لست أحب أن أدعي لنفسي معرفة أمام من أعلم مني بهذه المعرفة وعلومها، بل كيف يجوز لي أن أستشهد بالقرآن الكريم وسنة الرسول الكريم أمام شيخ الجامع الازهر د.أحمد الطيب، ووزير الأوقاف د.حمدي زقزوق! عندما أري من الرجلين ماهو في حاجة إلي هذا الاستشهاد عندما اتفقا في رأي مؤاده أن علينا أن نتخلص من لفظ «غزوة» عندما نعرض لحروب الرسول الكريم، التي شنها دفاعا عن الانسانية أولا لإنقاذ المستضعفين في الارض هنا وهناك!، حتي لا تظل لفظة «غزوة» علامة علي أن المسلمين قد شنوا حروبا لميلهم إلي العنف بطبيعتهم حتي ساءت سمعة لفظة الغزو! وهو ما تلح عليه دوائر الغرب في حربها علي الاسلام والمسلمين إلي اليوم!. ووسط جدل ينتقد فيه البعض من مثقفينا ومفكرينا لفكرة أنه علي المسلمين أن يغيروا لغة خطابهم إلي الغرب حتي يهضم الغرب إسلامنا وتاريخه، فلا يبقي علينا إلا أن نستبدل ألفاضا ثابتة الهدف والمقصد في تاريخنا الاسلامي واردة في آيات الله وسنة النبي الكريم ومنها لفظة «غزو» و«غزوة» !، وقد مر هذا المقترح للأسف علي علماء الاسلام ومفكريه ومنهم بالطبع شيخ الأزهر ووزير الاوقاف! ولم يكن الصوت الذي يرفض ذلك واضحا جليا عندما خرج معبرا عن هذا الرفض الذي كان أولي بمناقشة واسعة! وهل اعتذر الغرب أو أجري أي تعديل علي خطابه المفعم بالكراهية للمسلمين في أوطان الغرب وخارجها في قلب العالم الاسلامي! إن في الغرب من يجاهر بهذا العداء، ويسمي هذا حرية فكر وتفكير! إن بلدا عربيا مثل ليبيا أصر علي أن تدفع إيطاليا تعويضات مناسبة إلي الشعب الليبي تكفيراً عن التاريخ الاستعماري الايطالي لليبيا، وقد وافقت إيطاليا ودفعت، دون أن تحاول تجميل «تاريخها الاسود» في ليبيا، وتعديل لفظة «الاستعمار الايطالي» إلي تقارب حضاري مثلا! وهذه فرنسا تدفع للجزائر تعويضات عن تاريخها الاستعماري الطويل 130عاما للجزائر، ورغم ما خلفته فرنسا من أثار فرنسية عميقة في الجزائرإلا أنها لم تفكر في تعديل مسمي «الاستعمار الفرنسي» للجزائر إلي مسمي آخر علي سبيل مجاملة الشعب الجزائري الذي لم تسعده بالطبع مجاملة كاذبة تجني علي الحقيقة البغيضة للاستعمار الفرنسي!! وقد تذكرت تعديل لفظة «غزو» ومنها «غزوة» عندما أبدي ذلك شيخ الازهر ووزير الاوقاف، بما حدث في مصر من سنوات، عندما فكرت وزارة ثقافة مصر في إقامة احتفالات مصرية فرنسية مشتركة كانت مناسبتها ذكري «غزوة» بونابرت لمصر في حملته الفرنسية الشهيرة علي مصر، وأيامها حاولت وزارة الثقافة تجميل الاحتفالات بألفاظ مثل «التقارب الحضاري» و«النهوض الفكري» وغير ذلك. ردا علي الذين هاجموا قيام هذه الاحتفالات!، لكن هذا لم يفلح في تجميل الوقت القبيح لغزوة بونابرت الاستعمارية!، ولكن المفاجأة جاءت من باريس عندما تصادف وجود زميلنا الكاتب المثقف رئيس اتحاد الكتاب العرب والمصريين في باريس وقتها، فقد أشار سلماوي إلي جلافة الذوق الفرنسي الذي يروج للاحتفالات المشتركة، لكنه يصر علي استخدام لفظة «غزوة» و«حملة» بونابرت علي مصر!، دون أي محاولة لتجميل وجه الحملة وصاحبها!، فمتي نكف عن رغبة عند بعضنا في هوان لا نرضاه بدعوي تعديل خطابنا الاسلامي!!.