بعد اندلاع ثورة 25 يناير وتوقف حركة استيراد قطع غيار السيارات المستعملة الآتية من الخارج مما تسبب في ارتفاع اسعارها لقلتها بالأسواق المصرية. كانت تلك الأزمة مفتاح الفرج لكثير من أبناء الشعب الليبي الذين أتوا إلي الإسكندرية بواسطة سياراتهم لينعموا بحياة هادئة في مصر. ومع تفاقم الوضع الليبي وتطور الأحداث طال انتظار الليبيين في الإسكندرية لإنهاء مشكلتهم واستقرار الأوضاع بليبيا للعودة إلي منازلهم. وبدأت تواجههم مشكلة عدم وجود مورد للدخل لهم في مصر فبدأوا فيما يسمي "تقطيع سياراتهم" وبيعها كخردة لمحلات قطع غيار السيارات المستعملة التي انتهزت هذه الفرصة. كما استغل الكثير من المهربين أحداث الاضطرابات التي تشهدها كل من ليبيا ومصر في نقل أنواع متعددة من السيارات حديثة الصنع وتهريبها إلي غزة عن طريق الأنفاق والتي تباع بأسعار زهيدة. قامت "المساء" برصد هذا السوق الذي أنعشته الثورات العربية وغياب الرقابة الأمنية والجمركية. يقول رمضان يوسف 25 سنة - ميكانيكي: كنا نعاني منذ اندلاع 25 يناير من توقف استيراد قطع غيار السيارات المستعملة من الخارج والذي أدي إلي نقصها الواضح بالأسواق المصرية. وقد استغل الكثير من التجار هذا النقص بمضاعفة أسعار قطع الغيار لسعرها الأساسي الذي كنا نتعامل به. وهذا يعتبر السبب الرئيسي الذي أثر علي سوق السيارات المستعملة بالسلب . وانخفاض أسعار السيارات بالأسواق المصرية. يضيف مصري السعدي - 28 سنة - أحد تجار قطع الغيار المستعملة بأن ذلك النقص الواضح في قطع الغيار أثر علي تجارتنا ولم نجد البديل بعد توقف حركة الاستيراد حتي بدأ الليبيون في الزحف إلي مصر بعد تفاقم الأوضاع في بلادهم بواسطة سيارتهم وقاموا ببيع سيارتهم غير المجمركة ليكون ذلك مورداً للدخل لهم لحين استقرار الأوضاع ببلادهم. يوضح سعيد الهمالي "ليبي الجنسية" بأنه جاء إلي الإسكندرية بصحبة أسرته المكونة من 6 أفراد بواسطة سيارته الخاصة للهروب من بطش وظلم قوات القذافي. ولم يكن لديه أي مورد للرزق حتي عرض عليه أحد أصدقائه بيع سيارته إلي أحد تجار قطع غيار السيارات المستعملة بالإسكندرية مشيراً إلي أن سيارته كانت ماركة "ميتسوبيشي لانسر" وتقاضي نظير بيعه لها 10 آلاف جنيه. ويري من وجهة نظره أنه مبلغ مناسب له ولأسرته حتي يستطيع التعايش به لحين استقرار الأوضاع بليبيا. أشار الهمالي إلي أن السيارات الليبية التي تحمل لوحات "الجماهيرية" تلقي سوقاً رائجة بغزة ولكنه لم يكن يعرف ذلك قبل بيع سيارته. يضيف الهمالي أن عملية تهريب السيارات إلي غزة تتم من خلال أنفاق التهريب المنتشرة بين قطاع غزة ومصر مؤكداً بأنها ساعدت علي تهريب العشرات من السيارات القادمة من ليبيا خلال الأسابيع الماضية وذلك بالتنسيق مع تجار مصريين متخصصين في بيع السيارات موضحاً بأن غالبية السيارات المهربة تكون موديل هذا العام وتلقي رواجاً سريعاً بالتهريب خاصة سيارات الدفع الرباعي. يؤكد تامر العشري أحد تجار السيارات علي أن ما يحدث بسوق السيارات حالياً من عمليات تهريب وبيع قطع الغيار يهدد بانهيار سوق السيارات بمصر. وأرجع سبب ذلك إلي الانفلات الأمني الذي تشهده مصر حالياً موضحاً أن السيارات الآتية من ليبيا لم تأخذ لوحات جمرك المنفذ ومعني ذلك أن جميعها وصلت إلي مصر بدون دفع قيمة التأمين لضمان خروجها من البلد وهذا شجع أصحاب السيارات الليبية علي بيع سياراتهم.