اعتدت كل عام التخلص من العُقَد و"الكلاكيع" والفتاوي الفارغة من محتواها والتي يتحفنا بها شيوخ السلفية. بعدم جواز تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم. ولا ألتفت إلي ارائهم التي تحل وتحرم. بل أتعامل مع ما يمليه عليَّ عقلي ومع ما يتماشي من عاطفتي. فاهنئهم بأعيادهم علي اختلاف مذاهبهم وكنائسهم. ولا أجد غضاضة في التحدث عنهم وذكر أفضالهم. ولو كره الكارهون!! لقد علا صوت السلفيين المتشددين علي صوت الأزهر. واعتلوا المنابر بعد أن تركها الأزهريون خاوية علي عروشها. وتنازلوا عنها طواعية لأولئك المتشددين الذين ما لبثوا ينفثون سمومهم في آذان البسطاء من الناس. ويملأون بها عقولهم باسم العودة لصحيح الدين!! والمسألة لا تقف عند حد عدم جواز التهنئة. بل تعدته لدرجة تكفير من يفعل ذلك وينصحونه بالتوبة إلي الله. مثلما نصح سامح عبدالحميد- أحد قياديي الجبهة- الرئيس عبدالفتاح السيسي بذلك عندما زار الكنيسة في العام الماضي!! ومنذ أيام خرج علينا الشيخ ياسر برهامي- نائب الدعوة السلفية- يفتي بأن التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة. أشر من شرب الخمر وفعل الفواحش والمنكرات. وهو يقصد بذلك تهنئة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح الذي يحتفلون به في أيامنا هذه لكن برهامي لم يكتف بذلك. بل انه بالغ في القول وغالي فيه. فيقرر ان تلك التهنئة ليست من قبيل البر ولا المجاملة. بل هي من قبيل الموالاة والمداهنة!! والغريب ان برهامي الذي يجاهر علناً بأنه لا يهنئهم بأعيادهم. هو نفسه الذي فضحه النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صورته مع الأنبا بولا- اسقف كنيسة طنطا- معلقين عليها: "يصافحونهم بالإنتخابات ويكفرونهم بالأعياد".. في اشارة صريحة إلي موالاة ومداهنة السلفية للمسيحيين لكسب أصواتهم في الانتخابات. وبلغ بهم التنطع أنهم وضعوا بعض الشخصيات المسيحية علي رأس قوائمهم!! والسؤال: هل النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- عندما كان يزور اليهودي ويعوده في مرضه. أكان يفعل ذلك من باب المداهنة والموالاة. وليس من قبيل البر والرحمة. وهل أمر خلفاءه بألا يهنئوا المصريين بأعيادهم عند فتحها. وهل هم أعرف منه بالقرآن وتفسيره؟! ان السلفيين لم يقف تشددهم عند حد عدم تهنئة المسيحيين بأعيادهم. بل تعداه إلي تحريم بعض احتفالات المسلمين ببعض مواسمهم كشهر رمضان والمولد النبوي. وكذلك سمموا حياة المصريين فحرموا عليهم الاحتفال ببعض الأعياء القومية والاجتماعية. وعدوها من قبيل البدع والضلالات!! رغم أنف السلفيين. سأهنيء الإخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد وبأي عيد أو مناسبة قادمة!! وأذكرهم. بقول السيد المسيح. رسول المحبة والسلام. علهم يتعظون: "المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وبالناس المسرة"..