الحجار يغنى له باكيًا «هنا القاهرة».. وسميرة عبدالعزيز: أحببت فى زوجى النبل والشهامة والاعتزاز بمصريته النمنم: لديه قدرة هائلة على التقاط النفيس من السير الذاتية.. والسلامونى: أنقذ الدراما المصرية من خطر المستوردة محفوظ: هناك غربة بين الكتاب الكبار والشباب.. وعلى وزارة الثقافة أن تجمعهم حتى يستفيد كل جيل من الآخر تحت عنوان «ليلة حب» كرمت جمعية كتاب ونقاد السينما الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، برعاية وزير الثقافة حلمى النمنم، ومشاركة النقابات الفنية والبيت الفنى للمسرح، ونخبة من المبدعين أبرزهم الفنانة سميحة أيوب، والمخرجان مجدى ابو عميرة، وحسنى صالح، والمؤلفون ناصر عبدالرحمن، وأيمن سلامة، وكرم النجار، إضافة إلى الكاتب الصحفى عبدالله السناوى. بدأت الاحتفالية التى شهدت إقبالا كثيفا وأقيمت بالقاعة الكبرى فى المجلس الأعلى للثقافة بعزف السلام الوطنى، أعقبه عرض فيلم تسجيلى عن مسيرة محفوظ عبدالرحمن بعنوان «عاشق التاريخ والمسرح». وأعرب وزير الثقافة حلمى النمنم عن سعادته الكبيرة بأنه عاش فى زمن محفوظ عبدالرحمن، الذى يملك قدرة هائلة على التقاط النفيس من السير الذاتية للمشاهير لبناء دراما أعماله مثل فيلم ناصر 56 والذى التقط فيه تاريخ تأميم قناة السويس، ومسلسل أم كلثوم، وأيضا تناوله لشخصية عبدالله النديم، وعندما أراد أن يكتب عن تاريخ مصر فى القرن التاسع عشر كان ذلك من خلال مسلسل «بوابة الحلوانى». وقدم النمنم الشكر إلى محفوظ عبدالرحمن على تفانيه فى البحث من أجل إكمال أى عمل درامى يكتبه، قائلا «اتمنى أن تحذو الأجيال الحالية حذوه فى الدأب والدقة وعشق التاريخ»، مشيرا إلى أنه كان يرى الكاتب الكبير يبحث بين الوثائق فى المخازن المليئة بالأتربة عن تفاصيل شخصيات أعماله، حرصا منه على دقة التفاصيل فى تناول الدراما التاريخية. وتمنى النمنم الا يتوقف محفوظ عن الكتابة ليكمل ملحمته الدرامية، ويقدم اعمالا ترفع من شأن الدراما المصرية. وكانت كلمة الكاتب محمد ابو العلا السلامونى نائب رئيس جمعية مؤلفى الدراما، الأكثر تأثيرا فى الحضور، حيث وصفه السلامونى بأنه شيخ الدراما العربية الذى استشعر الخطر الداهم على الدراما المصرية فبادر بالدعوة لإنشاء جمعية مؤلفى الدراما، وبالفعل تم انشاء الجمعية واختيار محفوظ لمنصب الرئيس، الذى بدوره سعى جاهدا لإنقاذ الدراما المصرية من الدراما المستوردة التى انهالت على مصر من كل اتجاه، وتحولت الدراما المصرية إلى فريسة تنهشها الكلاب. واكد السلامونى ان محفوظ سعى خلال السنوات الماضية ان يعقد لقاءات مع المسئولين فى وزارة الاعلام واتحاد الاذاعة والتليفزيون الذى تخلى عن دوره فى انقاذ الدراما وترك الساحة لمجموعة من الساعين للمال الذين دمروا القيم فى المجتمع بأعمال البلطجة والدجل لتحقيق ثروات على حساب القيمة والاخلاق. وعاب السلامونى على المسئولين عدم الاستجابة لعبدالرحمن، عندما دعا لمؤتمر انقاذ الدراما المصرية، وانتهى لتوصيات وخارطة طريق وورقة عمل رائعة، لكنها تظل حبيسة الادراج، وختم السلامونى موجها كلامه لوزير الثقافة ان خير تكريم لمحفوظ عبدالرحمن هو تنفيذ توصيات هذا المؤتمر. وقال الأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما إن الجمعية تقوم بدورها فى دعم الفن والثقافة فى مرحلة مهمة، من خلال تكريم رموز الفن والأدب والثقافة، من شخصيات أثرت الحياة الثقافية، موجها الشكر لوزير الثقافة على رعايته الاحتفالية. أما بطل الحفل محفوظ عبدالرحمن فحرص فى بداية كلمته على القاء بعض الافيهات لينشر حالة من البهجة بين الحضور، قبل أن يعبر عن سعادته بهذا التكريم، وتأكيده على إن قضايا الكتابة والإبداع كثيرة، متمنيا دعم تقارب الأجيال فى الفن والثقافة، مشيرا إلى وجود حالة من الغربة بين الكبار والشباب. وأوضح عبدالرحمن أنه فى شبابه التقى طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وكان جريئا معهم، وحكى بعضا من ذكرياته مع العقاد وتيمور ويحيى حقى وغيرهم من كبار الكتاب، وقال إنه استفاد كثيرا من تجاربه مع هؤلاء الكتاب، وأن الكاتب الحقيقى يتمنى أن يكون هناك عشرون كاتبا محترفا مثله. وطالب عبدالرحمن وزير الثقافة بضرورة توفير مكان يلتقى فيه الشباب مع كبار الكتاب ليدور نقاش بينهم، كما حدث معه حينما كان صعلوكا، فكان يجالس العمالقة وبتهور الشباب كان يقول آراءه التى ربما تكون مزعجة لكنها بالضرورة افادت هذا الجيل بقدر استفادته منهم، وقال ربما يجد البعض ان الفكرة ساذجة لكنها أكد أنها تؤرقه ويشعر بضرورة تنفيذها فى هذا التوقيت. وقالت الفنانة سميرة عبدالعزيز زوجة الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن «إن الانسانية لها جوانب كثيرة، منها الإبداع الكامن فى أعمال محفوظ عبدالرحمن، والذى احببت فيه والوطنية والكرم والتواضع والاعتزاز بالنفس والكرامة والفخر بمصريته، والنبل والشهامة». أما المطرب على الحجار فاختار أن يهدى لعبدالرحمن أغنية «هنا القاهرة» بدلا من القاء كلمة، وأكد باكيا من شدة التأثر أن عبدالرحمن يحبها كثيرا، رافضا فى الوقت نفسه طلب الحضور بغناء تيتر «بوابة الحلوانى» الذى شارك فيه من تأليف محفوظ عبدالرحمن. واختتمت الاحتفالية بتكريم الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن حيث تسلم درع المجلس الأعلى للثقافة من الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، ودرع الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وسلمه الأمير أباظة، ودرع نقابة المهن السينمائية وسلمه النقيب مسعد فودة، ودرع نقابة المهن التمثيلية وسلمه الدكتور أشرف زكى والفنانة سميحة أيوب، ودرع الاتحاد العام للنقابات الفنية وسلمه المخرج عمر عبدالعزيز، ودرع البيت الفنى للمسرح وسلمه الفنان فتوح أحمد .