اللواء د. اسماعيل عبدالغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تولي مسئولية الكلية الفنية العسكرية لعدة سنوات شارك خلالها في تخريج أجيال طموحة من حماة الوطن.. أجرينا معه حوارا علي هامش المؤتمر الخامس عشر لوزراء التعليم العالي في الوطن العربي والذي استضافته الاكاديمية مؤخرا بالاسكندرية.. ورغم الأجواء الباردة إلا أن الحوار اتسم بالدفء والصراحة والهدوء والصدق. * في البداية سألناه: ماذا تعني استضافة الاكاديمية مثل هذه المؤتمرات القومية الكبيرة؟ ان الاكاديمية جزء من بيت العرب الكبير وترحب دائما بمثل هذه المؤتمرات التي تؤكد علي التعاون العربي والمصير المشترك.. مشيرا إلي أن هذا التجمع المتميز كان نقطة انطلاق نحو تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن الحبيب.. خاصة نقطة التمويل.. والتي تم التركيز علي أن يكون هذا التمويل ذاتيا.. ومن خارج صندوق الحكومات.. مع تشجيع رجال الأعمال علي الاستثمار والدخول بقوة في هذا المجال المهم.. والذي يعتبر من أهم المجالات التي تقوم عليها حضارة الشعوب بالاضافة إلي اننا نستضيف سنويا اجتماع وزراء النقل العرب.. ومستعدون لأي مؤتمر أو اجتماع لصالح العمل العربي المشترك. * ما هي رؤيتك للمشهد العام الآن في مصر؟ بحكم النشأة وتاريخي في القوات المسلحة ودوري في الكلية الفنية العسكرية والمسئولية عن تخريج ضباط مهندسين تفخر بهم مصر كلها لمساهمتهم بدور وطني وهذا ما يجعلنا نشعر ان الخوف علي الوطن نابع من الحس القومي. فإحساس الوطن ومفهومه كبير وبحكم كل ذلك أعيش حالة من الترقب الدائم فيما يجب أن نفعله خصوصا أنها مسئولية كبيرة لا تقع علي عاتق المؤسسة العسكرية وحدها ولا علي الحكومة أو الشرطة أو الرئاسة بمفردهم بل علي كل أبناء الوطن كلهم.. فتراب الوطن يحتاج تكاتف كل المخلصين لهذا البلد ولا نحتاج للفرقة.. فما نريده هو التوحد علي العمل وحماية هذا البلد وخصوصا اننا نعلم جميعا علم اليقين انه مستهدف.. وإذ لم نتجمع في هذه اللحظة من أجل مصر فاعتقد انه سيأتي علينا وقت لا ينفع فيه الندم وهذه اللحظة الفارقة في تاريخ الامة المصرية تستلزم منا جميعا ان ننسي كل شيء في سبيل أمنا الغالية مصر. * وبالنسبة لرؤيتك المستقبلية؟ عندي ثقة أن المسئولين يبذلون أقصي ما في جهدهم في سبيل الخروج من الموقف الصعب الذي نعيشه.. فمصر بلد كبير ورغم الأزمة التي نعيشها إلا أنه مازالت لدي ثقة بأننا قادرون علي تجاوز تلك المرحلة بمصر للمستقبل الذي تستحقه.. فلو أن أي بلد آخر وضع في الظروف التي مرت بها مصر كانت جديرة ان تهدمه ولكن لعظمة مصر ولمكانتها الكبيرة ولوجود مواطنين مخلصين بها يعملون من أجلها ظلت مصر ثابتة وشامخة وستظل هكذا إلي أبد الدهر. منظومة مترابطة * والمشروعات البحثية؟ الأبحاث بالاكاديمية هي منظومة مترابطة مع منظومة التعليم. فالجامعة صرح لبناء القدرة البشرية. * ماذا عن اختيار الاكاديمية ضمن 14 تحالفا بمشروع محور قناة السويس؟ طبعا لخبرة الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بهذا المجال وتعاونها مع شركات عالمية. * ماذا عن صناعة "اللوجستيات العربية" التي تتبناها الاكاديمية؟ اللوجستيات شيء حيوي جدا وكانت للأكاديمية من البداية انشاء معهد نقل دولي ولوجستيات ومعهد تدريب الموانئ والهدف من المؤتمرات التي نقوم بها حاليا هي دعوة نخبة من الخبراء العالميين والمختصين في هيئات الموانئ وشركات النقل البحري علي المستوي المحلي والاقليمي والعالمي لتبادل الخبرات وتجميع صناع القرار مما يساعد في الاستجابة والتفاعل مع المستجدات العالمية بما يتيح التخطيط الجيد لمستقبل هذه الصناعة بالشرق الأوسط. أما علي المستوي المحلي فاللوجستيات شيء حيوي بكل الوزارات المصرية ولذلك تعمل الاكاديمية مع المجتمع المدني لنشر ثقافة اللوجستيات. والحكومة المصرية بالآونة الاخيرة تتبني هذا الموضوع مع الاكاديمية بفروعها بالاسكندرية والقاهرة وبورسعيد وأسوان والتي تبدأ من نقل المادة الخام من مكانها إلي ان تصبح منتجا يتم توصيله الي المستهلك. * كيف تري المستقبل الاقتصادي في مصر؟ بكل تفاؤل أري الاستقرار قادما خاصة بعد الجهود الجبارة للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والمشروعات القومية الكبيرة التي يقوم بها وفي مقدمتها بالطبع مشروع قناة السويس الجديدة واستصلاح المليون ونصف المليون فدان.. وعلي الجميع ان يعمل باخلاص.. ولابد ان يدرك المصريون انه لن يبني بلدهم الا سواعدهم ومن ثم لابد وان يشارك كل المصريين في المجهودات المبذولة لان العمل هو الذي سينقذ اقتصاد مصر. أما مشروع تنمية محور قناة السويس فإنه سينقل مصر الي العالمية.. ولذلك لابد من التأكيد علي المشروعات اللوجيستية التي تخدم المحور كأهم شريان مائي من كل الزوايا.. وعلي سبيل المثال ينبغي ان تشتمل المنطقة علي مشروعات بنية تحتية لتكون "بورسعيد" محور الارتكاز والانطلاق الي العالمية في مجال خدمة كل وسائل الاتصال. * ما رأيك في محاولات اسرائيل شق قناة موازية لقناة السويس.. وما خطر ذلك علي الاقتصاد المصري؟ قناة السويس الجديدة قطعت الطريق علي كل هذه المحاولات فهذا المشروع العملاق كان خطوة استباقية عظيمة لمثل هذه المحاولات.. ورغم ذلك علينا أن نؤمن ان العالم مفتوح والمنافسة لابد أن تكون مقبولة.. المهم ان نكون سابقين وقادرين علي تقديم الخدمات التي تجذب الآخرين. * ماذا يعني النجاح بالنسبة لك؟ النجاح يتطلب أن تكون دائما "نمرة واحد". * ما هي أمنيتك؟ أتمني أن أري الأمة العربية جسدا واحد ومصيرا واحدا مثل الاتحاد الأوروبي خاصة وان كل الامكانيات متاحة لتحقيق ذلك.. المهم هو السعي نحو هذا الهدف من أجل مستقبل أفضل للاجيال القادمة.