يستعد أبناؤنا هذه الأيام لامتحانات منتصف العام أو ما يسمي "الميد تيرم" وأثناء جلوسي بالمنزل جاءني ابني التلميذ بالصف السادس الابتدائي بإحدي المدارس التجريبية لغات بمحافظة الجيزة التي اصبحت الآن مدارس رسمية وسألني: كلمة مستشفي مذكر أم مؤنث؟ قلت له: أنا قلت لك إيه عنها قبل كده رد: قلت لي مذكر ولكن "المس" يقصد مدرسة اللغة العربية بالمدرسة- تصر علي أنها مؤنث. سألته: كيف؟ قال: كنا نقرأ درساً بالفصل ووردت بالكتاب عبارة "هذا المستشفي" فسأل أحد التلاميذ مدرسة اللغة العربية يا مس هي كلمة مستشفي مؤنث ولا مذكر؟ سكتت برهة ثم قالت بكل جرأة وتأكيد وجزم: مؤنث. قال لها التلميذ "زميل ابني": بس يا مس دي مكتوبة في كتاب الوزارة إنها مذكر "هذا المستشفي" إزاي تكون مؤنث؟ أكدت المدرسة بكل غرور الكتاب غلطان.. خطأ طباعة!!! يادي المصيبة السودا!!! قلت لإبني: وبعدين؟ قال: طلبت الإذن من المدرسة ووقفت لأؤكد لها أن كلمة مستشفي مذكر وليست مؤنثة مثل كلمة "الرأس" وأن هناك كلمات أخري تبدو مذكراً ولكنها مؤنثة مثل الكأس والبئر والسن. ولكن المدرسة أصرت علي أن كلمة مستشفي مؤنثة وليست مذكراً ثم قالت لي: أقعد. هدأت ابني وأكدت له أن كلمة "مستشفي" مذكر "والله العظيم". ووجدتها فرصة لشرح قاعدة المذكر والمؤنث له من جديد وهي القاعدة التي كنت قد شرحتها له منذ أربع سنوات ولكن هذه المرة استدعيت كلمات الأخطاء الشائعة وأعضاء جسم الإنسان المذكر منها والمؤنث وأكدت له أن كل ما لدينا منه اثنتان في جسم الإنسان فهو مؤنث مثل "العين واليد والأذن والرجل والرئة والأنف" وكل ما هو مفرد في جسم الإنسان مذكر مثل "الرأس والشارب والفم والقلب". هنا بدأت أشعر بالقلق علي مستقبل ابني وزملائه الذين يقعون تحت سلطة هذه المدرسة التي تفتقد ابسط مبادئ التدريس وتمنح التلاميذ معلومات خاطئة بل وتتجرأ علي منهج الوزارة الذي وضعه اساتذة متخصصون وأشرف عليه وراجعه موجهو المادة التربويون وسألت نفسي: ما الذي يضمن ألا تخطيء هذه المدرسة في تدريس قواعد اللغة العربية لتلاميذها؟ وما الذي يمنعها من أن تؤكد لهم أن الفاعل مجرور وأن المبتدأ منصوب؟ وماذا لو صدقها الأولاد- والمفترض أن يأخذوا عنها العلم- وأجابوا بهذه الاجابات الخاطئة في ورقة الامتحان من سيكون المسئول وقتها؟ وزارة التعليم التي عينت مدرسة بهذا المستوي التربوي الضحل؟ أم مناهج كليات التربية التي تخرج لنا هذه النماذج من المعلمين؟ أم "توجيه مادة اللغة العربية" الذي لا يقوم بالتفتيش علي مدرسي المادة؟ أم فيمن يعرف ذلك ويسكت عليه من مسئولي المدرسة واولياء الأمور؟ من المؤكد ان هذه المدرسة خرجت أجيالاً من التلاميذ بمستواها المتدني نفسه. يا معالي وزير التربية والتعليم أرجو التحقيق في الأمر.. وبيانات هذه المدرسة لدي إذا اردتم الاصلاح فتشوا في مدارسنا.. راقبوا مدرسينا. اختبروهم عند تعيينهم قبل ان يتسببوا في افساد اجيال من التلاميذ. انقذوا أبناءنا من جهل هؤلاء المعلمين الذين يمثلون أحد أهم اسباب استفحال مشكلة الدروس الخصوصية.