أو مواطنين مارين في الشارع فإن العقاب القانوني يوقع علي هذا الرجل أو تلك المرأة في هذه الحالة ما دام ضبط متلبسا بجريمته. أما كون الحجاب والنقاب ضد الأخلاق فالمطلوب ان تشرح لنا الدكتورة نوال السعداوي كيف يكون كلاهما ضد الاخلاق.. فإذا كان النقاب فيه نظر من ناحية جوازه أو منعه فكيف يكون الحجاب ضد الأخلاق؟! وما هو دليل الكاتبة الذي يحصن لها هذا الرأي؟! النص القرآني الكريم يخاطب الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين" والرسول عليه الصلاة والسلام فسر هذا النص بقوله لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ما معناه: "يا أسماء اذا بلغت المرأة سن المحيض فلا يصح ان يظهر منها شيء إلا وجهها ويداها". فإذا كان هناك نص قرآني صريح وتفسير لرسول الله صلي الله عليه وسلم لهذا النص فكيف يكون الحجاب ضد الأخلاق كما زعمت الدكتورة نوال السعداوي؟!.. هل المفروض ان تمشي المرأة عارية سافرة مكشوفة الساقين ليكون ذلك مطابقا للأخلاق التي تراها الدكتورة نوال لسيداتنا؟! والحجاب ليس عبودية يا سيدتي.. ان المرأة تلبسه سترا لجسمها من أن تلفت إليها العيون المتطفلة.. والله أمرها بذلك.. فهي عندما تلبس الحجاب لا تباع ولا تشتري في سوق النخاسة.. فقد كرمها الله وكرمها الاسلام بالحفاظ علي نفسها وعلي طهارتها.. ورغم ان هناك فتيات وسيدات كثيرات سافرات لم يفرض احد عليهن الحجاب.. فكيف تريدين أن نرغم المرأة المسلمة علي خلعه والمشي سافرة حتي نرفع عنها وصمة العبودية!! ثم ما هي المدارس الاسلامية التي تقف ضد الحجاب؟ أرجو أن تحتفظي بآرائك لنفسك ولا تحاولي اشاعتها بين الناس.. وتذكري أن أجل الله آت للجميع ولا عاصم لأمر الله منه.. وإذا كنت مؤمنة بوجود الله ووحدانيته.. ومؤمنة بيوم البعث وبالجنة والنار فلا تنشري هذه الآراء. واتركي الناس يعيشون طبقا لمعتقداتهم ف "كل نفس بما كسبت رهينة" وعلينا جميعا ان نتذكر أن العبد مسئول أمام ربه عن عمله فقط فإن حرض الآخرين علي افعال لا ترضي الله فسيحمل وزرهم مع وزره. أما قولك أن الذين يفسرون الأديان هم من القوة السياسية وكل نظام سياسي يفسر الدين كما يشأ.. فنحن نقول ان النظم السياسية لها قواعدها ويمكن الاختلاف حولها.. أما الدين فله اصوله الثابتة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.. فالمزج بين السياسة والدين وأن احدهما يتأثر بالآخر هو مزج لاصحاب الهوي والغرض.. ومهما فعلوا فسيظل الدين عقيدة راسخة في النفس لا تؤثر فيها الأنواء والاعاصير اما السياسة فليس هناك مانع من التلون فيها. هدانا الله جميعا لنعمل لآخرتنا.