كشفت أحدث دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن تزايد حالات زواج الفتيات والسيدات من رجال أصغر منهن في السن. وقد أثارت هذه الدراسة العديد من التساؤلات منها هل يليق بالمرأة ان تتزوج برجل يصغرها في السن علي الرغم من أن ذلك من حقها شرعاً وقانوناً؟ وهل يقدر لهذا الزواج النجاح والاستمرار؟ في البداية تقول الدكتورة سهير سند- أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: السائد والمتعارف عليه هو ان الزوج يجب ان يكون اكبر من الزوجة وذلك منذ الازل الا ما ندر ولكن في هذه الايام صار الامر عادياً.. وأصبح هناك زوجات كثيرات يكبرن أزواجهن بسنوات ولم تعد هناك مشكلة ولكن المشكلة تبدأ في الظهور مع مرور الايام والسنوات حيث تتعدي الزوجة سن الخمسين بينما يكون الرجل في الاربعينات من عمره وهنا تحدث المشاكل حيث ينصرف عنها الزوج ويبدأ في البحث عن امرأة اصغر منه!! أضافت ان هناك أسبابا تدفع المرأة للزواج من رجل يصغرها سناً منها الغرور والكبرياء في المراحل الاولي من العمر في رفض المتقدمين لها إما بسبب جمالها الخارجي أو تحصيلها العلمي المتفوق وعندما تصل إلي مرحلة ما يعد ال35 عاماً تكون في حيرة شديدة وتتعرض كثيراً للسؤال؟ لماذا لم تتزوجي حتي الآن وهذا ما يدفعها إلي القبول بشخص أصغر سناً أو أقل ثقافة للسيطرة عليه خصوصاً إذا كانت غنية وهو فقير. اشارت إلي ان مثل هذا الزواج لايدوم طويلاً ونسبة نجاحه لاتزيد علي 50 في المائة. حالات فردية تقول الدكتورة سامية خضر- استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: هذا الامر لايعد ظاهرة ولكنه يمثل حالات فردية محدودة ويكون لها ظروفها الخاصة ويكون زواج مصلحة.. وغالباً ما يفشل ولايستمر طويلاً وقد ينجح اذا اثمر هذا الزواج عن أولاد. تقول الدكتورة اجلال حلمي- استاذ علم الاجتماع الاسري بجامعة عين شمس: أنه إذا كانت الزوجة تكبر الزوج بسنوات قليلة فلن تكون هناك مشكلة أما إذا أصبح هذا الفارق يتراوح ما بين 10 إلي 15 سنة فلن تكون هناك مشاكل بين الزوجين خاصة مع مرور السنوات خاصة ان المرأة تظهر عليها اعراض الشيخوخة بصورة أسرع من الرجل نظراً لما تتحمله من أعباء سواء في الحمل أو الانجاب أو تحمل أعباء الجياة. تؤكد ان فارق السن يعد عاملاً مهماً من عوامل نجاح مشاريع الزواج في جميع المجتمعات كونه يحدد نسبة التكافؤ بين الزوجين من حيث طريقة التفكير وطبيعة السلوك والتصرفات. أضافت الدكتورة "إجلال " لابد ان يكون فارق السن بين الرجل والمرأة بسيطاً بحيث لايصبح هناك أزمة في مسيرة الحياة الزوجية وضربت مثالاً علي ذلك ان احدي الزميلات ارتبطت بزميل لها واستمرت حياتهما الزوجية في هدوء وتفاهم.. واستطاعا تزويج ابنائهم والاطمئنان عليهم.. ولا تعرف نحن انفسنا اتها تكبره الا عند خروجها بالمعاش حيث انها سبقته بفارق بسيط.. وهذا الفارق العمري لم يكن عائقاً علي الاطلاق. ضربت مثالاً آخر.. كان لي صديقة حصلت علي الليسانس وتزوجت بزميل أصغر منها بعام حيث انها تخرجت قبله بعام.. ولكنهما ارتبطا بصورة طبيعية.. وسافر للبعثة العلمية.. وعاشا حياة هادئة والآن هم لديهما أحفاد.. ومازالت الحياة مستمرة دون أي مشاكل. تري