محافظ الفيوم يعتمد جداول امتحانات النقل والشهادة الاعدادية    جامعة أسيوط تناقش الاعتماد المؤسسي والبرامجي للكليات    نزل 45 جنيها.. رسالة عاجلة من الفلاحين للإعلامي أحمد موسى بشأن البصل    محافظ الفيوم: تنفيذ 10 مشروعات لرصف الطرق ضمن مبادرة حياة كريمة    برلماني يحذر: استمرار حرب غزة سيؤجج الصراعات بالمنطقة    كولر يطلب تحديد موعد إعلان جاهزية ياسر إبراهيم فى الأهلي    رغم صرف 9 مليارات يورو، نسخة أولمبياد باريس 2024 الأقل تكلفة    "بعد السوبر هاتريك".. بالمر: أشكر تشيلسي على منحي فرصة التألق    المتهم الأول في رشوة الجمارك: أعطيت أحد المتهمين زجاجة برفان ب170 جنيها    عروض وخصومات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في الدورة 33    وزير الصحة: 700 مليون جنيه تكلفة الخطة الوقائية لمرضى الهيموفيليا على نفقة التأمين الصحي    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    جامعة الإسكندرية الأفضل عالميًا في 18 تخصصًا بتصنيف QS لعام 2024    ننشر اسماء المكرِّمين من الأئمة والواعظات ومديري العموم بالأوقاف    28 إبريل.. انطلاق مؤتمر الاستثمار البيئى الدولى الثانى بجامعة سوهاج    الأوراق المطلوبة للتقديم في المدارس المصرية اليابانية ولماذا يزيد الإقبال عليها ؟.. تعرف علي التفاصيل    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    دورة تدريبية حول القيادة التطوعية في مركز شباب سفاجا    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادثتين بالشرقية    الكورنيش اختفى.. الشبورة المائية تغطي سماء الإسكندرية (صور)    ضبط 7 آلاف قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط تعاقد خلال 24 ساعة    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    تفاصيل المرحلة الثانية من قافلة المساعدات السادسة ل "التحالف الوطني" المصري إلى قطاع غزة    الأوبرا تحيي ذكرى الأبنودي وجاهين على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    تحسن حالة محمد عبده بعد تعرضه لوعكة صحية وإلغاء حفله بالبحرين    قبل حفله بالقاهرة.. ماهر زين: متحمس للغناء في مصر بعد غياب    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    وزير الخارجية يزور أنقرة ويلتقي نظيره التركي.. نهاية الأسبوع    هيئة الدواء تحذر من أدوية إنقاص الوزن عبر الإنترنت    ضبط 23 مليون جنيه في قضايا اتجار بالعملة خلال 24 ساعة    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    أحمد شوبير يكشف حقيقة مشاركة إمام عاشور في مباراة مازيمبي    موعد مباراة سيدات يد الأهلى أمام بطل الكونغو لحسم برونزية السوبر الأفريقى    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    امتى هنغير الساعة؟| موعد عودة التوقيت الصيفي وانتهاء الشتوي    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    توقعات برج الميزان في النصف الثاني من أبريل 2024: «قرارات استثمارية وتركيز على المشروعات التعاونية»    ربنا مش كل الناس اتفقت عليه.. تعليق ريهام حجاج على منتقدي «صدفة»    بذكرى ميلاده.. محطات فنية فى حياة الموسيقار عمار الشريعى    خطوات الحصول على تصريح واعظة معتمدة بوزارة الأوقاف    بمعدل نمو 48%.. بنك فيصل يربح 6 مليارات جنيه في 3 شهور    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    تجديد حبس 3 أشخاص بتهمة تزوير محررات رسمية بعابدين    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بالتزامن مع تغيير الفصول.. طرق الحفاظ على صحة العيون    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون مع ألمانيا    الصين تؤكد ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    خريطة فصل التيار الكهربائي عن عدة مناطق بكفر الشيخ للصيانة الدورية اليوم    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 اتهامات لروزاليوسف والرد عليها .. لماذا نقف ضد النقاب؟

لا يتوقف هجوم المتطرفين علي حملتنا التنويرية ضد النقاب حتي لو انشغلنا عنه أحيانا بملفات أخري أكثر إلحاحا في وقتها، فدائما «روزاليوسف» هي المستهدفة كقائدة لهذه الحملة التي للأسف يتهرب منها بعض رموز الدولة والحياة السياسية خشية غضب بعض أركان الرأي العام المسيطر عليها دعاة التطرف والتيارات السلفية المتشددة، خاصة أن أجواء الانتخابات تسود الساحة وتغير في مواقف البعض حتي لو كان وقتيا، لكن موقف «روزاليوسف» لا يتغير وحملاتنا ضد النقاب لن تتوقف مهما كانت حدة الهجوم التي تعتمد علي انتشار فكر الجاهلية والهجوم المضاد القاسي الذي يعتمد علي مغالطات تثير مشاعر هذا المجتمع المريض بالتدين الشكلي تاركا الإسلام الحقيقي، ومتجاهلين حقيقة أن النقاب من الشريعة اليهودية وزي بدوي. هناك قائمة طويلة من الأسئلة الصعبة التي يحاول المتطرفون محاصرة حملتنا التنويرية بها وتشمل:
لماذا تدعون الدفاع عن الحريات الشخصية وحرية التعبير وتنتقدون حرية المرأة في ارتداء النقاب؟
لماذا تتبنون خطابا ضد الدين عموما وضد الإسلام خصوصا؟
هل انتهت كل مشاكل المجتمع المصري والمرأة المصرية ليصبح زي المرأة ونقابها قضيتكم الوحيدة؟!
لماذا تتعمدون حجب الآراء المدافعة عن هذا الحق الإنساني؟!
هل أنتم مشايخ حتي تفتوا بعدم شرعية النقاب الذي أقر به علماء المسلمين كزي إسلامي شرعا؟!
هل المجتمع المثالي في نظركم هو الذي ترتدي المرأة فيه المايوه؟!
