تذهب إلي العمل. ثم تذاكر للأولاد. ترعي شئون المنزل. وتسهر علي المريض. تتحمل أعباء الجميع. رجل في غياب زوجها. أسد في وجه كل طامع أو متحرش.. بعد كل ذلك هل يجوز أن نهاجمها ونستهين بدورها بل ونتهمها بأقذر التهم؟! هذا هو حال المرأة المصرية معنا.. تبذل الغالي والنفيس لإسعادنا ونحن نعطي الفرصة لنكرة يبحث له عن دور في التعدي عمن قال عنها الرسول "صلي الله عليه وسلم" ان الجنة تحت أقدامها. أكد أساتذة علم الاجتماع ان أدوار المرأة أضعاف أدوار الرجل فهي تذهب مثله إلي العمل ثم تعود لتواصل ليلها بنهارها في مراعاة شئون المنزل ومتابعة الأولاد. أضافوا أن من يهاجم المرأة المصرية المشكلة عنده هو فقط.. ومقابلته عدد قليل من نماذج سيئة بالضرورة لا ينسحب علي كل نساء مصر اللاتي يضحين براحتهن لإسعادنا.. مطالبين بمعاقبة مثل هذه النماذج السيئة النكرة التي تبحث عن دور أو شهرة حتي يكون الأمر رادعا لكل من تسول له نفسه الهجوم علي المرأة المصرية التي تتحول إلي وحش كاسر عند غياب زوجها. استغرب أساتذة الاجتماع من الفضائيات التي تفرد مساحات واسعة من ساعاتها لأشخاص غير أكاديميين ليتكلموا ما يشاءون ويطلقون تصريحات رنانة بحثا عن الشهرة والأغرب أيضا أنهم يذكرون أرقاما وإحصائيات مطلقة بدون القيام بأبحاث أو مسوح علي أرض الواقع يصعب لأكاديميين النطق بها. يقول د. محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم الاجتماع السياسي والعميد الأسبق للمعهد العالي للخدمة الاجتاعية ببنها ان المجتمع المصري منظم منذ أكثر من 7 آلاف عام من خلال حضارة تضرب في عمق التاريخ وله عاداته وتقاليده التي تحكمه وينبذ أي خروج عنها لأنها كانت بمثابة القوانين التي تحكم المجتمع. أضاف انه بعد ثورة يناير ظهرت أنواع جديدة من البشر تتكلم في كل شيء مستخدمين كلمة "حرية" ولكن بطريقة خطأ متجاهلين أن الحرية يجب أن يسبقها مسئولية وهؤلاء يمكن أن نطلق عليهم "شواذ المجتمع" الذين يبحثون عن أدوار لهم كما يسميهم البعض "عبده مشتاق".. وبالتأكيد هؤلاء يبحثون عن الشهرة لا يهمهم الاعتداء علي حقوق الآخرين. أشار د. عبدالفتاح إلي أنه كلما كانت السهام موجهة للسيدات أو فئات لها مكانة كبيرة كانت الشهرة أسرع.. ولذلك نري الآن الهجوم علي المرأة وعلي الرموز الوطنية وأيضا الرموز الدينية.. مؤكدا ان مكانة الباحثين عن الشهرة هو مذبلة التاريخ.. مشيرا إلي أدوار المرأة في المجتمع وانقطاعها حتي عن حقها من أجل أولادها وبيتها وأيضا من أجل وطنها.. ولا يجب أن ننسي أدوار المرأة في الاستفتاء علي الدستور والانتخابات الرئاسية والتي سبقت الرجل نفسه. تقول د. نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس ان المرأة المصرية لا يحتاج أحد للدفاع عنها فكل أعمالها وأدوارها واضحة وظاهرة عيانا بيانا في كل مكان نذهب إليه في الشارع. في العمل. في المدرسة حتي أن ظروف الحياة نفسها تفعل بالمرأة ما لا يستطيع تحمله رجل. أضافت ان أدوار وإنجازات المرأة أضعاف أضعاف إنجازات الرجل ولو كنا منصفين لا يوجد عمل يقوم به الرجل لا تفعله المرأة فإذا كان للرجل دور اقتصادي ومالي فالمرأة تقوم بنفس الدور بل تقوم بما هو