خدعوك فقالوا.. إن السويس مدينة البحر والسمك وأسعارها رخيصة الثمن ولكن الحقيقة المرة أن أسعار الأسماك في السويس نار يشوي جيوب السوايسة وأن "أكلة السمك" باتت حلما للأسر الفقيرة ومحدودي الدخل. أسعار الأسماك في ارتفاع مستمر ووصل سعر كيلو الشعور إلي 80 جنيها والدراك 70 جنيها والسهلية من 40 إلي 80 جنيها والبوري المزارع 30 جنيها والبوري القنال غير موجود في الأسواق بسبب منع الصيد في قناة السويس والسوبيا 50 جنيها والشخرم 30 جنيها والمرجان 70 جنيها والجمبري من 150 إلي 300 جنيه في الكيلو الواحد. الملوثات والصيد الجائر والمناطق الممنوع فيها الصيد أبرز المشاكل التي تواجه الصيادين فضلا عن تدمير الشعاب المرجانية وسرقة صغار الأسماك. قال محمد علي "صياد": إن البحر الأحمر وخليج السويس أصبحا بدون أسماك بسبب الصيد الجائر من الصيادين معدومي الضمير الذين يقوموا بصيد "الزريعة" والمقصود بها صغار الأسماك ويضطر الصيادون للخروج بعيدا عن المياه الإقليمية المصرية والبحث عن الرزق في المياه الدولية جنوبا وصولا إلي الصومال وشرقا علي حدود السعودية ويتعرضون لخطر القبض عليهم والسجن في حالات كثيرة. أضاف أن هيئة الثروة السمكية في غفلة وعليها وضع ضوابط صارمة للصيادين باستخدام شباك صيد كبيرة حفاظا علي الثروة السمكية. أوضح سمير محمد أحمد "بحري" أن الشركات كثيرة بالمناطق الصناعية وتقوم بإلقاء مخلفاتها في مياه الخليج وتقتل الأسماك فورا لذلك لابد من قيام وزارة البيئة بتنفيذ حملات علي الشركات لمنع الصرف الصناعي في خليج السويس. أشار وليد عبدالعال "صياد" إلي أن هناك مناطق كثيرة غنية بالأسماك بجوار محطات الكهرباء والشركات ممنوع فيها الصيد ولابد من إعادة النظر في هذه المناطق بالإضافة إلي منع الصيد في قناة السويس الغنية بأحلي وأجمل الأسماك مثل السهلية والبوري بسبب الإجراءات الأمنية. وكشف أن السفن المارة بمنطقة الانتظار في المدخل الجنوبي للقناة تقوم بتدمير الشعاب المرجانية ولا يوجد من يحاسبهم بسبب ضعف الإمكانيات الخاصة بالبيئة والقوانين الهشة في هذا المجال. وقال إن الصياد مظلوم مثل المواطنين فهو يقوم بشراء الأسماك في كثير من الأحيان ويتعرض لاستغلال التجار الذين يقومون برفع الأسعار لتعويض فترات التوقف عن الصيد في تحقيق مكاسب مالية أكبر. وفجر حمادة علي "بائع سمك" مفاجأة أن كثيرا من التجار في السويس يقومون بشراء الأسماك من سوق العبور حيث يقوم أصحاب المراكب بالاتفاق مع تجار الجملة في السوق بشراء الإنتاج كاملا دون مراعاة لحق السوايسة في شراء الأسماك. وقال إن الأسماك الشعبية مثل الشخرم وصل سعر الكيلو إلي 30 جنيها بعد أن كان منذ سنوات ب 5 جنيهات وهو سعر كبير للمواطن الذي يريد شراء 2 كيلو لأسرته. وطالب بضرورة إلزام أصحاب سفن الصيد بتخصيص حصة للسوايسة من الأسماك وعدم تفريغ المنتج إلا في ميناء "الأتكة" المخصص لصيد الأسماك بعد أن تلاحظ قيام أصحاب المراكب بتفريغ المنتج في ميناء الطور بجنوب سيناء. وقال علي راجح "صياد" إن مهنة الصيد أصبحت في تراجع بالسويس بسبب سيطرة أبناء الفيوم وهم غير متخصصين ويهمهم المكاسب فقط لذلك يقومون بصيد صغار الأسماك دون النظر لمستقبل الثروة السمكية. واشتكي "راجح" من ارتفاع أسعار الوقود وخاصة بنزين 80 والسولار المستخدمين في تشغيل معدات المراكب لذا لابد من دعم الدولة للوقود. وقال أحمد شكل "بائع" "إحنا بتوع الغلابة" ونحاول أن نقدم الأسماك بأسعار معقولة رغم أن الأسماك تأتي من التجار غالية الثمن.