لماذا تتعمدون تسييس أزمة النقاب وتتعاملون معها علي أساس معايير سياسية؟!
لماذا تتبنون وجهة النظر الغربية ضد النقاب واتخاذ مواقف مؤيدة لحظر النقاب في فرنسا وغيرها؟!
لماذا تتعمدون تشويه صورة المنقبات؟
لماذا تحتضنون رموز ما تسمونه التحرر ولا تتيحون فرصة للآراء الأخري؟
رصدنا هذه الأسئلة وغيرها، وتسلحنا برموز تنويرية للرد عليها، وكانت الردود في غاية القوة والإيضاح خاصة مع تنوع هذه الرموز في العديد من القطاعات، لتشد من أزرنا في استمرار مثل هذه المعارك الحياتية المهمة جدا التي لن نتهرب منها، كما يفعل الآخرون.
وتقول د. آمنة نصير عميدة كلية الدراسات الإسلامية: إن النقاب ليست له علاقة بالإسلام وليس ارتداؤه من الحرية الشخصية وعندما ننتقده لأن وجوده أساسا يرجع للشريعة اليهودية، حيث قال الجد اليهودي موسي بن ميمون «إن المرأة التي تخرج من رداهة بيتها دون غطاء وجهها تخرج من الشريعة اليهودية».
وقالت: هل الوسطية اليوم تعني أننا نتبني خطابا ضد الدين، فالإسلام لم يفرض النقاب وإنما فرض الزي المحتشم الذي لا يشف عن عورة المرأة ولا يلفت النظر إليها فقال الله تعالي: «قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن»، فالمنقبة لا تغض بصرها، بل إن النقاب يعطيها قوة بعدم غض البصر في بعض الأحيان، بل إنها في أحيان كثيرة تدقق النظر في وجه الآخر.مؤكدة أنني مسئولة عن كلامي فسوف يحاسبني الله.
وقالت: ليس بنات اليوم أفضل من صحابيات النبي - صلي الله عليه وسلم - الكاشفات لوجوههن وهناك العشرات من الآيات القرآنية التي تؤكد ذلك، وإذا كان النقاب زيا شرعيا كما يدعي البعض فكان من باب أولي أن تنتقب أمهات المؤمنين باعتبار أن لهن خصوصية ولسن كجميع نساء المسلمين، ويكفي انتشار هذا الفكر السلفي علي الفضائيات الدينية التي تتعمد تشويه صورة الإسلام الوسطية التي نطالب بها بعيدا عن الأفكار التي من شأنها نشر العنف والتعصب في المجتمع.. فنحن مع حرية المرأة داخل إطار الشريعة الإسلامية وليس كما يتبناه شيوخ الفضائيات الدينية المتطرفة.
المفكر الإسلامي عبدالفتاح عساكر يقول: ما نعترض عليه هو أن المنقبات ومؤيديهن يدعون أن النقاب أمر به الإسلام، وهذا ليس صحيحا لأن النقاب ليس من الإسلام، وما الفلسفة وراء ارتدائه ألا هي أن المرأة فتنة للرجل وأليس الرجل فتنة أيضا للمرأة فلماذا لا تنقبون الرجل أيضا؟!
وأضاف: إن العلمانيين والتنويريين المسافة بينهم وبين الإسلام الحق أقرب من الذين يزعمون الانتماء إلي الإسلام الذي يؤيد العلم والعلمانيين ويقول الحق سبحانه وتعالي «إنما يخشي الله من عباده العلماء» فجميع البشر علي الكرة الأرضية مولودون وفيهم التقوي والإيمان موضحا أن النقاب من الأمور التي تصنع التطرف في المجتمع المصري، فهو قضيتنا التي تشغلنا.
الكاتب محمد صفاء عامر قال: النقاب أدخل علينا باعتباره أحد مظاهر الإسلام السلفي الذي زحف علينا من شبه الجزيرة العربية، ووراءه الفكر السلفي المتطرف الذي جعلنا نخضع له فكريا بمظاهره البعيدة عن ديننا ولا حتي عاداتنا وتقاليدنا، وللأسف هذا الفكر الوهابي اخترق الأزهر بوسطيته وأصبح الأزهر يدار بهذا الفكر السلفي بعكس عصور مشايخ الاستنارة.
مضيفا: إننا لسنا ضد الإسلام أو نروج لأفكار ضد الدين، موضحا أن النقاب للأسف أصبح يشغلنا اليوم حتي في الدراما لأنه انتشر بشكل مخيف بعد اختراق الفكر السلفي لمؤسساتنا الدينية، مما أرجعنا مرة أخري إلي الوراء والعصور الوسطي المظلمة بالاقتداء بالعادات البدوية متخلين عن دورنا التنويري في المجتمع وسبل التقدم واكتشاف أحدث الأبحاث العلمية في مجالات الطاقة والعلوم لننظر وراءنا في مثل هذه الأمور التي ليست لها علاقة بالحرية، وإنما بوضعية المجتمع الذي أصبح يحكمه بعض أصحاب هذا الفكر المتطرف حتي إنهم يرددون كفرنا ويقولون أنتم تتمنون حتي يكون مجتمعكم مثاليا أن ترتدي فيه المرأة «مايوه» فهل هذه وسطية؟ فنحن نطالب بالاحتشام الشكلي واهتمامنا الأكبر بالرسالة والمضمون، وللأسف النقاب اخترق جميع المعايير المجتمعية في الوقت الذي لا يتحرك فيه الأزهر لقمعه بشتي الطرق لأنه يسيء للإسلام الحنيف الوسطي.
وأضاف: من يقول أننا نشوه صورتهم فهذا الكلام غير صحيح لأننا لا نعرفهم حتي نشوههم فهم مجهولون لا نعرف هويتهم ولا اهتماماتهم فهم مختبئون وراء النقاب ليست لهم هوية ولا فكر، وبالتالي فهم مجهولو ومشوهو الصورة لدينا وكأنهم موتي لا يحركون ساكنا.
