صارت عمليات قتل الفلسطينيين واجبا يوميا يؤديه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة عندما فاض الكيل بالشعب الفلسطيني أقدم عدد من الشباب علي طعن مستوطنين إسرائيليين تعبيرا عن الرفض في عمليات مقاومة فردية لا تشغلها النتائج العائدة علي شخص المقاوم. وجد الكيان الصهيوني في تعدد العمليات سببا جديدا لزيادة عمليات الاعدام الفوري. يضيفه إلي زخم الدعاوي التي اخترعها لتصفية الأرض الفلسطينية من أصحابها. النظرة المتأملة تبين عن تناقضات كثيرة في العملية السلمية بين العرب وإسرائيل أولاها ان اصحاب الأرض يظلون في المنافي أو يعودون وفقط شروط أقرب إلي المستحيل "عودة المهجرين أخطر العقبات في جدول المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية" بينما كل الأبواب تفتح أمام المستوطنين. أنت يهودي فمن حقك ان تحيا في إسرائيل. لا شأن لذلك بالوطن الذي أتيت منه. الفلسطيني لا يعرف له موطنا ووطنا إلا فلسطين.. أما اليهودي فهو وافد من روسيا أو بولندا أو الولاياتالمتحدة أو غيرها من بلدان العالم. الأرجنتيني بورخيس يأخذ علي الدولة الصهيونية انها قد تجعل اليهودي إنسانا مبتذلا مقيدا كالآخرين بتراث واحد وببلد واحد فقط وبدون التعقيدات والاختلافات التي تخصب اليهود في تباين وطنهم.. وجهة نظر تشفق علي اليهود - كما تري - ولا تدينهم.. أهمل الاستيطان والإرهاب واحتلال أرض الغير بالقوة المسلحة وقتل الأبرياء ومعاملة الفلسطينيين عموما باعتبارهم الأدني بالنسبة لليهود.. وهو ما يلغي ادعاء بن جوريون ان إسرائيل هي مجتمع العاملين الذين يكدحون بأيديهم وعقولهم دون استغلال أو طبقية! أهمل بورخيس ذلك كله واكتفي باظهار الاشفاق علي اليهود.. ولعلي اذكرك - في المقابل - بالمقال القنبلة التي أدان ماركيث فيها العنصرية الصهيونية وطالب بجائزة نوبل في القتل لرئيس الوزراء الراحل شارون! مع ذلك فإن معظم المراكز ومعاهد الابحاث الإسرائيلية تذهب - من خلال بيانات وتحليلات وأرقام - إلي ان الخطر الديموجرافي هو أشد ما يواجهه الكيان الصهيوني من أخطار وإذا لم تبذل الدولة العبرية جهدا - يتحدثون عنه ولا يرسمون ملامحه- فإن دولة إسرائيل ستتغير تركيبتها السكانية الحالية فلا تظل دولة يهودية وصهيونية. القنبلة البيولوجية الفلسطينية هي الخطر الذي يتهدد إسرائيل. الانجاب عند الاسر العربية - لو ظل علي معدلاته الحالية - فإنه يعني في المدي البعيد - أو القريب - تغيرا في التركيبة السكانية بحيث تكون الكثرة العددية للعرب من مسلمين ومسيحيين. اذكر ان شلومو حزيت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق قد أشار إلي ذلك الخطر وأنه ينبع من ان الأغلبية اليهودية الحالية في دولة إسرائيل لن تظل طويلا نتيجة للتكاثر الطبيعي في الأسر العربية بما ترتفع نسبته - بصورة ملحوظة - عن نسبة التكاثر في الأسر اليهودية. يجب ان نضع عمليات الاعدام الإسرائيلية للشباب الفلسطيني في أفقها الحقيقي وهو أفق يحرص الكيان الصهيوني - تخوفا من المستقبل - ان يصطبغ بالدماء!!