لا أحد ينكر أن للمرأة دورها الكبير في التأثير حولها فهي المعلم الأول لطفلها وهي حلقة الوصل بينه وبين المجتمع الخارجي فإن صلحت صلح الأبناء وإن فسدت فسد الأبناء وعلي عاتقها تقع مسئولية عظيمة وهي تربية الأبناء فمنها يتشرب الطفل كل شيء سواء كان إيجابياً أو سلبياً.. والدراسات الاجتماعية أثبتت أن المرأة في الصعيد هي المحرك الأول للثأر رغم أن المرأة في كثير من الاحيان تكون العنصر الملطف والماء الذي يطفئ النار.. والسؤال الذي يطرح نفسه ما دور المرأة في الحفاظ علي أمن المجتمع وأمانه؟ أم أن هناك أشياء ترسم صورة أخري للمرأة تخالف طبيعتها؟ أيمن إبراهيم مهندس استشاري المرأة قد لا تقصد إثارة الفتن لكنها مسئولة بقدر كبير عن ذلك فقد استغلت ولاء أبنائها لها وتأثرهم بها وراحت ترضعهم ما تشاء وهي بكل أسف في بعض الأحيان ترضعهم قيماً بعيدة كل البعد عن الأخلاق والشكل الذي يضمن أمن المجتمع واستقراره. * إبراهيم أحمد مهندس من وجهة نظري أن المرأة الريفية مختلفة كثيرا عن المرأة بالحضر فالأولي تتمسك بموروثها الثقافي والقيم المعتدلة كما أن لديها القدرة علي التعايش مع الآخر وتغرس هذه القيم بداخل أبنائها وذلك علي العكس تماما من المرأة بالحضر التي تتسم بالعصبية وعدم قبول الآخر لذا أري أن معظم الفتن التي تحدث في المجتمع أساسها المرأة فهي المحرك الأول للفتن في المجتمع. * سمير حسن علي المعاش المرأة هي نواة المجتمع وهي المدرسة التي تتخرج منها الأجيال.. فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع. * محمد سمير كيميائي لابد من الاهتمام بالمرأة منذ طفولتها تربويا وأخلاقيا واجتماعيا وتأهيليا منذ الصغر بأهمية الدور الذي ستقوم به وهذا الاهتمام يبدأ من البيت ثم بالمدرسة فلابد من إعطاء المرأة قسطا كافيا من التعليم والثقافة لنضمن مجتمعا واعيا وآمنا وأجيالاً ناضجة. المرأة الواعية * نجوي جميل علي المعاش المرأة الواعية هي التي تربي أبناءها علي القيم الأخلاقية الراقية وتغرس بداخلهم التآخي والتواد وهؤلاء قلة فالأغلبية العظمي من النساء للأسف الشديد يغرسن بداخل أبنائهن قيما سلبية مضادة للأخلاق والقيم ومناهضة لكل الأديان السماوية. قال الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: المرأة هي أساس المجتمع كله تربويا وتكوينيا فهي التي تلد كل أفراد الأسرة وهي صاحبة البناء الأول في فكر الأسرة وعلي عاتقها تقع مسئولية تربية أولادها تربية صحيحة أساسها الاتزان الفكري والالتزام بمكارم الأخلاق وعليها تعريف أبنائها بكل أمور الغدر والظلم وبأنها أمور ممقوتة لا يجب ولا يصح أن تكون في أخلاقهم إنما تكون أخلاقهم قائمة علي الانصاف والعدل ويتساوي في هذا كل الأمهات سواء كن مسيحيات أم مسلمات فجميع الأديان السماوية تنادي بمكارم الأخلاق. وكذلك تطالب جميع القوانين الاجتماعية والإنسانية الوضعية وتنادي بالأخلاق كما قال الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا وحديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي حث علي مكارم الأخلاق في قوله "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". أضاف: الأم عليها دور أخلاقي عظيم في تشكيل نفسية الصغار منذ نعومة أظافرهم. المرأة والفتن وافقته الرأي الدكتورة خديجة النبراوي الباحثة الإسلامية قائلة: هناك من النساء من تفوق الرجال في رجاحة العقل وثباتة في ميادين الحياة وهناك من تغلب عليهن العاطفة ولا يراعين أمانة الكلمة ومسئوليتها وهذا يقود الأمة إلي زلزلة أركانها وتداعي بنيانها لأن الكلام إذا انحرف عن مواضعه انحرفت الموازين التي تحكم المجتمع وانحرف معها مسار الأمة لتعرضها للفتن والأهواء وهنا يثور السؤال: لماذا التركيز علي المرأة أكثر من الرجل في تحمل تلك المسئولية الخطيرة؟ والإجابة كما تقول د.