في أول نوفمبر الحالي تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في ندوة نظمتها القوات المسلحة ليقول بالحرف الواحد "اوعوا تتصوروا انه يغيب عني ارتفاع الأسعار.. أنا واحد منكم.. أعرف كويس الظروف الصعبة للناس وعارف عايشين إزاي وإن شاء الله آخر هذا الشهر هتكون الدولة خلصت تدخلها لخفض الأسعار بشكل مناسب". وعلي الفور أصدر الرئيس توجيهاته للوزراء المختصين في التموين والزراعة والتنمية المحلية لتنفيذ وعد الرئيس بخفض الأسعار ونزل وزير التموين إلي الأسواق ليتابع بنفسه قضية الأسعار بعد أن كان يردد أن هذه القضية عرض وطلب ولا يجوز للدولة أن تتدخل فيها في ظل نظام الاقتصاد الحر.. تخلي الوزير عن هذا الكلام وأجري اتفاقات وتحالفات مع السلاسل التجارية الكبري.. وبالفعل تحقق ما كان البعض يعتبره مستحيلا وانخفضت العديد من الأسعار بعد أن كان البعض يتوقع اشتعالها بعد ارتفاع الدولار أمام الجنيه. وتحقق وعد الرئيس للشعب بقدرة الدولة علي خفض الأسعار. ولكن هذا الأمر يطرح عددا من التساؤلات أولها ولماذا لا تكون لدي الوزير رؤية خاصة ومبادرة متميزة يعلنها ويحصل علي موافقة الرئيس ومجلس الوزراء عليها ويبدأ في تنفيذها.. لماذا نترك المسئوليات كلها علي الرئيس وخاصة في ظل وجود العديد من القضايا التي يتابعها داخليا وخارجيا. والسؤال التاني.. التخفيضات التي حدثت للسلع موجودة في المجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية الكبري وسيارات السلع المتنقلة وهي مازالت محدودة ولا تمثل أكثر من 20% من منافذ البيع الموجودة بجميع المحافظات وذلك علي أكثر تقدير. وفي هذا المجال فإنني أقدم اقتراحا يستهدف زيادة منافذ البيع التابعة للحكومة وذلك من خلال الاكشاك التابعة لشركة المصريين لتوزيع الخبز خاصة أن هذه الأكشاك لم يعد لها أي دور بعد انتهاء أزمة الخبز.. نتيجة للجهود التي بذلها د. خالد حنفي وزير التموين وأسفرت عن القضاء علي أزمة طوابير العيش. هذه الأكشاك لا تفعل شيئا.. بل إن شركة المصريين تكبد الدولة خسائر بملايين الجنيهات كل شهر لصرف مرتبات للعاملين بها ولقياداتها التي تحصل علي مرتبات مرتفعة بدون أي عمل حقيقي.. وللأسف يتم دفع هذه الملايين كل شهر من أموال الدعم المخصص لمحدودي الدخل. آن الأوان ان نستفيد من هذه الشركة في خفض أسعار السلع وخاصة الخضر والفاكهة.. ونأمل أن يضعها رئيس هيئة الرقابة الإدارية الذي يتولي ملف منافذ السلع الجديدة في اعتباره في ظل الجهود الكبيرة التي يقوم بها لنشر منافذ لبيع السلع المخفضة في كل أنحاء مصر. والله المستعان.