أصبحت مهنة الصيد لا تسمن ولا تغني من جوع.. حسب وصف يوسف سعد "الصياد السويسي" الذي قال إن الصيد في البحر الأحمر وخليج السويس لم يكن مثل السنوات السابقة حيث قل إنتاج الأسماك بشكل كبير بسبب التلوث الشديد والصيد الجائر من معدومي الضمير بالإضافة إلي عدم السماح لسفن الصيد بالعمل في مناطق كثيرة بحجة الأوضاع الأمنية والخرائط الحربية. قال إن السويس كانت تشتهر قديما بالجمبري السويسي والبربوني والشخرم والشعور والحارت وهذه الأسماك كانت متوفرة بشكل كبير في الأسواق لكنها زصبحت نادرة اليوم وأسعارها غالية بسبب نقص هذه الأنواع في البحر. أشار إلي أنه رغم وجود معهد لعلوم البحار والمصايد يضم أساتذة علميين وباحثين في شئون البحر إلا أن هذا المعهد لا يوجد له دور ملموس في تطوير الإنتاج السمكي والحفاظ علي ذريعة الأسماك وصغارها وأن يحدد مواعيد الصيد طبقا للظروف البحرية وأصبحنا نعيش علي أمل أن تقوم كلية الثروة السمكية التي تم افتتاحها هذا العام لتقوم بنفس الدور.. ولابد أن يلتقي أساتذة الكلية مع الصيادين لبحث احتياجاتهم وأن تكون هناك أبحاث واقعية لبحث كيفية رفع الإنتاج السمكي بالبحر الأحمر لأنه أحد المصادر القوية للاقتصاد المصري. أضاف يوسف إن هناك أسبابا كثيرة أدت إلي قلة الإنتاج في البحر أهم هذه الأسباب هو استخدام شباك صغيرة في الصيد تقوم بالقضاء علي صغار الأسماك كذلك قيام الشركات والمصانع بمنطقة عتاقة الصناعية بإلقاء المخالفات والمياه الصناعية الملوثة بالمواد الكيميائية في الخليج فتقضي فورا علي الأسماك وسبق أن تم تقديم شكاوي عن طريق نقابة الصيادين دون جدوي. وأوضح أن الحياة الاجتماعية للصيادين صعبة وتحتاج رعاية وعناية خاصة من المسئولين لأسر الصيادين من حيث العلاج علي نفقة الدولة وصرف الإعانات وحصولهم علي مساكن ووظائف لأبنائهم نظرا لظروفهم الاجتماعية المتدنية لأن الصيادين هم من أهم القطاعات التي تشارك في دفع الإنتاج وهم الجنود المجهولون المنسيون من الدولة والذين يعتمدون علي الاستدانة من التجار وحلقات الأسماك دون أن تنظر لهم الدولة لظروفهم المجتمعية. قال إن الحكومات أيضا تهمل الصيادين في فترات وقف الصيد والمشكلة أن فترات الوقف تواكب الأعياد وبداية العام الدراسي مما يجعل الصيادين يتجهون للاستدانة أو العمل بحرف أخري. وعن ظاهرة القبض علي سفن الصيد في المياه الإقليمية للدول المجاورة مثل السودان قال إنها تعود إلي أنه عند عملها في المياه الدولية تفاجأ بهبوب الرياح والنوات أو تعطل بعض محركاتها مما يتسبب في أن يجرفها التيار إلي مسافات طويلة قد تصل للحدود الإقليمية لدول الجوار ويتم إلقاء القبض عليها ومن عليها من صيادين. قال إن سبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في سوق الأسماك هو قلة الإنتاجية وارتفاع مستلزمات الإنتاج مثل الشباك والخيوط والسنار والمراكب بالإضافة إلي ظاهرة لابد أن تتنبه لها الدولة وهي وجود بعض المصدرين الذين يقوموا بشراء كميات كبيرة من كافة الأنواع المنتجة بخليج السويس والبحر الأحمر وتصديرها إلي الأردن والسوق العربية ومنها ما يتم تصديره إلي إسرائيل وبالتالي يقل المعروض في السوق وترتفع الأسعار.