انتفض المحافظون فجأة وعلي غير توقع ضد التسيب والإهمال والرشوة واختلاس المال العام في محافظاتهم بعد أن نشطوا وكشروا عن أنيابهم ضد فساد المحليات. قاموا كلهم بزيارات ليلية ونهارية علي مدي 24 ساعة لمواقع العمل وكأنهم كانوا علي موعد مسبق لضبط كل حالات الخروج علي قواعد العمل حتي أنهم في خلال عشرة أيام فقط أحالوا ونقلوا 3500 موظف وقيادي للنيابة بتهمة التقصير وإهدار المال العام. المواطنون يتساءلون: هل ينوي الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية إجراء تغييرات جديدة في المحافظين خلال الفترة القصيرة القادمة؟! مع أنه لم يمض سوي شهر أو أكثر قليلا علي حركة المحافظين الجديدة!! إذا كان هذا الكلام غير صحيح فما هو السر وراء هذا النشاط للمحافظين الذي قلب الدنيا رأسا علي عقب؟! هل هناك توجيه من المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء للمحافظين نقله اليهم الدكتور أحمد زكي بدر بأنهم يجب ان يتحركوا بأقصي سرعة لمواجهة الفساد في المحليات.. وإلا!!! الحديث عن فساد المحليات قديم قدم الإدارة المحلية التي تحولت إلي التنمية المحلية في السنوات الأخيرة.. رشوة وتعطيل مصالح الناس وأخذ "المعلوم" مقابل إنهاء الاجراءات والتسيب والإهمال وكل ما يخطر علي البال من خرق للقانون!! فهل في ظل انتفاضة المحافظين سنجد المنازل الآيلة للسقوط قد أزيلت من علي وجه الأرض ووجد سكانها مكانا لإيوائهم بدلا من أن تنهدم فوق رءوسهم؟! هل ستنتهي الأدوار المخالفة في المباني وتؤخذ الاجراءات القانونية الرادعة ضد المخالفين؟! هل وكلاء الوزارات في المحافظات الذين يتصرفون وفق أهوائهم وأغراضهم الشخصية فيقومون بترقية من لا يستحق علي حساب من يستحق؟! كم تحايلنا علي أحد المحافظين الذين لم يتم تغييرهم في الفترة الاخيرة وأظهرنا له عيوب وكيل وزارة في محافظته يتصرف وفق هواه ومزاجه الخاص وطلبنا منه أن يأخذ إجراء ضده لكنه لم يفعل.. والمصيبة أن الوزير المختص هو الذي نقله من مكانه لكنه نقله إلي مكان أرقي مما كان عليه!! وعلي عينك يا تاجر انتقل الرجل بمساوئه وأهوائه الي محافظة اخري ليستشري الفساد اكثر وأكثر!! فجأة نشط هذا المحافظ وأحال أكثر من 750 موظفا من بينهم 273 موظفا في يوم واحد وأحالهم إلي النيابة العامة للتحقيق!! وهذا مثال علي "الهوجة" التي حركت المحافظين خلال هذه الفترة. نتساءل الآن: هل لو أراد أي مواطن استخراج رخصة أو تجديدها أو قضاء مصلحة في أية جهة حكومية سيقوم الموظف بأداء عمله دون طلب "المعلوم". ما رأي الدكتور جلال سعيد محافظ القاهرة وقد مررت بالأمس في شارع السد بالسيدة زينب فوجدت أكوام القمامة متراكمة وكأنك تعيش في بلاد الماوماو؟! هل ترك القمامة بهذه الطريقة لا يدخل في حساب المحليات؟! والاهم انه كانت هناك عربة تحمل المزيد من القمامة الي هذا التل!! أرجو ألا تكون هذه هوجة للمحافظين سرعان ما تخمد.. وتعود الامور سيرتها الاولي.. فالطبع يغلب التطبع.. والفساد هواه غلاب!!