د. حمدي السيد - نقيب الأطباء - يقول أنه من حق الإنسان أن يرتدي ما يريد، لكن يجب أن يراعي القواعد التي تنظم حياة المجتمع وتحفظ أمنه، ويؤكد أن «النقاب» أمر حساس يثير المشاعر، موضحا أن الأزمة موجودة في مهن يعتبر خطرا عليها، ومنها مهنة الطب، لأن المريض يحتاج أن يري وجه من يعطيه الحقنة أو الدواء لأن من المفترض أن تحيطه بالعطف والرعاية، فهل سيكون ذلك بالنقاب؟! ويكون الحظر بشكل أشد علي عنابر الأطفال، لأنه ليس من المعقول أن يري الطفل هذا المشهد حتي لو كان في حالته الطبيعية بعيدا عن العلاج، وغير ذلك تعمل المنقبة في الاستقبال أو العيادات الخارجية أو توزيع الطعام.
لافتا إلي أن من يجعلها مشكلة ويقوم بتسييسها هن المنقبات اللاتي يلجأن للقضاء في مجلس الدولة للعمل في المدارس أو المستشفيات بالنقاب بحجة أنه حق من حقوق الإنسان! ويرد السيد علي من يروج أن مناهضي النقاب هم أشخاص ضد الدين قائلا: هل نكون ضد الدين عندما نتكلم بالدين؟! الدين الإسلامي قال إنه لا ضرر ولا ضرار، ويضع صحة الأبدان قبل صحة الأديان، وعمرنا ما رأينا الدين ينصح بالنقاب، فالدين الإسلامي من أجل صحة ومصالح الناس.
فيما يري د. شوقي السيد - أستاذ القانون الدستوري: إن الحرية الشخصية فوق كل اعتبار، لكن بشرط أن تمارس في قيم وتقاليد مجتمعية مع الفهم الصحيح للدين، وهذا لا يحدث مع النقاب.
ويؤكد السيد أنه لا يستطيع أحد أن يكفر شخصا لأنه ضد هذا الزي غير الإسلامي بالمرة، خاصة أن علماء الإسلام قتلوا حقيقة وجود النقاب بحثا وأقر أنه ليس من الدين، ولا يملك أحد توجيه تلك الاتهامات ويقول إن هذا الشخص ضد الدين أو الله لأنه ضد النقاب، فالعلاقة بين الإنسان وربه حميمية جدا وخاصة، ومادامت تتحدث باسم الدين لا تفرض نفسك علي علاقة تفرض نفسك فيها وصيا.
وتقول أمينة النقاش - نائب رئيس حزب التجمع: إن هناك قانونا عاما لابد من الالتزام به، ويعتبر النقاب ضد هذا القانون، أتساءل: كيف تؤدي ممرضة بمستشفي عملها وهي مرتدية النقاب؟ أليس من حق المريض رؤية من يعطيه الدواء؟!
وتستكمل: إن شيخ الأزهر السابق المرحوم د. سيد طنطاوي أكد أنه ليس من الإسلام وأنه فضل وليس فريضة، واعتمد في ذلك علي القرآن وكتب الفقه والسنة.
وتشير إلي أن ظاهرة النقاب مستجدة بالمجتمع المصري وتريد أن تعصف بالقوانين المصرية وتتحداها، قائلة: قرأت في مجلة «روزاليوسف» التحقيق الخاص بالممرضات المنقبات في المستشفيات، فلننظر للممرضة، إنها تتعامل بتجبر ضد القانون بالرغم من أن وزير الصحة أصدر قرارا منذ عامين بحظر النقاب في المستشفيات، لكن هؤلاء الجبابرة يضربن به عرض الحائط متحديات الدولة والأمن والطبيعة الهادئة للمجتمع المصري.
واعتبرت النقاب اعتداء علي الحريات.. أليس من حق الأمن في الجامعة والمريض في المستشفي والمتعامل في المصالح العامة التعرف علي من وراء النقاب؟!.. هناك جرائم تمت بالتستر وراء النقاب.. مثلا سمعنا منذ فترة عن الزوج الذي دخل الجامعة بالنقاب لتأدية الامتحان بدلا من زوجته.. وكلنا نعلم أن من اعتدوا علي محال الذهب كانوا رجالا منقبين، ناهيك عن ظواهر غير أخلاقية ترتكب تحت ستار النقاب.
وتري النقاش أن هذه الموجة من ارتداء النقاب لها أبعاد سياسية، موضحة أن التيار السلفي المتشدد يقوم بمظاهرة قوية بالنقاب لرغبته في إثبات أنه صاحب اليد العليا في الشارع المصري، في الوقت الذي يعتبر فيه النقاب ظاهرة مستوردة من مجتمعات لها طبائع متخلفة رجعية ذات طبيعة قبلية لم يعرفوا بعد أسس الدولة الحديثة، نحن مجتمع يمتلك حضارة 7 آلاف سنة، لم نشهد هذا النوع من التشدد الذي يعرقل الحياة العملية ويضفي نوعا من القبح.
وتقول النقاش: إننا كرافضين للنقاب ليس ما يشغلنا هو مواجهته، بل تيار الإسلام السياسي المتشدد وغير المتشدد وهو الذي اتخذ من المرأة هدفا، وفرض ما ترتديه المرأة وما لا ترتديه، لدرجة وصل فيها تفريغ المرأة إلي أبعد الحدود عندما يخرجون معلنين أن جلوسها مع زميلها في العمل خلوة غير شرعية.
وتؤكد النقاش أن هذه التيارات التي تستغل النقاب في مبارزة قوة مع النظام ليقول أنه منتشر، تدعو إلي عزل نصف المجتمع وهي دعوة للتخلف وعرقلة التقدم ومنع نصف المجتمع من أن يكون فعالا، ولا توجد أمة تنهض بالرجال فقط أو بنصف سكانها، العكس هو الصحيح، إن هذه التيارات اختزلت الإسلام في زي المرأة. وتلفت النقاش إلي خطورة هذه التيارات عندما تصعب الحياة علي السيدات اللاتي يعشن في المجتمعات الغربية لأنهن يشجعنهن علي تحدي المجتمع الغربي الذي لابد من احترام تقاليده مادمن قبلن العيش فيه.
