لست من الذين ينظرون إلي نصف الكوب الفارغ ولست من المتشائمين بطبعي وما أطرحه هنا هو مجموعة من التساؤلات التي تشغل بالي وبال العديدين من المتابعين للمشهد الانتخابي للبرلمان القادم. أول هذه التساؤلات ماذا نتوقع من برلمان مؤلف من نواب قامت بعض الأحزاب بشرائهم والدفع لهم مقابل تمثيلها بل وصل الحد إلي اتهام أحزاب لأحزاب أخري بسرقة مرشحيها الأقوياء وإغرائهم بالمال لترك هذا الحزب والذهاب إلي ذاك. ثاني الأسئلة.. ماذا نتوقع من برلمان مكون من بعض النواب الذين اشتروا أصوات الناخبين ولعل الصور والممارسات التي نقلناها في الصحف وشاهدها الكثيرون عبر القنوات الفضائية والمحاضر المحررة في الأقسام والطعون المقدمة للقضاء وللجنة العليا للانتخابات خير شاهد وإثبات.. ماذا نتوقع من نائب اشتري الأصوات. ثالث الأسئلة ماذا نتوقع من اختيار بعض ممثلي القوائم بطريقة اللي يدفع أكثر يستمر واللي يدفع أقل ضاعت عليه فلوسه. رابع الأسئلة ماذا نتوقع من أحزاب ومواطنين غضوا البصر عن تسلل بعض عناصر الإخوان للبرلمان بعد تغيير جلدهم نظرياً وعلي الورق..!! دعونا بعد ذلك ننظر إلي النصف الممتلئ من الكوب.. وهو أننا أصبحنا اليوم نمتلك نصف برلمان بعد أن انتهت انتخابات المرحلة الأولي وفاز فيها 273 نائباً.. وأيام ونستكمل الجولة الثانية وهذا في حد ذاته انجاز لأن العالم كان ينتظر منا برلماناً وينتظر استكمال الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل ولعل عدم وجود برلمان طوال الفترة الماضية هو ما حد من تدفق الاستثمارات وترجمة حصاد مؤتمر شرم الشيخ وغيره من اتفاقيات إلي مشروعات علي أرض الواقع. الجزء الثاني المضيء هو ظهور بعض الوجوه الشابة والجديدة التي قد تبعث الحيوية والنشاط في البرلمان وتؤدي إلي ممارسات أفضل ولعل ذلك يدفع بالشباب للمزيد من المشاركة خلال الفترة القادمة. الجزء الآخر أن هذه الانتخابات كشفت عشرات الأحزاب التي فشلت في الحصول علي مقعد واحد وهذا يعني أننا سنتخلص قريباً جداً من أشباه الأحزاب وأتمني من كل حزب حصل علي تمثيل نيابي أن يبني علي هذا التمثيل حتي تكون لدينا حياة حزبية حقيقية وبرامج تهدف إلي رفع مستوي معيشة المواطن الذي هو الهدف من كل انتخابات. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء