لا شك ان المرأة هي صمام الأمان ومصدر السعادة داخل كل أسرة.. وفي إمكانها أن تجعل من أسرتها أسعد أسرة.. وفي نفس الوقت يمكنها أن تجعلها أتعس أسرة!! والسؤال كيف تستطيع المرأة ادخال السعادة والبهجة علي أفراد أسرتها؟ طرحنا هذا السؤال علي عدد من علماء النفس والاجتماع والسيدات فماذا قالوا؟! في البداية يقول الدكتور أحمد جمال ماضي أبو العزايم أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية: علي المرأة أن تتذكر دائما انها المسئولة عن إسعاد زوجها وأولادها لذلك يجب ألا تحمل زوجها ما يفوق طاقته ولا تلاحقه بالطلبات المتتالية حتي لا يضطر إلي الهروب منها.. ويجب أن تعلم انها إذا أصرت علي مطالبها الكثيرة فقد يرفضها جميعاً ويرفضها هي نفسها غير آسف ولا نادم. أضاف: تستطيع المرأة بذكائها وحكمتها وحسن معاملتها أن تجعل السعادة ترفرف علي بيتها وأسرتها إلا إذا أسعدت زوجها ومن ثم تسعد بيتها كله. ينصح د. أبو العزايم المرأة قائلاً: لا تنشغلي بأعمال البيت عن زوجك قومي بهذه الأعمال قبل عودته.. ورتبي بيتك علي أحسن حال.. وغيري من ترتيب غرفة الجلوس من حين لآخر.. واشعري زوجك دائماً بمشاركتك له في مشاعره وأفراحه وهمومه وأحاسيسه حتي يشعر بأن يحيا حياة هادئة حتي يتفرغ للعمل والابداع والانتاج. أوضح ان سبب عزوف الأبناء عن البيت وانحرافهم وراء تيارات فكرية متشددة يرجع إلي ان هناك الكثير من الأمهات لا تهتم بأولادها ولا تحفزهم علي ممارسة الهوايات المحببة لهم. طالب د. أبو العزايم الزوجة أيضا بأن تسعي إلي البحث عن مصادر الغذاء قليلة الثمن ومرتفعة الفائدة مثل العسل الأسود الذي يحتوي علي الحديد ويقاوم الأنيميا وكذلك الكبدة التي تحل مشكلة الأنيميا. طالبها بأن تقترب من أولادها وعدم إملاء تعليمات عليهم لتنفيذها فهذا يخلق الانشقاق الأسري فلابد من المناقشة والحوار الأسري الذي يتسم بالهدوء وتبادل الآراء الإيجابية وبذلك تكون الأسرة كلها ترفرف عليها السعادة. الزوجة الذكية تقول الدكتورة نادية حليم مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ومدير برنامج بحوث المرأة: ان المرأة الذكية المتجددة العطوفة التي تحمد الله علي كل شيء يجب ألا يكون لها هدف سوي إسعاد زوجها وأولادها وأن تسعي جاهدة إلي أن تجعل السعادة ترفرف علي بيتها بابتسامتها الجميلة وشياكتها وجمالها وأن تتجنب "النكد" بأي شكل وتكون ماهرة في المطبخ وتفاجئ أسرتها بأكلات جميلة. تؤكد ان المرأة بيدها مفتاح السعادة وأيضاً مفتاح التعاسة لأسرتها. تنصح الزوجة ألا تنتقد سلوك زوجها أمام أطفاله وألا تستعمل ألفاظاً غير لائقة يرددها الأبناء بعد ذلك وألا تفرط في الغيرة والعتاب وأن تتجنب التصرفات التي تشعل غيرة زوجها. كما تنصح المرأة ألا تنقل مشاكل بيتها إلي أهلها بل تسعي لحل هذه المشاكل بالتعاون مع زوجها. أضافت د. نادية: أنه إذا كانت الزوجة امرأة عاملة فيجب ألا تتصور ان ما يحتاج إليه زوجها وأولادها هو المال فقط. أكدت ان نسبة الطلاق في زيادة مستمرة وخاصة في السنوات الأولي من الزواج وان المرأة تتحمل المسئولية الأولي في ذلك