أكبر منه.. خاصة أن الله قد منحها القدرة والصبر لانجاز عملها. أشارت د. نادية إلي أن المرأة المصرية المحترمة التي تتحول إلي رجل بمعني الكلمة وقت غياب زوجها.. مستنكرة وجود أشخاص غير مؤهلين يستطيعون أن يخرجوا بأرقام من خيالهم.. مع أن ذلك يصعب علي الأكاديميين. استنكرت د. نادية أي شخص يعمل من نفسه "أبوالعريف" ليقول أي كلام علي المرأة المصرية بدون أبحاث أو مسوح.. مؤكدة أن أي شخص يقول مثل هذا الكلام فبالتأكيد المشكلة عنده فقط وليس في المجتمع.. فهو لم يتقابل مع امرأة "جدعة" أو محترمة من قبل سواء في عائلته أو في حيزه المحيط ولهذا فالمشكلة عنده وليس في المرأة المصرية أو الصعيدية. لامت د. نادية أيضا علي الإعلام ودوره في التنوير والتعليم وفشله في القيام بالدور البديل للتعليم الذي انهار تماما وللأسف انتقل من الدور التنويري والتعليم إلي الدور التدميري مع أن الكلمة أمانة ولها سحر عظيم. طالبت د. نادية بعقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه في النيل من مكانة المرأة المصرية وإهانة سيدات مصر حتي لا تنقلب الأحوال إلي الفوضي ويتكرر الهجوم علي رموز أخري مما يهدد الأمن الاجتماعي ويعمل علي تقسيم الوطن. يقول د. أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس انه لا يجوز تحويل الآراء الفردية إلي حقائق مطلقة مع انها ليس لها أساس علمي.. مطالبا كل من يزعم أو يوجه كلاما ضد المرأة المصرية بالدليل العلمي. أضاف ان المرأة المصرية لها أدوار عظيمة ولا يجب أن نختزل دورها في جسدها لأن هذا يؤكد علي التخلف العقلي خاصة ان المرأة لها مشاعر وأحاسيس وأدوار يصعب علي الرجل القيام بها.. منوها إلي ما حققته المرأة المصرية عبر القرن الماضي من نجاح ومشيرا إلي تواجد المرأة في الجامعات والمراكز البحثية في ظل مجتمع ذكوري وهذا يؤكد انها كانت تنحت في الصخر. أشار د. يحيي إلي أن من يهاجم المرأة المشكلة خاصة به شخصيا ومقابلته عدداً من الحالات الفردية بالتأكيد لا ينسحب علي كل نساء مصر. يقول د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية ان المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة ولولا المرأة ما استطعنا مواصلة الحياة ولولا أدوارها العظيمة التي تقوم بها بنجاح لكنا واجهنا صعوبات شديدة. أضاف ان المرأة لديها قدرة تحمل وصبر أكبر كثيرا من الرجل فهي عرضة للأمراض أكثر من الرجل بسبب التغييرات الهرمونية وهي تذهب للعمل وتعود إلي المنزل لمواصلة العمل مع الأولاد وقضاء حوائج البيت عكس الرجل تماما الذي يبحث عن الراحة عقب العودة للمنزل مباشرة. تساءل د. فرويز.. هل بعد كل ذلك نهاجم المرأة صاحبة الأدوار الصعبة والتي قال عنها الرسول "صلي الله عليه وسلم": "الجنة تحت أقدام الأمهات؟" مؤكدا أن ما ردده من يدعي "تيمور" السبكي يهدد الأمن الاجتماعي في مصر ويدعو للتفرقة.. محذرا من أجندة يتم تنفيذها لتقسيم المجتمع بعد انتهاء الإرهاب واختفاء الإخوان. أضاف ان المرأة المصرية تقوم بأدوار بطولية في الحفاظ علي كيان الأسرة وفي تعليم القيم والعادات والتقاليد للأبناء والهجوم عليها من "نكرات" هدفه الاستهانة بدورها العظيم في حياتنا.