رغم ان معظم دول العالم يستفيد من مياه الامطار ويقومون بتخزينها سواء للشرب او الزراعة حيث تعتمد 83% من زراعات العالم علي مياه الامطار الا اننا في مصر مازلنا متراجعين في هذا الشأن رغم اننا من اكثر الدول التي تشهد غزارة في سقوط الامطار.. ولكنها تتبخر دون الاستفادة منها ونحن في عرض "كوباية" مياه!! اكد خبراء المياه واستصلاح الاراضي الزراعية ان تقرير الاممالمتحدة اثبت ان مصر تهدر 51 مليار متر مكعب من مياه الامطار وهو ما يقارب حصة مصر من مياه النيل والتي تقدر ب 55 مليار متر مكعب.. مؤكدين ان استغلال مياه الامطار ولو علي نحو ضيق يساعدنا علي استصلاح 2 مليون فدان في الساحل الشمالي الغربي واستكمال مشروع ترعة الحمام !! ** د.نادر نور الدين "استاذ الموارد المائية واستصلاح الاراضي جامعة القاهرة": يقول ان جميع دول الخليج تستغل سقوط الامطار القليلة لديها في التخزين سواء للشرب او الري وتعتبر مياه الامطار انقي درجات المياه حتي افضل من مياه الآبار الجوفية وغيرها كما ان الخليج يكلف المنازل بعمل مصيدة للامطار لتمر علي المواسير حتي يتم تخزينها لتناولها للشرب. هذا هو الحال في دول الخليج رغم ان مياه الامطار لديها قليلة اما في مصر التي تشهد غزارة في مياه الامطار تهدر دون ادني استخدام!! اشار د.نادر إلي ان تقرير الاممالمتحدة اكد ان سقوط الامطار علي الساحل الشمالي يمثل 51 مليار متر مكعب بما يقارب حصة مصر من مياه النيل التي تمثل 55 مليار متر مكعب كل سنة!! اضاف اننا نستطيع ان نحقق استفادة مدهشة من مياه الامطار ليس فقط لتناولها في الشرب بل لري الاراضي الزراعية وذلك اذا تم استغلال المنطقة من الاسكندرية حتي السلوم بعمل انحدارات ومصدات امطار مبطنة يكسبنا كمية كبيرة من المياه كما ان منطقة سيناء ورفح مروراً بالعريش احدي اهم مناطق تخزين المياه خاصة وان هذا المكان به غزارة شديدة في الامطار منوهاً إلي ان تخزين مياه الامطار في الساحل الشمالي الغربي يساهم في امكانية زراعة 2 مليون فدان ويكون بذلك الري مجانيا من مياه الامطار طوال موسم الشتاء من اكتوبر حتي نوفمبر وبذلك لايكلفنا الامر الا الري في الصيف مما يؤدي إلي زيادة الرقعة الزراعية مع العلم ان 83% من زراعات العالم تعتمد علي الامطار. اوضح نور الدين ان منطقة سيناء وساحل البحر الاحمر ونويبع بها العديد من الفنادق وتتساقط بها الامطار بشكل رهيب لدرجة انها من شدتها تعمل علي تحطيم الاسفلت وتغرق السيارات.. متسائلا: لماذا لا نقوم بتخزين هذه المياه ونمد بها الفنادق. اشار د.نور الدين إلي ترعة الحمام الممتدة إلي مدينة الضبعة وهذه الترعة يستفيد منها نحو 300 الف فدان لكننا مع الاسف لم نكمل هذا المشروع المهم الذي توقف في 2010 فنتمني ان نستفيد ولو ب مليار متر مكعب فقط من 51 مليارا التي نخسرها لعدم الاستفادة الفعلية من من مياه الامطار. ** د.ضياء الدين القوصي "خبير مياه": اكد انه من الصعب استغلال مياه الامطار في كل مكان لان كل منطقة لها خصوصيتها وتعتبر شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية هي المناطق التي يمكن ان نستغل بها الامطار من خلال تخزينها امام السدود وعمل حفر بشرط ان تكون المياه في انحدارات لتصل إلي اماكن للتخزين. اضاف ان المسافة من اسكندرية إلي السلوم ليس بها انحدارات وبالتالي يصعب تخزين المياه بها حيث ان الطرق بها اسمنتية فالمياه تجري بها في مواسير الصرف الصحي وكذلك بالنسبة للدلتا والوادي فتخزين المياه بها صعب وشبه مستحيل لانها مسطحة.