عبر الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن ل "المساء" عن سعادته الكبيرة بعد تكريمه مؤخراً من عشر جهات ثقافية وفنية. مؤكداً أنها لفتة طيبة وجديرة بالاحترام من هذه الجهات ومن وزارة الثقافة. تحدث عبدالرحمن مع "المساء" في العديد من الجوانب الفنية المهمة التي أصبحت منتشرة علي الساحة بالإضافة لسر حبه لكتابة الدراما أكثر من السينما.. وغيرها من الأمور الهامة. * هل تري أن تكريمك من النقابات الفنية جاء متأخراً؟ ** لا أهتم إذا كان متأخرا أولا. لأن ما حدث كان أكثر مما تمنيت بالرغم من أنني لم أكن أتمني أو أنتظر شيئاً. ولكن الأهم أنه حدث وتم بمشاركة أكثر من جهة فنية غير مألوفة لدرجة أنني اضطررت أن أحضر أربعة شباب يحملون دروع التكريم من كثرتها. وهذا الشيء أسعدني كثيراً حيث إنني وجدت الجميع متحمساً بداية من الوزير حتي صغار العمال. * وبنظرتك للدراما حالياً.. كيف تجدها؟ ** صراحة الدراما الآن تعتبر كالطفل "اللقيط" ليس لها أب أو أم أو تاريخ. للأسف يتم عرض أعمال عشوائية معظمها منحرف. بعيداً عما نرجوه. وما يستفزني الإنتاج الردئ الذي أصبح مهتماً بالشتائم والموضوعات التافهة. * معني ذلك أنه لم يلفت انتباهك أي عمل فني في الفترة الأخيرة؟ ** لا لم يعجبني أي عمل بل إن الأعمال الحالية تثير استيائي وغضبي ولم يلفت نظري أي من المؤلفين الجدد حيث إنهم يبحثون في صفحات الحوادث ليخرجوا بموضوعات بعيدة عن واقعنا الأصلي والحقيقي وهذا يدل أنهم ليسوا مؤلفين ولا صانعي أفكار وموضوعات. * وما رأيك ب "الورش الكتابية" التي أصبحت منتشرة في أغلب الأعمال الدرامية؟ ** هناك خروج عام في كل بلاد العالم عن المألوف سواء من المخرجين أو المؤلفين. ولكنني لا أعتبر من يقوم بالكتابة في نظام "الورش" مؤلفاً. بل إنه موظف يأتي يكتب صفحتين وغيره يكملهما. لذلك فالورشة "إهانة للكتابة". المؤلف هو من يتوحد مع أعماله ويختار الفكرة ومن بعدها يحولها لسيناريو. * ما تعليقك علي نظام "الشللية"؟ ** لا يعنيني ولا أشغل نفسي به فهو موجود منذ زمن طويل وليس حديثاً علي الوسط حيث إنني لا أري فيه مشكلة ماداموا يقدمون أعمالاً جيدة وهادفة. * صرحت قبل ذلك أن أفلامك السينمائية كتبتها تحت ضغط.. ما السبب؟ ** نعم إحدي المرات كانت تحت ضغط المخرج صلاح أبوسيف. والأخري كانت بسبب أحمد زكي في فيلمي "حليم" و"ناصر 56" والسبب صراحة لا تستهويني رغم حبي الشديد للسينما حيث إنني لابد أن أشاهد يومياً ما لا يقل عن فيلمين أو أكثر. وهي عالم جميل جداً إلا أنني أري نفسي في كتابة التليفزيون والروايات أكثر. * وهل أزعجك أنك لا تحب كتابة السينما؟ ** لا إطلاقاً.. للأسف هناك خلط لدي الجمهور أن من يكتب سينما يكتب تليفزيون.. والعكس. وهذا الفكر خطأ لأن كتابة السينما مختلفة تماماً عن التليفزيون. ويعتبر كل منهما فناً مستقلاً. * هل لديك طقوس معينة أثناء الكتابة؟ ** ليست طقوساً بمعناها المرعب أن امتنع عن أسرتي أو الاعتزال. ولكن التحضيرات الأولية لأي عمل تأخذ مني فترات طويلة. وعندما ابدأ بالكتابة أحب الهدوء ولا أشغل نفسي ولا ذهني إلا بالموضوع والفكرة التي أناقشها. * وما ردك بمن يصفك بأنك بطئ في كتاباتك؟ ** أقول له إنني "بطئ جداً" هذا صحيح لأنني لا أحب أن أقدم عملاً علي استعجال أو أدخل فيه وأنا لدي قلق من أي شيء. لابد أن أكون جاهزاً ومستعداً لكل تفصيلة في العمل. * ما سر غيابك عن الساحة الفنية طوال هذه السنوات؟ ** أنا لم أتغيب. ولكنني فضلت الانسحاب لأن الجو العام أصبح لا يروق لي ويسوده التوتر كما أن تقديم عمل جيد وسط "زيطة" المسلسلات غير الجيدة الموجودة لن يظهر ولن يحقق مشاهدة. * وكيف حكمت عليه بالفشل دون تجربة؟ ** لأن الوسط النقدي والمتابعة أصبحوا من غير قواعد. الجميع يتحدث وفقاً للمصلحة ولو لاحظنا سنجد أن كل الكتاب الكبار المحترمين ابتعدوا لأن أعمالهم لا تعجب المنتجين. * وبرأيك ما السبب في كل هذه الأزمة؟ ** الإعلانات أصبحت هي المسيطرة علي أي عمل فني. فالعملية الفنية تبدأ الآن من المنتج وهو الذي يدير العملية حيث تذهب له القناة بالعمل وعندما تأخذ موافقة المعلن تقوم بشراء المسلسل. * كيف نحلها؟ ** لابد من تدخل الدولة لأنها هي التي تستطيع أن تنقذنا من هذه المهزلة فلو قامت الدولة بإنتاج صحيح ستكسب وتنافس وستعود للريادة من جديد لأنها ستقدم أعمالاً تعبر عن المجتمع وعن أخلاقياته.