وعما يردده مروجو النقاب بأن هل المجتمع المثالي في نظركم هو أن ترتدي المرأة «المايوه»، تقول: مشكلة مروجي ذلك أن جسد المرأة معيار الفضيلة ومعيار التدين وكل هذه مظاهر شكلية، لنجد أن النقاب والحجاب تتزايد معدلاتهما في المجتمع فيما تنحدر الأخلاق، وينظر هؤلاء إلي التدين الشكلي أما الغش في الامتحانات بالنقاب والمتاجرة بالدين بغسيل الأموال وجشع التجار فهذا من الدين!
ويقول الكاتب صلاح عيسي: نحن لا نخترق حرية المرأة في أن ترتدي النقاب، ولكن في بيتها فقط لأن الشارع حرية عامة والضرورات تبيح المحظورات، فنحن ندافع عن الحرية الشخصية، لكن هناك ضرورة اجتماعية لابد من مراعاتها فحين تدخل المرأة المنقبة مطارا أو سينما أو الجامعة، فلابد من أن تكشف وجهها فهذا الأمر ليس فيه فصال وإنما له علاقة مباشرة بالأمن الاجتماعي العام للمواطنين، مثل أن يكون هناك زي موحد للممرضات أو الأطباء، فلابد أن تلتزم به ولا يجوز لموظفة تعمل لخدمة الجمهور وهي تختفي وراء النقاب فأين سيأتي التواصل.. رافضا فهم العلمانية بأنها تريد أن تفصلنا عن الدين، بل هي تحمل خطابا مضمونه هو تعاليم الدين التي افتقدناها في مجتمعنا اليوم، وأصبحنا نختبئ وراء النقاب، حيث تعزل المنقبة نفسها عن المجتمع وتري أن جسد المرأة شيطان فلماذا تنزل إلي الشارع وتعمل فلتعتكف في بيتها، كما أن من يردد بأحقية المرأة في النقاب فهذا فكر متطرف وإرهابي فحريتها في بيتها كما قلت ليس في إرهاب الآمنين خاصة أنه ليس فريضة ولا يمس الدين في شيء، مضيفا أن شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية والعديد من العلماء الفقهاء أفتوا بأن هذا النقاب ليس شرعيا، ورغم ذلك يحاول بعض مشايخ التطرف الترويج لشرعية النقاب حتي أصبح يزيد انتشاره يوما بعد يوم، فلماذا لا نصبح وسطيين، فلكل زي مكانه فالمايوه الذي تريد أن ترتديه فلتلبسه علي شاطئ البحر والنقاب لترتديه صاحبته في المنزل، فلا نريد مايوها ولا نقابا في الشارع ولا في المؤسسات العامة، وإنما نريد الحشمة التي تصون للمرأة عفتها وكرامتها.
وقال: إن النقاب ارتبط بمذهب ديني سلفي ولم نتعمد تسييس القضية في مناقشتها، وإنما للأسف الجماعات السياسية التي تخلط الدين بالسياسة هي التي تروج هذه المغالطات التي تؤدي في نهاية الأمر إلي ترويع الآمنين من المواطنين مع تخويفهم بأن مستقبلهم سيكون مظلما إذا لم يعتنقوا هذا الفكر المتطرف الذي يقودهم في النهاية إلي ارتكاب الجرائم الإرهابية باسم الدين الذي هو بريء من أمثال هؤلاء المغرضين.
ويتوافق الشيخ حسين خضر - وكيل أول وزارة الأوقاف - مع الآراء الرافضة للنقاب، مؤكدا: إن النقاب ليس من الدين وإذا قلنا إنه حرية شخصية فأنت حر في أن تفعل ما تشاء علي ألا يكون ما تفعله من شأنه إلحاق الضرر بالغير، مضيفا: إننا للأسف دعمنا التدين المظهري في المجتمع بأن نركز علي النقاب، ولكنه ضمن منظومة وعادات خارجة عن ديننا نحاول أن نقومها حتي لا تنتشر، وتصبح مفروضة علينا في ظل الأوضاع الاقتصادية الطاحنة التي أصبح يعيشها المواطن منتقدا بعض المشايخ المرددين أن النقاب زي شرعي، قائلا: ليس فريضة أساسا حتي يصبح زيا شرعيا، وإن ارتداءه يختلف من مجتمع لآخر حتي إن المرأة إذا ارتدت النقاب في الحج يصبح حجها باطلا لأن الله عز وجل أمرها بكشف الوجه والكفين .
وللدكتورة يمن الحماقي - وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس - قصص كثيرة مع النقاب ومناقشات أكثر مع طالبات الجامعة اللاتي دخلت معهن في حوارات علي أساس أنهن بناتها، وتقول: اقتناعي الراسخ بأن النقاب تشدد زائد، والله لم يأمر بالنقاب، ففي أعلي مراحل الخشوع الديني في الحرم المكي أمام الكعبة، هناك أوامر واضحة بعدم ارتداء النقاب، فكيف يكون النقاب في هذه الروحانيات ممنوعا ثم نجد من يقول أنه من الدين؟!
وتري أن المشكلة الحقيقية في ربط النقاب بحرية المرأة، وأتناقش دائما مع الطالبات، لكن في النهاية أصل لمرحلة اكتئاب وحزن لأنهن متشبعات بهذا الفكر الغريب عن مصر، هناك أمور يجب فيها استفتاء القلب ونسمع أيضا كلام الدين ولكن من ترتدي النقاب لا تستفتي عقلا ولا قلبا، هل من المعقول أن تؤدي سيدة أو فتاة رسالتها بالنقاب؟ فمثلا المدرسة كيف تتعامل مع الصغار عندما تدخل عليهم بهذا الزي؟!
