ان نزيف حوادث القطارات لم يكن الأول والأخير لأن المسئولين ينظرون اسفل أقدامهم ولا ينظرون لمستقبل الشعب فكل منهم يريد المركب تسير دون مشاكل فترة تواجده دون الإبداع والخروج من الصندوق الأسود الذي يعشون فيه بالتخطيط لمائة عام قادمة مثل الدول المتقدمة.. وكل حادث يلقي بظلاله علي الاهمال أو عامل المزلقان ولا نتعلم من الماضي المرير في غلق تلك المزلقانات حتي لا تكرر الحوادث والضحايا.. فتعالوا معا نلقي نظرة علي حوادث القطارات التي كان آخرها حادث العياط الأسبوع الماضي وتسبب في قتل 7 وإصابة آخرين وقبل أن نستعرض حوادث القطارات منذ عام 93 ولمدة 10 سنوات سنجد الضحايا ما يقرب من ألف وخمسمائة قتيل ومئات المصابين. وهي كالآتي: في ديسمبر 1993 قتل 12 وأصيب 60 في تصادم قطارين علي بعد 90 كيلومترا شمالي القاهرة. في ديسمبر 1995 قتل 75 راكبا واصيب المئات في تصادم قطار بمؤخرة قطار آخر. وأكدت التحقيقات وقتها أن المسئولية تقع علي سائق القطار الذي قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما لم يمكنه من اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. في فبراير 1997 في محافظة أسوان أدي خلل بشري وخلل في الإشارات إلي وقوع تصادم بين قطارين شمال مدينة أسوان ما أدي إلي وقوع 11 قتيلا علي الأقل والعديد من الإصابات. في أكتوبر 1998 بمحافظة الإسكندرية اصطدم قطار بكفر الدوار بأحد المصدات الاسمنتية الضخمة ما أدي إلي اندفاعها نحو المتواجدين. وخروج القطار نحو احدي الأسواق المزدحمة بالبائعين المتجولين ما أدي إلي مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 مصابا ومعظم الضحايا ممن كانوا بالسوق أو اصطدمت بهم المصدة الأسمنتية. وأرجعت التحقيقات في وقتها إلي عبث أحد الركاب المخالفين في فرامل الهواء بالقطار. في أبريل 1999 أدي تصادم قطارين من قطارات الركاب إلي مقتل 10 من ركاب القطار وإصابة اكثر من 50 مصابا معظمهم حالاتهم خطرة. في نوفمبر 1999 اصطدم قطار متجه من القاهرة إلي الإسكندرية بشاحنة نقل وخرج عن القضبان متجها إلي الأراضي الزراعية ما أسفر عن وقوع 10 قتلي وإصابة 7 آخرين كانت حالتهم خطرة. في فبراير 2002 تعد حادثة قطار الصعيد التي وقعت بالعياط الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية. حيث راح ضحيتها أكثر من ألف من المسافرين بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه.. وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ. ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي للقتلي. في فبراير 2006 الإسكندرية اصطدم قطاران بالقرب من الإسكندرية ما أدي إلي إصابة نحو 20 شخصا. في مايو 2006 بالشرقية اصطدم قطار الشحن بآخر باحدي محطات قرية الشهت بمحافظة الشرقية ما أدي إلي إصابة 45 شخصا. في اغسطس 2006 وفي طريق المنصورةالقاهرة اصطدم قطاران احدهما قادم من المنصورة متجها إلي القاهرة والآخر قادم من بنها علي نفس الاتجاه ما أدي إلي وقوع تصادم عنيف بين القطارين. واختلفت الاحصاءات عن عدد القتلي فقد ذكر مصدر أمني أن عدد القتلي بلغ 80 قتيلا وأكثر من 163 مصابا. في يوليو 2007 القاهرة اصطدم القطاران شمال القاهرة وراح ضحيته 58 شخصا كما جرح أكثر من 140 آخرين بقليوب. في اكتوبر 2009 تصادم قطاران في منطقة العياط علي طريق القاهرةاسيوط وأدي ذلك إلي مقتل 30 شخصا وإصابة آخرين. حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف ما أدي لانقلاب أربع عربات من القطار الأول. لابد من حل جذري لهذه الحوادث ببناء سور علي كل المزلقانات. وأعلم أن هذا تكلفته كثير ولكن سيوفر أكثر بكثير من التعويضات الضحايا وخسائر الاعطال وبهذا نتجنب بإذن الله الحوادث القادمة.