* بدأت الجوأب بالاسم والسن والحالة الاجتماعية.. هي سيدة علي مشارف الخمسين مطلقة وام لثلاثة أبناء بنتان وولد ثم تأتي للتفاصيل تقول : بعد زواجي بعام ونصف رزقت بطفلتي الاولي وبعدها بعامين رزقت بالثانية وبدلا من ان يضاعف زوجي - وهو ارزقي - من جهده وساعات عمله حتي يلبي احتياجاتنا الاساسية اخذ يتكاسل ويتلكأ وحرصاً مني علي نشأة الابنتين بيننا خرجت لمشاركته تلك الاعباء حتي تظل حياتنا كما بدأت هادئة ومستقرة.. وظللت اعمل بجانبه واجمع بين مسئولياتي كزوجة وام وعاملة علي باب الله وبعد ست سنوات من توقفي عن الانجاب رزقنا الله بالولد وبدلاً من ان يتركني اتفرغ لرعايته امرني بالاستمرار في العمل وامتثلت له عسي ان نعمل معاً علي مواجهة اعباء المعيشة المتزايدة ولكنه فاجأني بامتناعه عن الخروج ومع هذا لم اغضب بل سايرت اموري من اجل الاولاد.. *وتمضي في رسالتها قائلة : ثم كانت القشة التي قصمت ظهري وعصفت بحياتي معه حين دخل علينا ذات يوم ومعه سيدة مجهولة وقام بضربي و"العيال" وبعد ذلك علمت بزواجه منها وانني مطالبة بالانفاق عليه وعليها !!.. وعندما رفضت طردنا للشارع ولولا اهل الخير ما وجدنا المأوي البديل ولا الدعم المادي حيث قرروا لي اعانة مادية مراعاةً منهم لضعف صحتي وعدم قدرتي علي الاستمرار في العمل.. * ومرت الاعوام وباتت ابنتاي علي "وش زواج" لذا طلبت من والدهما مساعدتي في جهازهما لكنه ضربني وطردني امام زوجته التي لم اسلم من اذاها حين راحت تشيع علي ابنتي ما ليس فيهما فحررت عدة محاضر ضدها لايقاف تلك المهزلة وللاسف لم اصل لشئ.. كل ما اطلبه الزام الأب الانفاق علي اولاده حتي لا يتحولوا الي أبناء شوارع فهل يصل صوتي عبر جريدتكم لاولي الامر ؟.. * المحررة : * بعد انتهائي من قراءة الرسالة حاولت الاتصال بصاحبتها علي الارقام التي تركتها لاستجلاء بعض ما جاء في قصتها وما اشتملت عليه من تطورات مفاجئة وغير مفهومة ولكن لم يأتني الرد سوي من رقم واحد وكان علي الطرف الاخر احدي ابنتيها فسألتها عن والدتها قالت : امي في بيتها هي واخي الصغير اما انا واختي الوسطي فنقيم مع أبي وزوجته منذ عدة اشهر فقد ارسلتنا اليه فجر احد الايام بعد ان اتهمتني بسرقتها في محضر رسمي !!.. وازدات المكالمة سخونة ما جعلني اسألها : الم يكن والدك فظاً معكم ولا ينفق عليكم ؟؟.. أجابت : أبداً امي هي صاحبة اللسان السليط فقد اعتادت سب والدي بالأب والام وليس صحيحاً انه امتنع عن الانفاق علينا بل انه لا يحرمنا من شئ ولم تكن هذه المرة الاولي التي تطردني امي فيها وترسلني اليه بل سبق ان مكثت معه سنة كاملة بعد ان اخرجتني انا واختي من المدرسة واجبرتنا عن الخروج معها للعمل !!.. * قلت لها : انها تطلب من يقف بجانبها حتي تستطيع تجهيزك انت واختك ؟! ضحكت الفتاة في مرارة معلقة : ماذا تنتظرين من ام حررت ضد ابنتها محضر بالسرقة وكادت تلقي بنا في دنيا الضياع لولا احتضان أبي وزوجته لنا.. سامحها الله ؟ ! * لم اكتف بهذه المكالمة بل سعيت للاتصال بالأب نفسه لعله ياتي بكلام مغاير عما ذكرته الام وانكرته الأبنة جملة وتفصيلا.. وبطريقة ابن البلد البسيط الذي لا يتوقف عن القسم بالله راح يحدثني قائلا : اذا كان هناك من خطأ فهو مني لانني لم احسن اختيار ام اولادي فتزوجت من امرأة تهوي النكد وجر الشكل مع جميع خلق الله فلم تتورع عن اتهامي باشنع الافعال والتشهير بي في الصحف ولولا " اهل الحتة " الذين يعرفون اخلاقي جيداً لصدقوها لكل هذا بحثت عن زوجة اخري تحفظني وترعي شئوني.. * وبدلا من ان تراجع نفسها اهملت بيتها والبنتين وكادت احداهما تضيع مني للأبد ما جعلني احسم قراري واطلقها حتي احافظ علي ما تبقي لي من صحة فقد اصبت بجلطة مازلت اعاني من اثارها نتيجة لاصرار ام اولادي علي ملاحقتي واستنزافي مادياً حيث اعمل " سايس بموقف " ولولا زوجتي الثانية ما كنت ادري كيف ستمضي بي وبابنتي الحياة من جديد » ابنتاي اللتان دفعتا ثمن سوء اختياري .. نهاية المكالمة ** وبعد فقد حاولت التواصل مع الام صاحبة الرسالة مراراً وتكراراً وارجأت تناول قصتها لاواجهها بما قالته الابنة واكده الأب لكنها لا ترد... لاجدني امام واحدة من المآسي التي تحفل بها الاحياء الفقيرة حيث لا صوت يعلو علي صوت الصراخ وتبادل الاتهامات ليكون الثمن باهظاً اذا ما طال سمعة بنت من البنات بسبب حماقة ام وجهالة أب.. * وصدق الحبيب المصطفي حين يقول "كَفَي بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ"