دائمًا ما كان المجتمع يحرم المرأة المطلقة من الزواج الثاني، رغم إعطاء الرجل هذا الحق، لكن مع زيادة نسب الطلاق، تغير الأمر تمامًا. دارين حلمي "23 عاما"، تزوجت منذ ثمانية أشهر، وفي انتظار استقبال مولودها الأول من زوجها الثاني الذي تزوجته بعد قصة حب لم تمر بها من قبل. تقول دارين:"كان زواجي الأول تقليدي علي طريقة "زواج الصالونات"، ولم يكن لي أي خبرة وقتها لصغر عمري حيث تزوجت فور تخرجي من الجامعة، وكانت المفاجأة بعد فترة قصيرة من هذا الزواج أن زوجي يخونني مع الكثيرات، لذلك طلبت الطلاق، ولم تمنعني ابنتي من التردد في طلب الطلاق. وتضيف:"لم يهتم طليقي برؤية ابنتي ولا حتى السؤال عنها وعلمت أنه قد تزوج. وتتابع:"رزقني الله بلقاء زوجي الحالي الذي تفهم وضعي وخاصة أن له أخت مطلقة ، وأقمنا حفل زفاف كبير لم تخجل أسرتي من إقامته، علمًا بأنها تجربة الزواج الأولى لشريك حياتي. ندي مدحت "35 عاما" ترفض أيضًا التقيد بالطلاق حيث حصلت علي شقة الزوجية بحكم أنها حاضنة لطفلة عمرها سبع سنوات الآن، وتؤكد أنها إذا وجدت الشخص المناسب فلن تتردد في الزواج منه مع إقامة حفل زفاف لا يقل عن الحفل الذي أقامه طليقها عند زواجه الثاني الذي تم منذ حوالي عام. خلود راضي "27 عاما"، لم تهتم بأن العريس الذي تقدم لها مطلق ولديه ابنة ، ولكنها بعد ثلاث سنوات من الحياة معه اكتشفت صعوبة الاستمرار في هذه الزيجة فقررت الانفصال عنه بعد إنجاب طفليها التوءم، وتستعد للزواج الثاني من أحد أقاربها ولا تجد حرجًا في إقامة حفل زفاف. أما نهي علام "33 عامًا" فحالها على النقيض تمامًا مما سبق فمازالت تخفي عن كل من تعرفهم خبر طلاقها، ومازالت ترتدي دبلة الزواج فهي ترفض تمامًا الزواج الثاني وتفضل رعاية ابنها وذلك بتشجيع من والديها. الطلاق كله مكاسب.. تحلل الظاهرة د.عزه كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فتقول:"زادت معدلات الطلاق بصورة مخيفة وكانت صعوبة زواج المطلقة الثاني ورفض المجتمع له هو ما يردع الكثير من السيدات ويدفعهن للتراجع عن طلب الطلاق ولكن ارتفاع نسب الطلاق بدأ يغير هذا النمط. وتضيف:"كان الرجل قبل ذلك هو المتحكم في الطلاق، أما الآن فأصبحت السيدات هن من يطلبن الطلاق بإلحاح شديد، نظرًا لأن الأسر لم تعد تفرض نفس القيود السابقة علي الابنة المطلقة فأصبح الطلاق كله مكاسب بداية من التحرر من قيد الزواج، إضافة إلي المكاسب الأخرى المادية التي وفرتها قوانين الأحوال الشخصية وأهمها حصول الحاضنة علي شقة الزوجية والنفقة وغيرها من الحقوق. وتوضح د.عزة أن الأسباب السابقة دفعت الزوجات لعدم الصبر على المشاكل اليومية، وفي النهاية يكون الأطفال هم الضحية الوحيدة فمهما كان زوج الأم أو زوجة الأب فلن يكونا بنفس حنان ومحبة الوالدين.