لا شك أن تحقيق حلم السعادة الزوجية يراود المتزوجات حديثاً.. ويتطلب قواعد وأصولاً يجب أن تتحلي بها الزوجة.. حتي تعيش حياة هادئة ومستقرة تدوم. لكن ما هو المطلوب من الزوجة.. كي تحقق هذا الحلم؟! سألنا العديد من اساتذة علم النفس والاجتماع.. فماذا قالوا؟!. تقول الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة: إن تحقيق السعادة الزوجية ليس مسئولية الزوجة وحدها لكنها مسئولية الزوجين معاً.. لكن في نفس الوقت يجب علي الزوجة أن تسعي إلي مشاركة زوجها في السراء والضراء وأن يكون أسلوبها في التعامل راقياً وحضارياً بقدر ما يقوم به الزوج من جهود خاصة في هذه الظروف الصعبة لتوفير احتياجات المنزل وتحافظ علي خصوصياته وأسراره ولا تخرجها إلي أحد خارج البيت حتي لو كانت والدتها أو صديقتها المقربة منها. أضافت: المشكلة أن رجل اليوم يريد أن يكون صاحب الأمر والنهي في المنزل يأمر فيطاع وأن الزوجة عليها السمع والطاعة لكن هذا الأمر كان زمان أما الآن الدنيا تغيرت وأصبحت الزوجة خريجة جامعية ولديها قدر كبير من العلم والثقافة وأصبحت لا ترضي الظلم أو الضرب. يقول الدكتور سيد صبحي استاذ الصحة والعلاج النفسي بكلية التربية جامعة عين شمس ومقرر شعبة الرعاية الاجتماعية بالمجالس القومية المتخصصة: أن معظم المشاكل التي تحدث بين الأزواج وخاصة في السنوات الأولي للزواج تكون مادية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها وتراجع فرص العمل واغلاق العديد من الشركات أبوابها مشيراً إلي ضرورة أن تدرك الزوجة بكل بما يمكنها من جهد حتي تمر الأزمة. أضاف: أن الطاعة والرضا والقناعة صفات تزيد من جمال الزوجة في نظر زوجها مؤكداً أنها اذا التزمت بهذه الصفات فإنها سوف تضمن اجتياز العام الأول من الزواج بنجاح وتفوقه مما يؤهلها للعام الثاني والثالث وحتي آخر العمر وحتي ينعما بأولادهما بل وبأحفادهما. مواجهة الخناقات أما الدكتورة إقبال السمالوطي عميدة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ورئيسة جمعية حواء المستقبل فتري ان الشجار والاختلاف بين الزوجين هو "ملح" الحياة الزوجية وأن المرأة الذكية هي التي تقابل هذا الشجار بهدوء وحكمه حتي تمر العاصفة. أضافت أن الزوجة يجب عليها أن تعتذر اذا اخطأت وأن تقبل اعتذار زوجها بعفو وتسامح ودون لوم واذا حدث خلاف فالعتاب دون سب أو ألفاظ جارحة أو تذكير بالماضي. تشير د.السمالوطي إلي أن من بين الأسباب التي أدت إلي التفكك الأسري تدخل الأهل في الحياة الزوجية سواء أهل الزوجة أو أهل الزوج وهنا تتصاعد المشكلة أكثر وأكثر بل وستتعقد وقد تؤدي في النهاية إلي الطلاق.. لذلك لابد أن يبعد الزوجان الأهل والأقارب عن مشاكلهما وأن يسعيا إلي حل هذه المشاكل بنفسيهما وبدون تدخل من الآخرين. تقول الدكتورة زينب شاهين استاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة: من أكثر الاشياء متعة في الحياة أن تجد الفتاة الزوج المناسب لها وتعيش معه حياة مليئة بالحب والسعادة ولكن ما يعكر صفو الزوجة دائما هو خوفها من فقدان هذه السعادة. أضافت: يجب علي الزوجة أن تعيش مع زوجها علي قدر دخله مهما كان هذا الدخل وأن تحفظ اسراره واسرار بيتها حتي عن أقرب الناس لها وأن تدرك أن الرجل لا يحب المرأة العنيدة فلا تتشبث برأيها مهما كان هذا الرأي هو الصواب مشيرة إلي أن الزوجة الذكية هي التي لا تقف أمام زوجها وهو غضبان وأن تتركه حتي يهدأ تماماً ثم تتحدث معه. وتري الدكتورة هناء المرصفي استاذ الاجتماع بكلية البنات بجامعة عين شمس: ضرورة التحرك بسرعة لمواجهة ظاهرة الطلاق في السنوات الأولي من الزواج خاصة بعد أن زادت هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية بفعل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر من ثورة 25 يناير 2011. قالت د.هناء إن الجميع أصبح عصبياً وانفعالياً يتخذ القرارات بسرعة وبدون أي دراسة لتداعياتها بينما يدفع الثمن الأطفال الصغار مشيرة إلي أن الزوجة وحدها أن تحقق الزواج الناجح ولكن لابد من تعاون الزوجين معاً فبدون ذلك لن تصل إلي الزواج الناجح. أشارت إلي ضرورة عدم سماح الزوجين للأهل والأقارب والأصدقاء بالتدخل في حالة نشوب مشاجرة بينهما بل ولابد من مواجهة أي شجار أو خلاف بالتفاهم والتراخي والبعد عن العصبية. مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات للتعرف علي أهم العوامل التي تحقق نجاح وتماسك الحياة الزوجية أو تفككها؟! تقول عزة حامد موظفة بإحدي شركات القطاع الخاص: إن ابنتها تزوجت منذ عامين بزميل لها في إحدي شركات الادارة وانجبت طفلاً عمره لا يتعدي 6 شهور ولكن بعد خلافات عميقة بينهما بسبب وبدون سبب وصل الأمر إلي الطلاق. أضافت أن الزواج بين الشباب والفتيات الآن يفتقد صفة الصبر وتحمل الآخر فهذه مشكلة كبيرة لابد من معالجتها بالتوعية المستمرة تجاه الأسر وأبنائهم حتي لا نصل إلي نتيجة الانفصال وتهديد أسرة بأكملها بالسقوط والانهيار!!. أما سها عبدالتواب ليسانس آداب قسم تاريخ فقالت: انها عملت مدرسة بإحدي المدارس الخاصة وتزوجت من زميل لها بالمهنة وأنجبت 3 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات و8 سنوات و5 سنوات وإن في بداية الزواج تعرضت لمشاكل عديدة من أهل الزوج قد تصل إلي الطلاق ولكنها استطاعت استقطابهم تماماً بذكاء منها.. وأصبحت الحياة بعدها سهلة وتمر دون مشاكل واستمرت حتي الآن بعد زواج استمر 11 عاماً. اضافت أن الزوجة الذكية تستطيع بذكائها تماسك وبناء الحياة الزوجية واستمرارها. تضيف تسنيم محمود بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية قسم اقتصاد أن شقيقتها مهندس تزوجت من مهندساً وسافرت إلي إحدي الدول العربية وتعرضت هناك لمشاكل زوجية عديدة أدت بها إلي الاصابة بمرض السرطان.. ولم يقم زوجها باحتوائها بل تم طلاقها وعادت إلي مصر دون الحصول علي أي حقوق شرعية.. والآن نحن بصدد رفع قضايا للحصول علي هذه الحقوق الشرعية بواسطة القانون. أضافت أن التفاهم والتقارب والمستوي الاجتماعي من أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية.