لم تكن الكتابة بالنسبة له يوما عملا لكنه تعامل معها علي أنها رسالة وإبداع يستوجب الدراسة والبحث في كتب التاريخ وبرغم قلة أعماله إلا أن اسمه أصبح مرادفا لجودة الأعمال الفنية إنه الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن الذي قدم 20 مسلسلا ما بين اجتماعي وتاريخي وديني منها مسلسلات «بوابة الحلواني» «أم كلثوم» و»الكتابة علي لحم يحترق» و»أهل الهوي» كما قدم للسينما 3 أفلام هي «ناصر 56» و»حليم «و»القدسية» وللمسرح قدم 18 مسرحية بالإضافة إلي أعماله الأدبية التي أثرت الساحة الأدبية والفنية وتقديراً لدور محفوظ الكبير في الحركة الثقافية والإبداعية تم تكريمه مؤخرا تحت رعاية وبحضور وزير الثقافة في احتفالية كبري حملت عنوان «ليلة في حب محفوظ». التقينا معه لنشاركه فرحة هذا التكريم واحتفاله بعيد ميلاده ال 83 فكان هذا الحوار. كيف استقبلت خبر تكريمك من خلال «ليلة في حب محفوظ»؟ - أجمل شيء في الدنيا حب وتقدير الناس وسعدت جدا بهذه الاحتفالية الكبيرة التي أقيمت منذ أيام في المجلس الأعلي للثقافة برعاية وحضور حلمي النمنم وزير الثقافة والجميل أنها واكبت يوم عيد ميلادي ال 83 ولهذا حملت عنوان «ليلة في حب محفوظ» ولقد سعدت جدا بالفيلم التسجيلي الذي عرض في بداية الحفل عن مشواري وأعمالي وسعدت أكثر بحضور هذه النخبة الكبيرة من الفنانين والمثقفين حيث تبادلنا الآراء في العديد من القضايا الثقافية والفنية الهامة والمفاجأة أنهم أقاموا في نهاية التكريم حفلا غنائيا بمناسبة عيد ميلادي. بعد هذا التكريم ما الأعمال التي تتمني تقديمها في الفترة القادمة؟ - عندي أفكار مشاريع فنية كثيرة لكني أتمني أن اكتب 3 أعمال قبل أن ارحل عن الدنيا وهي رواية عن الحاكم بأمر الله ومسلسل عن أحمد بن طولون ومسرحية عن قناة السويس. بمناسبة الحديث عن قناة السويس لماذا اهتممت بطرح قصتها في عملين هما «بوابة الحلواني» و«ناصر 56»؟ - لان قصة إنشاء وتأميم قناة السويس حازت علي اهتمام جيلي والأجيال السابقة. قناة السويس التي مات 120 ألف عامل مصري في أثناء حفرها لم تأت بثمارها للمصريين وبعد تأميمها تغير الموقف, ومثل كل المهتمين بالقناة كتبت مسلسل «بوابة الحلواني», في 3 أجزاء وفيلم « ناصر 56» والقناة تستحقق عشرات الأعمال الفنية التي تلقي الضوء علي أهميتها. لماذا تأخذ وقتا طويلا جدا في كتابة أعمالك الفنية؟ - أنا بالفعل أبطأ من غيري في العمل, وذلك لأني أحب التحضير جيدا لجميع أعمالي وخصوصا التاريخية إلي جانب رغبتي أن يعيش عملي 100 عام, ولا يمر مرور الكرام فأنا لم أهتم أبدا بالشهرة وإلا كنت كتبت في مجال واحد وركزت فيه وحققت مالا وشهرة, ولكني أكتب ما يستهويني وأشعر انه ذا قيمة. ما رأيك في جيل الشباب من كتاب الدراما؟ - بعضهم جيد والبعض الأكثر مع الأسف يستسهل من اجل المال فقط وأؤكد أن المسئول عن تردي الأخلاق بهذا الشكل في الفترة الأخيرة هم مجموعة المؤلفين الذين يكتبون من أجل المال, بحجة أنهم مضطرون ولو لم يفعلوا هذا لن يستعين بهم احد, وهو أمر يستفزني فالمضطر يبحث عن مهنة أخري يتكسب منها فأنا حزين علي الحال الذي وصلت إليه الدراما المصرية, فالمصري أصبح مشوها بسبب ما يراه من دراما مليئة بالإسفاف وتشويه البلد وهذا لا يليق بتاريخ الدراما المصرية. فيوجد مئات الموضوعات الهادفة التي إن تناولتها الدراما بشكل راق يعبر عن هويتنا الحقيقية. ما رأيك في ظاهرة ورش الكتابة المنتشرة هذه الأيام؟ - أنا ضد هذه الظاهرة وفي رأيي لا علاقة لها بالفن, وحقيقة لست مقتنعا بالفكرة نفسها فأنا عن نفسي لا اعرف العمل مع شخص آخر فالكتابة بحاجة إلي الخصوصية وكيف يحدث هذا في وجود شخص آخر وربما أكثر من شخص فكل مؤلف له أسلوبه الذي يميزه وأفكاره الخاصة التي يحب أن يتناولها في عمله وأعتقد أنها احد أسباب تدهور الدراما. لماذا معظم أعمالك الدرامية عرضت في الدول العربية فقط؟ - كل الأعمال التي كتبتها قبل «بوابة الحلواني» و»أم كلثوم « لم تمر مرور الكرام, وكثيرا ما تم رفضها, وتم التحقيق معي بسببها, ووصل الأمر لمنعي من الدخول لمبني التليفزيون عام 1972, بسبب السياسة, وأقسمت لهم «أني ماليش في السياسة» وما أكتبه هو تعبير عن وجهة نظري فقط ولهذا لجأت لبعض الدول العربية لعرض أعمالي. ما هي المسلسلات التي لم تعرض لك في مصر؟ - مسلسلات كثيرة لم تعرض في مصر بسب الرقابة منها مسلسلات «سليمان الحلبي» و« ليلة سقوط غرناطة » و« مصرع المتنبي » و« الفاتح » و« الفرسان يغمدون سيوفهم ». لماذا توجد ندرة في كتابة الأعمال التاريخية؟ - لان الكتابة التاريخية صعبة جدا وتستغرق وقتا طويلا من التحضير ويجب علي من يكتبها أن يكون عاشقا للتاريخ وان يدقق في كل كلمة يقوم بكتابتها هذا بالإضافة إلي التكلفة الإنتاجية العالية لمثل هذه الأعمال ولهذا يجب علي الدولة أن تتبني إنتاج مثل هذا الأعمال. ما أهم جائزة حصلت عليها من وجهة نظرك؟ - عمري ما فكرت في الجوائز أو التكريمات طول عمري أركز في عملي فقط ولكن عندما يكون التكريم في حياة الكاتب له حافز هام وتشجيع علي الاستمرار في العطاء ولقد حصلت علي عشرات الجوائز من مصر وجميع الدول العربية منها جائزة الدولة التقديرية وآخرها جائزة النيل عام 2013 ولكن أهم جائزة في حياتي هي نجاح أعمالي وارتباط المشاهدين بها.