نائب في البرلمان.. ذو قيمة وقامة.. يطالب وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة بإصدار منشور للدعاة لمطالبة الجمهور بالامتناع عن التقبيل بين الرجال لمنع نقل الأمراض. هذا النائب هو إلهامي عجينة عضو مجلس النواب بدائرة بلقاس وجمصة الذي صرح بأنه تقدم بطلب رسمي للوزير بمنع "البوس" بين الرجال. استناداً إلي ما أكدته وزارة الصحة بأن هذه العادة تسبب نقل الأمراض. مشيراً إلي أن دائرته سوف تهاجمه برغم اقتناعهم بمطلبه وأن الوازع الديني هو المسيطر علي الناس لذلك لجأ إلي وزير الأوقاف. سيادة النائب المحترم ترك كل القضايا التي تهم دائرته بشكل خاص ومصر بشكل عام وركز علي القضية الأهم من وجهة نظره ألا وهي "البوس بين الرجال".. ونسي أو تناسي قضايا تدهور التعليم وتراجع الاقتصاد والتخلف الثقافي والبغض الأخلاقي والفوضي الاجتماعية. هذه المطالبة ذكرتني بالدعوة التي أطلقها الطالب علي أحمد بكلية التجارة جامعة القاهرة علي حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نهاية العام الماضي 2015 تحت عنوان "مهرجان البوس" لقضاء يوم رأس السنة الجديدة 2016 بساحة الكلية وتبادل القبلات بين الطلبة والطالبات بعضهم البعض.. ورغم أنها وجدت ترحيباً بين بعض الشباب.. إلا أنها قوبلت بمعارضة شديدة من الأغلب الأعم من شبابنا الواعي ومن مسئولي الجامعة مما اضطر هذا الطالب صاحب هذه الدعوة إلي التراجع وإغلاق حسابه الشخصي ليريح ويستريح. ورغم أن دعوة "مهرجان البوس" تأخذ منحني مضاداً للمطالبة ب "منع البوس" إلا هذا يدل علي افتقار الثقافة الشاملة التي يحتاجها كل أبناء المجتمع.. خاصة شبابنا ونوابنا الذين نتوسم فيهم خيراً للمستقبل. إن مطالبة سيادة النائب بمنع البوس.. جعلتني أتساءل: هل هذه المطالبة ل "الشو الإعلامي" أم لعدم الإلمام بالقضايا القومية الهامة؟!! والإجابة تتلخص في أنها ترجع للسببين لأن المشاكل التي يعاني منها الأهالي كثيرة ومتشعبة وتنتظر الأصوات المخلصة التي تنادي بحلها. في مقدمة هذه المشاكل بل أهمها.. تدهور التعليم لدرجة وصلت إلي قيام "السناتر" ومدرسي الدروس الخصوصية بدور وزارة التربية والتعليم في تعليم الأولاد.. والضائع في النهاية هو الطالب وأسرته.. فالطالب يحفظ لينجح في الامتحان.. والأسرة تتكبد الآلاف من الجنيهات في سبيل ذلك.. كما أن التعليم الجامعي لا يختلف كثيراً عن التعليم الثانوي.. فالدروس الخصوصية تنهش في جسده.. والبرامج الجديدة تقضي عليه. يا سيادة النائب المحترم بدلاً من المطالبة ب "منع البوس" تقدم ولو مؤقتاً بطلب إحاطة للحكومة لإنقاذ التعليم المصري الذي كان حتي وقت قريب نبراساً يضيء المنطقة بأكملها. كلمة هامة: إن الدعوات الهايفة من جانب البعض تسيء إلي شعبنا العظيم.. صاحب الحضارة العريقة.. فانبذوا هذه الدعوات.. وانظروا إلي المستقبل بمطالب جادة ومشرقة.