ان الفارق العمري للرجل والمرأة لايكون عائقاً علي الاطلاق مادام هناك تفاهم وود وعلاقة محترمة يسودها التفاهم والوئام بين الطرفين.. وأيضاً التفاهم الاسري للفتاه وللشاب. اشارت هناك أيضاً بعض الشباب يرتبطون بفتيات أكبر منهم لاستمرار العلاقة الزوجية والاستقرار بعدما راوا حالات عديدة للطلاق للفتيات الاصغر سناً وعدم تحملهم للمسئولية.. فهؤلاء الشباب يأملون في الاستقرار. تقول الدكتورة نهلة أمين- استشاري علم النفس ورئيس جمعية سبيل الرشاد: هناك أسباب عديدة المرأة للزواج من رجل يصغرها ويرجع ذلك إلي انها قد تكون عاطفية تترك تأثيراً داخلها تدفعها لاتخاذ هذا القرار أو اجتماعية من خلال ضغوط الاهل للاقتران بابن العم أو الاقارب للحفاظ علي اموال العائلة ولكي لاتذهب للغريب فيضطرون إلي تجاوز شرط العمر لتحقيق مصالح شخصية والسبب الآخر ان هناك جانباً نفسياً في الشعور داخل المرأة اذ قد يكون لها حب سابق أو تشابه بين أحد زملائها أو اساتذتها من الاحباء علي قلبها وتكون صورتهم موجودة في الشعور وعندما تري هذا الشخص وتتأثر به بظهور هذه الخبرات إلي العقل الواعي فيتسبب في هذا الارتباط وإذا كان هناك تجاوب من ناحيته فيرحب بالفكرة ويقبل بالزواج منها وتتم الموافقة بقبول الطرفين وهناك سبب آخر عاطفي اذ قد تري فيه فتي احلامها وفيه مواصفات معينة لم ترها في آخرين يكبرونها سناً! ظاهرة تري الدكتورة سمير شندي- أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: ان هناك ظاهرة بالفعل بدأت تنتشر بين الفتيات وتتمثل في الزواج من رجل يصغرها في السن أو أقل منها في المهنة وذلك بهدف اللحاق بقطار الزواج قبل فوات الاوان. تؤكد ان هناك جامعيات كثيرات يتجهن إلي الزواج من رجل أصغر منهن حتي لايتحولن إلي عانسات. وضربت مثلاً بأن مدرسة لغة فرنسية من احدي المحافظات قبلت الزواج برجل أصغر منها وفي نفس الوقت كان يعمل عاملاً بسيطاً بسبب ضغوط أسرية للحاق بقطار الزواج وحتي لاتصبح عانساً. أكدت ان نسبة الطلاق في هذه الزيجات تكون كبيرة نتيجة أن هذه الزيجات قائمة علي المصالح وليس الحب والتوافق والتجانس! للفتيات رأي تقول زينب قدري- ليسانس أداب تزوجت من شاب يصغرني بحوالي 9 سنوات وذلك بعد ان تقدم بي العمر وقد بدأت العلاقة في البداية بصداقة وكان بيننا تقارب كبير من ناحية التفكير في أمور مشتركة تتعلق بالدين والسلوك والحياة وكان دائماً بوافقتي الرأي في كل ما أقوله حتي فوجئت به يتقدم لخطبتي وكنت مترددة في البداية الا انني وبعد تفكير طويل بادرت بالموافقة لانني وجدت فيه كل مواصفات الرجل المتكامل من ناحية الدين وقوة الشخصية. أضافت بعد الزواج نعمت بحياة هادئة ومستقرة دون مشاكل وعن مخاوفها مستقيلاً من زواجه من أخري قالت: اذا كان هذا خياره فلا أمانع لانني أحبه وسعادته تهمني كثيراً!! تقول سمية طه- موظفة: انها اجبرت علي الزواج من ابن عمها الذي يصغرها ب7 سنوات الحاصل علي شهادة جامعية. تضيف انها نادمة علي هذا الزواج ولو عاد بها الزمن إلي الوراء مارضيت بذلك أبدا. أضافت انها تعرضت للاهانات من زوجها وأهله ومعايرتها بأنها أكبر منه وأصبحت تشعر انها لا وجود لها في حياته ولذلك طلبت منه الطلاق وحصلت عليه.