وتقول يمن: إن من يتحدث عن أن النقاب من الإسلام أقول له: هناك تأكيدات علي أن النقاب حرام، مبرهنة علي ذلك بأنه أداة رئيسية في ارتكاب الجرائم والسرقة والغش، وهذا مثبت خاصة في الأيام الأخيرة وأخبار الحوادث في الصحف خير دليل.
وردا علي من يتهم مواجهي النقاب بأنهم يتبنون خطابا ضد الدين تقول أن أسهل شيء لأصحاب الدعاوي المتطرفة هو التكفير لدرجة تصل إلي تكفير المجتمع ككل، وينظرون لأخطاء الغير ولا ينظرون لأخطائهم، وهذا ناتج من تركيبات دخيلة علي البيئة المصرية فنتج عدم وعي واختفاء الثقافة، وإذا كان الحديث بأن أصحاب وجهة النظر المواجهة للنقاب يتبنون خطابا ضد الدين، فهناك ردود دينية ترد بكل بساطة.. أولا لم يأت القرآن والسنة وأمهات المؤمنين بأي شيء يحث علي النقاب، بل حثت علي عدم النقاب، هناك حديث شريف صحيح «تبسمك في وجه أخيك صدقة».
وتؤكد يمن أنه لا توجد حملات تشويه ضد النقاب ولكن هذه هي الحقيقة، السرقات والجرائم ليست مدبرة حتي نلصقها به، فهي جرائم داخل المجتمع ترتكب به، مؤكدة أنها ليست متفقة مع ارتداء المايوه مثلا في أماكن غير الشاطئ أو ارتداء ملابس مبتذلة وأنها تواجه هذا الأمر أيضا داخل الجامعة بين الطالبات موضحة ضرورة وجود الحشمة أيضا في المجتمع.
ويعتبر د. هاني هلال وزير التعليم العالي من أكثر الشخصيات الحكومية صاحبة النفس الطويل في مواجهتها للنقاب وهو ما لا نجده من مسئولين كثيرين في الحكومة والأحزاب فضلوا الهروب خاصة مع اقتراب الانتخابات.
ويقول هلال : متجيش تقول أنا حر وتمشي عريان في الشارع، أو أنا حر ألبس وأقلع اللي أنا عاوزه، لا.. أنت هنا لست حرا لأن ما تقوم به يخدش الحياء ويضر المجتمع، هنا يكون أيضا للنقاب ضرر، ولكنه أخطر وهو الضرر بالأمن العام، وهناك الكثيرون من ضعاف النفوس الذين يرتكبون جرائم ويستغلون هذا الزي في الإضرار بالمجتمع الجامعي، وأنا هنا أواجه سلامة البنات وسلامة الجامعة.
وقال هلال إنه لا يتحدث هنا من فراغ، فهناك دراسة أجريت علي ارتداء النقاب داخل الجامعة فوجدنا أن لارتداء النقاب مواسم، ورصدنا أن 30% من البنات يرتدين النقاب في الامتحانات للغش أو الحديث في الموبايل مع أحد بالخارج يعطي لها الإجابات، هل هذا تدين أو حرية؟! أم إضرار بالمساواة وتساوي الفرص.
وعن الاتهامات الموجهة من مروجي ارتداء النقاب لمن يقف أمامه بأنهم ضد الدين يتبنون أجندات أجنبية فرد منزعجا: ده أنا أكتر واحد بيصوم ويصلي ويخاف ربنا ثم يقول ضاحكا: كيف أكون ضد الدين أو الإسلام وأنا رئيس بعثة الحج المصرية الرسمية هذا العام وأقمت فريضة الحج 5 مرات، أنا أخاف الله جدا وملتزم دينيا فيكون رأي مروجي النقاب أني ضد الإسلام!
وعمن يقول إننا تركنا مشاكل المجتمع كله وانشغلنا بزي المرأة ومواجهة النقاب يعترف الوزير: قضية النقاب من أكثر القضايا التي أهملناها، بالعكس.. لسنا منشغلين بها وكأنها الشغل الشاغل، ولكن من مع النقاب ويستغله يروج ذلك، وإذا تركنا النقاب ينتشر في الجامعة أكثر من ذلك سينتج عنه مشاكل أخري أكبر وأكثر، ونجدها متشعبة وزائدة في المجتمع.. هل المفروض أن أقف ساكنا عندما أمسك بشاب يرتدي النقاب ودخل به مدينة البنات لأغراض لا أخلاقية أو حتي بدون أي غرض.. من المفترض أنا لا أتحرك.. هذا داخل الجامعة، وفي الخارج سمعنا الأيام الماضية عن الزوج الذي أمسك برجل مع زوجته مستغلا الدخول والخروج للمنزل علي أنه سيدة منقبة صديقة زوجته!
وفيما يتعلق بترويجات خاطئة باسم الدين حول أن رجال الدين أقروا النقاب كزي شرعي يقول: أولا لا يوجد أي عالم إسلامي أقر بذلك وأنا لا أتعامل مع النقاب بمبدأ الدين أو حتي السياسة.. لست طرفا في هذه الأمور ولا علاقة لي بها.. أنا أتعامل مع النقاب علي أساس الحفاظ علي بنات الجامعة والمجتمع الجامعي من أي مخاطر من خارج السور وهذا واجبي وعملي.. والله سيحاسبني عليه، خاصة أننا وجدنا مخاطره بالوقائع والدلائل.
ويؤكد النائب المعارض كمال أحمد أن النقاب ليس من الشريعة أو الدين، ومن يقول غير ذلك فهو يروج للأكاذيب ويلعب بالدين لتحقيق مصالح خاصة، لأن القرآن والسنة لم يأتيا به من الأساس فكيف يكون فرضا!
ويستكمل: من حق المرأة ارتداء ما تريده، ومن حقها ارتداء النقاب كحرية شخصية ولكن من حق المجتمع أن يأمن علي نفسه، بمعني أن هناك دواعي الوظيفة والنشاط الحياتي تحظر علي المرأة التي تريد التعامل في هذه الدواعي ارتداء النقاب، وأن يكون وجهها واضحا وعلي سبيل المثال الممرضة والطبيبة والمدرسة.. من حقي أن أري من تعطي لي الحقنة ومن يعالجني في المستشفي، ومن حق المراقب أن يري الفتاة التي تمتحن.. ولكن كما أن من حق المجتمع منع النقاب للحفاظ علي نفسه.. فمن حقه أيضا أن يعترض علي من ترتدي ملابس أشبه بالمايوه في الشارع وأن مكانه هو البحر.. كما حظرنا علي المنقبة ألا تختلط بزيها في المجتمع.. فجب أن نعترض من تسير بملابس غير لائقة، فالاثنتان هنا حققتا الضرر للمجتمع.. حرية المواطن مكفولة ولكن ليس علي حساب الآخرين.
ويقول كمال إن النقاب ليس قضيتنا كما يدعي البعض.. ولكن أصحاب هذا الفكر هم من فرضوه وجعلوه قضية.ومن حق المجتمع الدفاع عن نفسه، «عايزة تتنقب تقعد في البيت»! وعما روج عن أن الحملات الموجهة ضد النقاب هي علي طريقة حظر النقاب في فرنسا وتنفيذا لرؤي أجنبية.. يقول: أنا عندي 3 بنات متزوجات ومحجبات ولم نعرف النقاب أبدا.. والمواجهة هنا ليست دخيلة أو غريبة بل بالعكس هذا الزي هو الغريب علي المجتمع المصري.. ورفضه التاريخ المصري قبل الرؤي الشرقية والغربية.
- ويعترض حسين عبدالرازق الأمين السابق لحزب التجمع علي النقاب لسببين: غير صحيح أن هناك علاقة بين النقاب والدين الإسلامي، والنقاب ينتج خطرين وهما أنه عرض الأمن العام للخطر لأنك لا تعلم هوية المنقب.. هل هو رجل أم امرأة؟!.. وما شخصيته؟.. ما أهدافه؟.. يخبأ سلاحا تحت هذه الستارة.. وهكذا.. وهناك سبب إنساني لأنه يمنع التواصل بن البشر.
ورفض عبدالرازق ربط النقاب بالحرية الشخصية، موضحا أننا لن نترك شخصا مثلا يسير «ملط» في الشارع ونقول حرية، القانون هنا منع ذلك وعاقب عليه معتبره فعلا فاضحا.
وعمن يقول إن معارضي النقاب هم ضد الدين يقول إن الذي تصدي لفكرة مؤمن بها لا تهمه هذه الاتهامات التي تسقط مع الزمن، لأن الناس بتشوفك وتري سلوكا وتكتشف أن النقاب استخدام يسيء للدين وأنها محاولة للتشويه.
ويقول عبدالرازق: إن النقاب ليس قضيتنا الأولي، فهذا جزء من عمل القوي التنويرية والمنظمات النسائية، ونهتم بقوانين الأحوال الشخصية والمساواة في الحقوق السياسية وقانون العقوبات الذي به كمائن للمرأة، نهتم بهذه الأمور أكثر من النقاب، ولكن الاهتمام به لأنه أصبح ظاهرة مثيرة للانتباه.
ويري عبدالرازق أن تسييس النقاب يكون ممن يروجون له، حيث يربطون تارة أنه صراع سياسي بين اليسار والإسلاميين، ومرة أخري أنه مدبر من جانب الدولة لكسر شوكة ووجود الجماعات والإخوان وهذا غير صحيح، فيقومون بتسييس الأمر حتي يتعاطف معهم المجتمع.
ويقول: إن مواجهة النقاب ليس نتيجة حظره مثلا في فرنسا، لأننا في مصر نواجهه قبل أي دولة في العالم، والحديث عنه أصبح زائدا لكونه ظاهرة انتشرت تستخدمه الطالبات في الغش ويأخذه الرجال في ممارسة أمور غير أخلاقية ويخرج من داخله المتطرفون السلاح.
ويؤكد أنه لا توجد حملة تشويه ضده.. كل ما قيل عن النقاب وقائع ثابتة، وعندما نقول إنه ليس من الإسلام فهذا صحيح ومن يمتلك كلمة واحدة عكس ذلك فليخرجها.
- ويهاجم عزت العلايلي ادعاءات مروجي النقاب قائلا : لم نقُل إن المجتمع المثالي هو الذي ترتدي فيه المرأة «المايوه»، لكننا نقول إن المجتمع لابد أن يكون متفاهما ومتصالحا مع نفسه بعكس المجتمع الذي يخاصم نفسه، وينغلق علي نفسه ولا يري في المرأة إلا جسدها.
نحن لم نسيس «أزمة النقاب» لكنهم هُم الذين قاموا بتسييسها.. المثقفون يناقشون أزمة النقاب من حيث إنها عادة وليست عبادة، وهناك بعض القوانين التي تمنع فعليا النقاب مثل الأمر المتعلق بدخولهن لمساكن الطالبات بالجامعة، وهذا قانون الغرض منه حماية المساكن أمنيا لمنع دخول شخص غير معروف.. والحقيقة أننا لم نشوه صورة المنقبات بأي شكل كان لأنه ليس من العقل أن نفعل ذلك وكل شخص حر في ملابسه، لكن هناك قوانين تسود في أماكن معينة، لابد من احترامها.
ويقول حسين فهمي: هناك خلل في طرح فكرة النقاب علي الإنسان الذي يعيش بيننا، لأنه سيعوقنا من التعرف علي هذا الشخص الذي تستر وراء هذا النقاب، فلا نعرف إن كان رجلا أو امرأة، وكذلك لن توضح صفات هذا الرجل أو المرأة !
النقاب يحجب كل هذه التفاصيل عن باقي أفراد المجتمع الذين يعيشون مع هذا المنقب بينما يستطيع هو أن يتعرف علي كل من حوله بشكل واضح.