نتيجة العصبية أو الغيرة أو الانفعال لأشياء قد تكون تافهة ولا تستحق!! صمام الأمان تؤكد الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة ان الأم هي صمام الأمان والسعادة في أسرتها.. لذلك يجب أن تكون مبتسمة في وجه زوجها وأسرتها ولا تلجأ إلي النكد والمشاكل حتي لا يهرب زوجها من البيت ويذهب إلي المقهي أو إلي أصدقاء السوء. وتنصح الدكتورة سامية الزوجة بألا تتشاجر مع زوجها أمام أطفالها بل يجب أن تتحلي بالحكمة والذكاء وعند وجود أي مشكلة تبتعد عن العصبية وتسعي مع زوجها لحل هذه المشكلة بكل هدوء لأن الانفعال والعصبية ستكون عواقبه وخيمة علي الأسرة كلها ويدفع ثمنها الأطفال في النهاية. أضافت: ان الزوجة المحور الأساسي سواء في المجتمع أو داخل أسرتها كما انها من الأعمدة المهمة داخل المنزل وفي يدها كل خيوط المنظومة الأسرية وتستطيع أن تجمع أفراد الأسرة تحت مظلتها وتمدهم بالحب والحنان والسعادة أيضاً. التماسك الأسري الدكتورة سميرة شندي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: تري انه في ظل الظروف الصعبة التي يعيش فيها المجتمع المصري الآن فإن هناك مسئولية كبيرة علي المرأة لتحقيق التماسك الأسري لأنه هو البداية لتحقيق التماسك المجتمعي كله وحتي تعبر هذه المرحلة من تاريخ بلادنا بسلام وبأقل قدر من الخسائر. أكدت علي ضرورة أن تشجع الأم أولادها علي ممارسة هوايتهم وذلك بعد الانتهاء من المذاكرة ولا تضغط عليهم حتي لا يصاب الابن بالضيق وخاصة أيام الامتحانات. يقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس: ان الأم هي مصدر السعادة ونبع الحنان للأسرة كلها.. وهي أحب الناس إلي الرجال كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أمك. ثم أمك. ثم أمك" مشيراً إلي أن هذه الثلاثية لم تأت من فراغ بل لأن الأم تهب حياتها كلها لزوجها وأولادها وتضحي من أجل إسعادهم بكل شئ وهي راضية تمام الرضا. أضاف: انه نتيجة للظروف والتطورات التي مرت بنا علي مدي السنوات الثلاث الماضية وأسفرت عن الأزمة الاقتصادية الحالية حدثت بعض الوقائع المؤسفة من بعض الأمهات ولكنها مازالت حوادث فردية بينما مازالت الأسرة المصرية متماسكة رغم كل المحن والصعاب. أضاف: انه علي الأم أن تكون مبعث الاطمئنان لأفراد أسرتها وراعية لها وأن تقوم بمساعدة زوجها في تربية الأولاد علي أحسن ما يكون. أشارت إلي أن الأزمة الاقتصادية هي سبب مشاكل غالبية الأسر المصرية وواجب المرأة أن تكون وزير المالية الذي يستطيع تدبير احتياجات أسرتها من حيث الدخل بالإضافة إلي ادخار جزء من المال لأي ظروف اضطرارية تتعرض لها الأسرة. مع السيدات تقول ناهد محمد موظفة بالشهر العقاري: انني أصبحت في حالة احباط مستمر مما نسمعه جميعاً عن أحداث تهز البلاد.. علاوة علي ذلك ان عودتنا إلي المنزل بصعوبة بالغة بعد انتهاء يوم عمل شاق وأولادي الثلاثة يمرون بنفس الحالة نتيجة الأحداث داخل الجامعات. تؤكد علي أن فاقد الشئ لا يعطيه.. ولكن بقدر المستطاع نحاول لم شمل الأسرة والتقليل من الأحاديث السياسية.. لكي نمر من هذه الفترة الصعبة.