يرى أن دور الإعلام فى هذه المرحلة الصعبة هو إعطاء الأمل للمواطن البسيط، وإبراز وتعظيم الإيجابيات، كما يرى أن القرارات السياسية لبعض دول الخليج بسحب سفرائها من قطر هو قرار سياسى لا يكون سببًا للمشاحنات بين الطلبة العرب المتواجدين بالأكاديمية.. إنه اللواء الدكتور إسماعيل عبد الغفار مدير الكلية الفنية العسكرية سابقًا ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى.. "البديل" أجرى معه فى حوارًا في عديد من القضايا التي تمس الأكاديمية وما لها علاقة بمصر والوطن العربي.. فى بداية الحوار حرص اللواء الدكتور إسماعيل عبد الغفار على أن تصل رسالته للإعلام من خلال منبر جريدة "البديل" قائلاً "يجب أن يكمل الإعلام مسيرته بتعظيم الإيجابيات الموجودة؛ لأنه لا يوجد أى كيان بدون سلبيات، والمواطن المصرى في تلك المرحلة يريد أن يشعر بالأمل؛ ولذلك أتمنى من إعلامنا الوطنى القوى أن يلقى الضوء على النجاحات فى تلك الفترة العصيبة التى تمر بها البلاد. هل قرارات الدول العربية بسحب سفيرها من قطر يسبب مشاحنات بين الطلبة العرب بالأكاديمية؟ قرارات الدول العربية "السعودية والإمارات والبحرين" بسحب سفرائها من قطر هو أمر سياسى، والأكاديمية تحاول أن تنأى بنفسها عن السياسة، والدبلوماسية الأكاديمية ممكن أن تلعب دورًا مهمًّا فى لم الشمل؛ لأن الأكاديمية هى النموذج الواضح لنجاح الواقع العربى المشترك، فأبناء الأمة العربية يدرسون في نفس القاعات بدون أى مشاكل، ويمكن أن تكون هذه القرارات لها بعض التأثيرات، ولكن نسعى دائمًا أن نجمع الشمل ونبنى جيلاً قادرًا على أن يغلب المصلحة العليا للوطن عن الاحتياجات الفردية. ماذا عن خبر فصل 7 طلاب بالأكاديمية لرفضهم زيادة المصاريف الدراسية؟ لم يتم فصل طالب واحد، وليس معنى أن يحول الطالب للتحقيق أنه تم فصله، وعند زيارة وزير النقل للأكاديمية أول أمس وجد 400 طالب بالأكاديمية مشتركين بمسابقات عالمية، ولكن عندما يتجاوز طالب ويكون واردًا إحالته للتحقيق فالأمر مختلف، وهؤلاء الطلبة يقولون إن احتجاجهم لزيادة المصروفات، فكيف يحدث هذا ونحن في نصف العام الدراسى الثانى والمصروفات تم دفعها ببداية العام؟! هناك من يحاول أن يحرك الأمور داخل الأكاديمية ويثير البلبلة، ولا يتم فصل أى طالب إلا إذا كان يتعاطى المواد المخدرة، أو يسلك سلوكًا غير طبيعى. ونحن في الأكاديمية نقوم ببناء فرد صالح، فبطل مصر فى أوليمبياد لندن كان من الأكاديمية، وفائز مسابقة البرمجة الدولية كان من طلاب الأكاديمية، ولكن يوجد دائمًا أعداء للنجاح، أما عن تخفيض الرسوم الدراسية بالأكاديمية، فنحن تفاعلنا مع كل أبناء العاملين بالحكومة المصرية وقطاع الآثار والإرشاد السياحى، وأعطيناهم خصم 50% على المصاريف، بل يوجد إعفاء كامل من المصاريف لبعض الحالات الملحة. لماذا تم قطع العلاقات مع الجامعة البحرية الدولية؟ الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى كان لها دور بارز مع الجامعة البحرية الدولية منذ القدم، وللأسف تم التباعد بيننا في الآونة الأخيرة، ولكنى وقعت اتفاقية العام الماضى مع الجامعة البحرية الدولية، ونعاود التعاون فيما بيننا بداية بوجود 200 دارس ماجستير ودكتوراه، كما تم اختيارى سكرتير عام المنظمة الدولية البحرية، وعضوًا فى المنظمة الاستشارية لتطوير المنظومة البحرية على مستوى العالم، وهذا تأكيد على ريادة الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والتى أنشئت بمصر منذ 40 عامًا. ما هى الاتفاقات التى عقدت بين الأكاديمية ووزارة الصناعة بالآونة الأخيرة والتى تتعلق بمشروع محور قناة السويس؟ وقعت الأكاديمية اتفاقية مع وزارة الصناعة لتدريب عمال مصر بصناعة اللوجستيات، حتى عندما يتم الانتهاء من مشروع إقليم قناة السويس تكون هناك الأيدى العاملة المصرية المدربة على هذه الصناعة بدلاً من جلب هذه العمالة من الخارج، وبدأ بالفعل تدريب تقنى للعمال بفرع الأكاديمية ببور سعيد في مجال الموانى واللوجستيات. وماذا عن اختيار الأكاديمية ضمن 14 تحالفًا بمشروع ؟ طبعًا لخبرة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى في هذا المجال وتعاونها مع شركات عالمية، وللكن للأسف تواجهنا مشكلة الآن بعد أن قررت شركة "ايكوم الأمريكية" الانسحاب من المشروع، ونتناقش مع لجنة المشروع لجلب شريك أجنبى آخر. لماذا انسحبت الشركة الأمريكية من مشروع محور قناة السويس؟ السبب المعلن للانسحاب هو تصميمهم على أن تكون ضمانات تحويلاتهم المالية خارج مصر، ويتم تحويلها ببنوك أجنبية خارج مصر، ولكن من الواضح أن قرار الانسحاب هو أمر سياسى بعد 30 يونيو. ماذا عن صناعة "اللوجستيات العربية" التى تتنباها الأكاديمية؟ اللوجستيات شيء حيوى جدًّا، والأكاديمية لها سبق إنشاء معهد نقل دولى ولوجستيات ومعد تدريب الموانى، والهدف من المؤتمرات التى نقوم بها حاليًّا هو دعوة نخبة من الخبراء العالميين والمتخصصين فى هيئات الموانى وشركات النقل البحرى على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى؛ لتبادل الخبرات وتجميع صناع القرار؛ مما يساعد فى الاستجابة والتفاعل مع المستجدات العالمية، بما يتيح التخطيط الجيد لمستقبل هذه الصناعة بالشرق الأوسط. أما على المستوى المحلى فاللوجستيات شيء حيوى بكل الوزارات المصرية؛ ولذلك تعمل الأكاديمية مع المجتمع المدنى لنشر ثقافة اللوجستيات، والحكومة المصرية في الآونة الأخيرة تتنبى هذا الموضوع مع الأكاديمية بفروعها بالإسكندرية والقاهرة وبور سعيد وأسوان، والتى تبدأ من نقل المادة الخام من مكانها إلى أن تصبح منتجًا، وكذلك توصيل المنتج إلى المستهلك، ولكن يوجد من يخاف من صناعة اللوجستيات؛ ظنًّا أنها ستقلل فرص العمل، وأنا أقول إن فرص العمل ستزيد، ولنا مثال وهو بداية دخول الحاسب الآلى والعمل به، والذي فتح مجالاً لفرص عمل أكثر على عكس المتوقع، وأنا مصمم على إنشاء مركز لوجيستى ببورسعيد فى هذا التوقيت الهام كدور للأكاديمية لرد الجميل لمصر. هل توجد خلافات حول "منظومة منع الحوادث بالسكك الحديد" الذى طرحته الأكاديمية مع وزارة النقل في الآونة الأخيرة؟ نعم توجد خلافات مع وزارة النقل بالنسبة لهذا المشروع، ولكن هناك أهداف يجب أن نصل إليها، وقد عرضت على المهندس إبراهيم الدميرى وزير النقل هذا المشروع مرة أخرى أول أمس، ولكن لمست أن المعلومات لم تصل للوزير في الوقت المناسب، وعرضت عليه أن العينة الأولية للعمل على قطارين تتكلف "مليون جنيه"، وقام وزير النقل بالتصديق فورًا.