تروي كتب تاريخ الحملة الفرنسية علي مصر أن نابليون بونابرت أظهر غضبه علي المصريين بعد ثورتهم الأولي التي أعلنوا فيها رفض الوجود الاحتلالي الفرنسي. ورد علي ثورتهم بمذبحة دامية لم يسلم منها جامع الأزهر الذي اقتحمه جنود الفرنسيين علي جيادهم. وفي أثناء احتدام الحوار بين بونابرت وعلماء الأزهر سأل الشيخ عبدالله الشرقاوي سر عسكر الفرنسيين ألم تعد في بيانك عند وصول الحملة إلي الإسكندرية أنك ستدخل دين الإسلام؟ قال بونابرت في تصور غبي لذكائه ولغباء من يحدثه: كيف تعرف أني لم أسلم؟ واستطرد في ذكائه الغبي: لكنني قد أرجع عن إسلامي إن أصررتم علي مقاومة وجودنا! والحق أني أجد تشابها. بل تطابقا في النظرة الغريبة التي ينظر بها ساسة الغرب إلي المواطنين العرب حتي الصفوة المثقفة من المفكرين والأدباء ورجال السياسة ولعلنا نذكر ما رواه عبدالحليم خدام عن لقائه بهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي السابق لاحظ خدام أن الوزير اليهودي يكثر من الإشارات والتلميحات حول فتنة الجسد الأنثوي بلهجة تحريضية سافرة غاب معها حديث السياسة كأنه يتصور كأنه يقول أنتم العرب تفضلون حديث الجنس عن حديث السياسة! ضخامة العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تساوي -بكل المقاييس- حجم المقاومة الفلسطينية قذف الحجارة أو إطلاق الرصاص من الأسلحة الصغيرة أو حتي استخدام الهاون.. يصعب التصور أن تكون مواجهته بالصواريخ وطائرات الإف 16 والأباتشي والغازات السامة والأسلحة المحرمة والسيارات المفخخة وغيرها من وسائل الدمار التي يواجه بها الكيان الصهيوني أحداث الانتفاضة عمليات القتل العشوائي والمذابح المتوالية وغير المبررة التي تنفذها القوات الإسرائيلية لا تستهدف مجرد التأديب والتخويف والإرهاب وكلها أهداف مرفوضة لكنها تستهدف في الدرجة الأولي تقليص الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وهو ما يتمثل في العديد من القوانين والإجراءات التي اخترعها الكيان الصهيوني مثل تحويل عرب القدس من مواطنين إلي مقيمين وتكبيلهم بقيود تصل إلي حد منعهم من العودة إلي بيوتهم وإزالة البيارات والمناطق السكنية بدعوي منع الإرهاب الفلسطيني. القنبلة البيولوجية الفلسطينية هي الخطر الذي يتهدد إسرائيل.. الإنجاب عند الأسر العربية لو ظل علي معدلاته الحالية فإنه يعني في المدي البعيد -أو القريب- تغيرا في التركيبة السكانية بحيث تكون الكثرة العددية للعرب من مسلمين ومسيحيين. لذلك فإن قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وتفريغ المدن والقري الفلسطينية من أبنائها هدف أول للدولة الصهيونية وهي قد سعت إلي ذلك من قبل إعلان قيام الدولة ولعلنا نذكر مقولة جولدا مائير التي دحضها الصمود الفلسطيني علي امتداد أكثر من ستين عاما إن اليهود شعب بلا أرض وإن فلسطين أرض بلا شعب وإنه ليس هناك شيء اسمه فلسطين. والحق أنه من الخطأ العلمي القول بالشعب اليهودي أو الأمة اليهودية اليهود في فلسطين كما هم في أرجاء العالم ينتمون إلي حضارات مختلفة قيم وعادات وتقاليد متباينة. كيف نسم بالعمومية يهود المغرب واليمن والشمال الأوروبي وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة: كيف نطلق علي كل ذلك التباين صفة أو تسمية واحدة؟!