تختلف مراسم الدفن وطقوس مهنة "التُربي" من مدينة أو قرية إلي أخري فعلي سبيل المثال هناك تقاليد وعادات متبعة في مدينة "أسيوط" تخالف الطقوس المتبعة في القاهرة لذلك حاولت "المساء" التعرف علي هذه الاختلافات فتحدثت إلي عم سيد علي "اللحاد" من "أسيوط" متسائلة عن طريقة دفن الموتي وما هذه الاختلافات.قال: يجب عليّ النزول إلي المقبرة بظهري وليس بوجهي لأن الشيطان يكون بداخلها فإذا نزلت بوجهي سيصيبني بالعمي أو الشلل أو سأموت. وأنا من "يلقن" المتوفي.. وأقوم بدور الشيخ و"التُربي" ولو عرفت اسم والدة المتوفي اذكر اسمها عند التلقين إن كنت أجهلها فأقول له "يابن أمة الله". أضاف انه لا يجوز التجول في المقابر في وقت الظهيرة خاصة وأن الملائكة تكون في قيلولة ولا يصح التجول بعد العشاء إلا إذا كان في مراسم دفن لأحد الموتي فهذه استثناءات. روي عم سيد انه من عشر سنوات جاءه رجل طلب منه "كوع" متوفي ولكنه رفض وهدده بإبلاغ الشرطة فانصرف وهناك الكثير مما يترددون علينا مثل امرأة عاقر جاءت تطلب طفلاً متوفي لتمر عليه حتي تكون قادرة علي الإنجاب!!! أضاف انه يقوم بطمئنة أهل الميت ب "البشارة" إذا كان صالحاً أم كثير الذنوب وهذا من نور قبره وخفة وزنه ونقاء وجهه عندما أمسح علي وجهه بالقطن بعد فك الأربطة. * خبايا وأسرار أكد "عم سيد" أن هذه المهنة موروثة من الأجداد وهي مليئة بالخبايا والأسرار ومن يبوح بأسرار هذا العالم الغامض يصيبه الأذي ويمنع عليه النزول إلي القبر أو العمل بهذه المهنة مرة ثانية. يظل هذا العالم لا يعلم سره إلا الله عز وجل وسفير الآخرة الممتنع عن البوح بهذه الخبايا.