لم يحدث أننا قلنا إن زي المرأة ونقابها هو قضيتنا الوحيدة لكن قضية المجتمع هي أن علي كل شخص أن يُفصح عن شخصيته، فكيف أتكلم مع شخص يخفي شخصيته عني فربما كان هذا المنقب رجلا أو مجرما، فكيف هؤلاء الذين يدافعون عن النقاب أن يصفوه بالحق الإنساني، بل علي عكس الحقيقة أنه ليس من حق أحد أن ينتقب ويخفي نفسه عن الجميع، النقاب ليس حرية شخصية، وذلك بخلاف الحجاب الذي يعتبر حرية شخصية لأنه لا يخفي الشخصية.
النقاب عديم القانونية لأنه لا يمكن أن يكون هناك قانون في أي بلد كان أن يعطي أي شخص الحق في إخفاء شخصيته، ودليل علي ذلك أثناء العبور بالمطارات فلابد من الكشف عن الوجه، وكذلك عند عمل البطاقة الشخصية.. أما من الناحية الشرعية فلا نوجد آية قرآنية تتحدث عن النقاب، وكذلك أثناء حياة الرسول «صلي الله عليه وسلم» وما بعده أيضا، فكانت المرأة تكشف وجهها وتشارك في الحروب والغزوات وأعمال الرجال، وأكبر دليل علي عدم شرعية النقاب أنه أثناء الحج والطواف حول الكعبة لابد أن تكشف المرأة عن وجهها.
أري أن من يدافعون عن النقاب بهذا الأسلوب أنهم يلعبون بالألفاظ ونحن لا نتعمد تشويه صورة المنقبات.. لكننا ضد النقاب وهذا ليس مسألة تشويه.
ويؤكد محمود ياسين أن قضية النقاب هي أبعد من أن تكون قضية خلافية، وتكاد تقترب من الإجماع، سواء بمقارنة ما قاله القرآن وأحكام فقهية لكبار علماء الإسلام عبر التاريخ فلم يكن هناك خلاف، بل تصل إلي حد الإجماع علي أنه خارج القاعدة الإسلامية.
أضرار النقاب واضحة، فالإنسان الذي يتخفي وراء شيء اسمه النقاب أو بمعني أوضح «الغطاء» الذي يكون ضد الوضوح والظهور والتمييز، فكيف نسمح لبعض من الذين يعيشون معنا ويتواجدون في هيئات أو جامعات أو مستشفيات بأن يكونوا «متغطيين» لا يظهر منهم أي ملمح، فهذا حقنا أن نري من يتحرك بجوارنا من يدخل مراكزنا ومواقعنا في العمل والمواصلات العامة، لأنه بالفعل ثَبَتَ أن هناك مجرمين يتسترون خلف هذا النقاب ليرتكبوا جرائمهم وهذا معروف لجميع الناس.
ويري عبد الرحمن الأبنودي أننا لسنا في حرب مع الحرية وإنما قضيتنا الأولي هي أن تصبح الحرية مسئولة قائلا: كفانا النظر إلي مثل هذه الأمور التي تقودنا إلي الوراء، وعلينا أن نشجع العلم والتكنولوجيا وأن نجعل الناس تنظر للحياة بنظرة تفاؤلية بعيدا عن العمل طوال الوقت علي إحباطهم بتذكيرهم بالآخرة وعذاب القبر، فلماذا لا نستيقظ في الناس مرة أخري الرغبة في الحياة بعيدا عن مظاهر التطرف التي من شأنها أن تقودنا إلي الجحيم.
ويقول الكاتب محفوظ عبد الرحمن: إن القضية التي تشغلنا الآن ليست الحرية التي يلجأ إليها البعض، وإنما تراجع الخطاب الديني الذي نادي به الشيخ محمد عبده، فللأسف نحن مسلمون بلا إسلام حقيقي بمضمونه الأسمي، حتي إننا أصبحنا مهددين من قبل بعض أصحاب المصالح، الذين استغلوا تلك الفترة العسرة التي نمر بها لكي ينشروا الجهل والتخلف مع تراجع دور مؤسسات الدولة الدينية عن هدفها، موضحا أنه للأسف اختذلت مشاكل المجتمع في النقاب والحجاب مما جعلنا نري بعض اللافتات التي تأمرنا بالحجاب باعتباره قبل الحساب ونسينا بقية الفرائض التي أمرنا الله بها فالتدين الشكلي أصبح دستور المجتمع المصري، ولم نعد قادرين علي التقدم في أي مجال من العلوم، وأما بالنسبة للحرية فنحن نفهمها خطأ، وكأنك تفعل أي شيء في أي وقت وكلنا نعلم أن النقاب هو فريضة يهودية انتشرت في فترة من فترات العصر العثماني، ولم تكن أمهات المؤمنين وقت رسول الله منقبات قائلا: إننا للأسف عندما نطرح هذه الرؤية يتهموننا بأننا نحجب شرعية النقاب فهم لا يرون أن الوسطية هي المطلوبة فنحن لا نطلب من المرأة أن ترتدي النقاب، وفي نفس الوقت لا ترتدي المايوه فالاعتدال هو المطلوب، ولكن للأسف يتهموننا بأننا نتعمد تشويه صورة المنقبة، وهناك الكثير من الوقائع التي تحدث يوميا من جرائم ترتكب تحت النقاب ولا يتم الإعلان عنها حتي إن الكثير من المنقبات يعملن داخل ملاهٍ ليلية ويرتدينه وكذلك يستغللن النقاب لممارسة الدعارة، فالقضية أخطر من ذلك في الوقت الذي ضاعت فيه هويتنا وانتماؤنا وحتي وحدتنا الوطنية.
وأضاف: إننا لا نتبني وجهة النظر الغربية في محاربة النقاب بل إننا للأسف أصبحنا أضحوكة العالم .
الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الشريف قال لنا: إن النقاب شرعا فضيلة ولم يفرض علي النساء نظرا لأن وجه المرأة وكفيها ليستا بعورة حتي إن الخاطب من حقه أن ينظر إلي خطيبته وليس كما يدعي البعض هو إن النقاب هو الزي الإسلامي الشرعي، موضحا أنه ليس حرية شخصية وإنما أصبح يخفي وراءه «بلاوي»، لذلك ليس هناك مانع من أن يقوم رئيس مصلحة بأن يسن قرارا بمنعه يقضي لما فيه الخير للناس وللوطن. مضيفا: إنه علي المرأة أن تكشف وجهها في الأماكن العامة وهذا ليس تدخلا في حريتها الشخصية إذا أرادت أن تخرج من منزلها ويكون ذلك في الضرورة، حيث كانت أسماء بنت أبي بكر تعمل لمساعدة زوجها الزبير بن العوام، حيث كان فقيرا لا يملك إلا سيفه وفرسه فكانت تدق النوي كعلف لفرس زوجها وفي إحدي المرات كانت تحمل النوي علي رأسها وبينما كانت تسير في هجير الصحراء قابلت رسول الله «صلي الله عليه وسلم» فأوقف ناقته لكي تركب معه فرفضت ولما علم الزبير قال لها لما لا تركبين مع رسول الله فقالت له «إني أعلم غيرتك علي» فانظروا إلي حال المسلمات هذه الأيام فترفض أسماء الركوب مع النبي المعصوم وزوج شقيقتها السيدة عائشة وصديق أبيها ولكن ما يحدث اليوم بعيد عن قيم الإسلام، فالمنقبة تخرج من بيتها وتختلي مع رجال في العمل، فإننا لا نتعمد تشويه صورة المنقبة ولكن نقابها ليس فريضة وإذا أرادت ارتداء النقاب فلا مانع ولكن عند الضرورة مع تجنبها الأماكن العامة.
وأضاف: إننا لا نتبني أي وجهات نظر غربية فالإسلام هو الإسلام والقضايا الشرعية ليس بها جدال، فالذي يحكمنا النص القرآني والسنة النبوية، موضحا أن المرأة إذا خرجت من بيتها متعففة فما المانع من أن تعمل دون أن تلفت النظر إليها وهذا ما أمرها الله بها.
أما الكاتبة فتحية العسال فقالت لنا: أنا مع الحرية الشخصية فإذا أرادت المرأة أن ترتدي الحجاب فلابد أن يكون عن قناعة فكرية أما النقاب فليس له علاقة بالحرية وإنما يحمل وراءه الغموض فلا تعلم هوية المنقبة فما الذي يجبرني علي التعامل مع شخصية مجهولة بالنسبة لي فهي عزلت نفسها عن المجتمع وبالتالي عليها أن تتحمل عواقب ما فعلت فهي كائن منبوذ من المجتمع، لأنها لم تحترم عادات وتقاليد المجتمع الشرقي فنحن لسنا بدوا نعيش في الصحراء في مجتمع منعزل عن العالم.
واستطردت قائلة: من قال إن العلمانية تنبني خطابا ضد الدين فهذا تشويه فكري، فالدين لله والوطن للجميع فكل إنسان ملتزم بدينه، ونحن لن نكون أوصياء علي بعض، فكل شخص منا كامل الوعي والرشد وبالتالي فأمامه الصواب والعقاب وعليه الاختيار وفقا لقناعاته الفكرية وانتماءاته الدينية، فلماذا يرعبنا ويهددنا المتطرفون طوال الوقت بأننا كفرة ليس لنا دين، فلماذا تراني المنقبة وأنا لا أراها أليس من حقي أن أعلم مع من أتحدث إليه؟ فهي اختارت الانعزال عن المجتمع فلتتحمل ذلك بعيدا عن هذه المهاترات المتطرفة التي يريد أصحابها أن يتهمونا فيها طوال الوقت دون مبرر منطقي.
وأتساءل: كيف أن المنقبة محرم عليها زيارة بيت الله الحرام وقبر الرسول «صلي الله عليه وسلم» وهي منقبة فعليها خلعه وتأتي إلينا وتلبسه في بلدنا فبأي أمارة هذا التذبذب الفكري.
الإعلامية سلمي الشماع تري أن الحرية مكفولة بما لا يتعارض مع حرية الآخرين فليس من حق أي شخص أن يجبرني بأن نتعامل مع أشخاص مجهولين لنا كما إننا تنويريون نعرض جميع الآراء ولسنا ضد خطاب معين فنحن أمة اقرأ.. التي أمرنا الله بها والقراءة تنوير وهذا ما نطالب به الجميع أن يتعامل وفق هذا المنطق بعيدا عن التشدد الذي لا يحل قضية وإنما يجعلها أكثر تعقيدا كما أننا في حملتنا ضد النقاب لم تكن هي الوحيدة التي ندافع عنها وإنما كل ما يقودنا إلي الوراء دون وجود أي شفافية، فالتطرف أصبح هو الطاغي علي مجتمعنا المصري اليوم. مضيفة: إنه ليس هناك مجتمع مثالي فهل من وجهة نظرهم أن المثالية في النقاب أو في لبس المايوه فلكل زي مكانه المخصص له فلن تلبس امرأة المايوه في العمل أو في الأماكن العامة وإنما له مكانه الخاص، موضحة: إننا لم نسيس قضية النقاب ولكن للأسف فشل الدولة والمؤسسات العامة في التعامل معه مع عدم وضوح رؤيتها أدي إلي تفاقم هذا الوضع حتي أصبح يهدد الكثير من المواطنين، كما أننا لا نتبني أي مواقف غربية في هذه القضية، وإنما رؤيتنا واضحة فنحن ضد التطرف، كما أننا لم نشوه صورة المنقبة وإنما هي ذاتها سبب هذا التشويه، فالكثير من الجرائم ترتكب اليوم تحت ستار النقاب أليست هذه الجرائم تشوه صورتهن فهن يحتجن لمن يحسن صورتهن المشوهة والتي قد تهدد استقرار الأمة بأكملها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.