خديجة لأن المرأة أكثر تأثيرا في المشاعر من الرجل لأنها الأم والزوجة والابنة والأخت والحبيبة.. هذه المجالات تجعلها أكثر تأثيرا فيمن حولها ويجعل كلامها ينفذ سريعا إلي الوجدان والعاطفة مما يلقي علي عاتقها مسئولية في الحفاظ علي الكلمة التي تتفوه بها حتي لا تتسبب في سفك الدماء أو انتهاك العهود ومواثيق الأمان ويعرض الأمة إلي انهيار ترابطها الاجتماعي. أضافت: المرأة هي المعلم الأول للإنسان في مهده وهي الضابط لحركاته وتصرفاته في شبابه ورجولته وعليها أن تعي ذلك جيدا حتي تنضبط موازين المجتمع بأسره لأنها إذا انحرفت عن الخط المستقيم دمرت المجتمع كله وأصابته بأمراض خطيرة من الصعب الاستشفاء منها. المرأة والحروب تقول الدكتورة مني سراج الدين أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: بعض النساء لهن سطوة كبيرة في المكر والدهاء ومن الممكن أن يحركن الحروب ويخططن لها وصدق الله العظيم إذ يقول "إن كيدهن عظيم" فالمرأة إذا كانت من هذه النوعية فهي المسئول الأول عن إثارة الفتن والنفخ في أذن زوجها وأبنائها ليحققوا ما تريد.. لذا اطالبها أن تكون واعية وان تتعقل الأمور قبل الحديث في أي موضوع حتي لا يحدث مالا يحمد عقباه. أضافت: أن قول الشاعر بأن "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق" قول رائع فوصفه للأم بأنها مدرسة ليس تعبيراً مجازياً فهي مدرسة حقيقية يتعلم منها الطفل كل شيء حسنا كان أم سيئا وهي التي تلقنه أمور دينه وهي حلقة الوصل بينه وبين العالم الخارجي لذا تعتبر البنية الأولي والأساسية لأي مجتمع وعليها القيام بدورها بشكل إيجابي لأنها إذا اهملت هذا الدور ملأت المجتمع بأبناء أصحاب شخصيات مهتزة يعانون التفكك والضعف والانحراف.. ودور الأم ليس دوراً هينا ويكفي أن الله تعالي ألقي علي عاتقها مسئولية إعمار الكون وكما أن رقي الشعوب وتقدمها يتوقف عليها.. وعليها الانتباه لذلك جيدا. التركيبة الاجتماعية أوضحت الدكتورة نجوي عبدالحميد سعد الله أستاذ علم الاجتماع.. بجامعة حلوان أن المرأة علي مر التاريخ نجحت في لعب الكثير والكثير من الأدوار السلبي منها أو الايجابي فالتركيبة النفسية والاجتماعية الخاصة بالمرأة سواء كانت ايجابية أم سلبية اكسبتها هذه الأهمية فالمرأة تتسم بقوة الذاكرة وانها حافظة جيدة للتراث كما أن ارتباطها بالعادات والتقاليد الاجتماعية يفوق الرجل فنحن عندما نريد القيام بإجراء أبحاث ميدانية اجتماعية نستعين بالمرأة لأنها تجيد عرض الأمور وتفاصيلها بشكل أفضل من الرجل.. فضلا عن تأثيرها القوي علي كل المحيطين بها. تضيف: وهذه السمات السابقة التي تتسم بها المرأة تدفعنا إلي ضرورة الاستفادة من هذه السمات بشكل ايجابي ومفيد لها ولكل أفراد أسرتها وللمجتمع بأسره إذا أردنا حقا أسرة صالحة ومجتمعا آمنا. واستطردت قائلة: لابد من الاهتمام بالمرأة منذ طفولتها وتربيتها علي أسس تربوية صحيحة مع ضرورة التأكيد علي أن لكل شيء ايجابيات وسلبيات.. فإذا تعاملنا مع المرأة بطريقة صحيحة ونجحنا في الاستفادة من الملكات التي تتمتع بها وطوعناها بشكل ايجابي استطعنا تجنب الكثير من المشكلات المستقبلية وأهم هذه المشكلات تحجيم الشائعات ومحاربة انتشارها. المرأة والثأر أشارت الدكتورة سامية الجندي أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر إلي أنه لا يستطيع أي شخص أن ينكر دور المرأة الكبير في إثارة الفتن فالمرأة خاصة الصعيدية هي المحرك الأول والأساسي لقضية الثأر في الصعيد وكل من حولها يحترمها ويحسب لها ألف حساب كما أن لديها قدرة خارقة علي شحذ الهمم ويكفي أن المرأة الصعيدية هي أول امرأة نجحت في خوض انتخابات مجلس الشعب. وأضافت: من الممكن أن تلعب المرأة دوراً ايجابيا في إخماد الفتن داخل الأسرة وذلك بالحديث الدائم مع أبنائها وكل أفراد أسرتها بشكل هادئ ومتزن ونبرة حب وتواد.. لذا لابد من توعية المرأة بأهمية وعظم الدور الملقي علي عاتقها والذي ينبغي أن تقوم به سواء كانت مسلمة أم مسيحية تجاه المجتمع كله.