حذر خبراء اجتماع وعلماء الأزهر من ظهور جرائم جديدة علي مجتمعنا بطلها الفيس بوك والإنترنت وحذروا من خطورة إفراط الشباب والأطفال في استخدامها. مؤكدين صعوبة غلق أو حجب مواقع التواصل الاجتماعي رغم وجود دعوي قضائية منظورة أمام مجلس الدولة بهذا الخصوص. أشاروا إلي أن الفيس بوك صار وسيلة لتنفيذ جرائم مستحدثة سواء كانت ابتزازاً مادياً أو جنسياً حتي وصلت لدرجة القتل وحذروا من نشر بيانات أو معلومات مهمة علي الصفحات الخاصة بالفيس بوك أو نشر صور الفتيات والنساء اللاتي يقعن فريسة للابتزاز والتشهير الإلكتروني مؤكدين أن الإسراف في استخدامه يدمر الأسر ويرفع معدلات الطلاق. د.سيد عفيفي أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة أكد أن البعض يسيء استخدام التكنولوجيا خصوصاً الفيس بوك الأكثر شعبية حيث يستخدمه المرضي النفسيون والمرضي وغير المتزنين في ابتزاز الغير وتهديدهم وتصل جرائمهم أحياناً إلي حد القتل. طالب د.عفيفي بتوخي الحذر في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وقبول الأصدقاء علي الفيس بوك وغيره. أكد أن الأبحاث المتخصصة في علم الاجتماع وكثيراً من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت الفيس بوك أثبتت أن كثيراً من الجرائم الحديثة علي مجتمعنا ترتكب من خلال الفيس بوك خاصة التي يكون ضحاياها نساء فهناك مستخدمون يتعطشون للتعرف علي أصدقاء جدد دون معرفة معلومات حقيقية عنهم لذلك ندق ناقوس خطر لأن التعرف السريع علي الغرباء قد ينزلق بنا إلي طريق الجريمة لذلك يجب عدم نشر أسرار خاصة بنا أو إتاحة معلومات مهمة حيث إن ذلك يعرض أصحابها للاختراق والسرقة. د.نادية رضوان أستاذ الاجتماع بجامعة السويس تحكي عن تجربتها الشخصية بأنها من خلال قبول صداقات جديدة نظراً لنشرها اشعاراً خاصة بها ودراسات اجتماعية ليستفيد بها الجميع قام أحد هؤلاء الأصدقاء بإرسال صورة بذيئة بها إيحاءات جنسية سيئة فعلقت عليها بأنها لا تنم عن شخصية محترمة وقامت بحذفه من دائرة الأصدقاء لكنها شعرت بأن خبراتها هي التي تيقنت من ذلك واستطاعت التعامل مع مثل هذه الشخصيات الحقيرة لكن قد تقع امرأة أخري تحت سيطرة أو استغلال هؤلاء وهناك أيضاً من يستغل نقاط الضعف لدي الآخرين مثلما حدث من تواصل بين سيدة وشاب انتهي إلي علاقة مشبوهة أدت إلي وفاتها وعلاوة علي ذلك جرائم الاستهزاء بالعقول من خلال نشر ألفاظ متدنية وتعليقات حقيرة لا تمثل إلا أخلاق فاعلها لذلك لابد من التعامل بحرص مع مثل هذه التكنولوجيا وعلي الفتيات اللاتي ينشرن ما يحدث لهن أو صورهن أن يتوقفن عن هذا الفعل حتي لا يستغله البعض بصورة سيئة. د.عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر وأستاذ بجامعة الأزهر يقول: إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك مع الأسف الشديد لها تأثيرات خطيرة علي المجتمع لاستخدامها علي نحو خاطئ فالبعض أصبح يستغل التواصل مع الغير بغرض الابتزاز المادي والجنسي وقد ترتكب أبشع جرائم القتل من خلاله وهناك حوادث كثيرة سببها الفيس بوك. أشار إلي أن ظاهرة التواصل تنمو في الاتجاه الخاطئ لذلك أنصح الجميع بألا يتطرق كثيراً إلي مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات غير المباشرة مع آخرين ويفضل أن يكون التواصل مباشراً حتي لا ننفصل عن عالمنا الحقيقي وننتمي فقط لهذا العالم الافتراضي المبهم. د.أحمد يحيي أستاذ الاجتماع جامعة السويس يري أن أي مجال للتكنولوجيا له جانب إيجابي وآخر سلبي وللأسف مواقع التواصل خاصة الفيس بوك فتحت الباب أمام من يعانون نقصاً أو تشوهاً غير نفسياً للتعامل مع الآخرين سواء للتنفيس عن مشاعرهم بألفاظ بها إيحاءات جنسية والبعض يقتحم خصوصية الآخرين من أجل ابتزازهم أو الدخول معهم في علاقات مشبوهة والتي تؤدي إلي وقوع العديد من الجرائم التي ترتكب مثل جريمة قتل وسرقة سيدة دخلت في علاقة جنسية محرمة مع شاب تعرف عليها من خلال الفيس بوك وغيرها من الجرائم التي يكون بطلها الفيس بوك!! أوضح أن مواقع التواصل كأي ظاهرة اجتماعية يستغلها البعض بشكل مرضي في تحقيق أغراض غير سوية وارتكاب جرائم. كما أن التواصل العميق وسيلة لتفتيت الأسرة وخراب البيوت وهناك نماذج عديدة أصابها التفكك ووقع الطلاق بين الأزواج نتيجة لهذا التواصل الذي ترتبت علي مآس اجتماعية وأضرار خطيرة. أشار إلي أنه من الصعب غلق أو حجب موقع الفيس بوك وفقاً للدعاوي المقامة للمطالبة بغلقه لكن من الضروري أن يتم التوعية بمخاطره خصوصاً بعد إفراط الشباب والأطفال في استخدامه بشكل خطير لذا يلزم علي أولياء الأمور متابعة أبنائهم حتي لا يقعوا فريسة له أو صيداً سهلاً لمحترفي الإجرام علي صفحاته. د.عبدالحكم الصعيدي أستاذ بجامعة الأزهر يقول: إن جرائم الإنترنت المستحدثة علي مجتمعنا تحتاج منا أن نتحري الدقة في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال قبول الأصدقاء الذين نعرفهم وعدم قبول الغرباء بمعني أن لدينا مواقع للتواصل الاجتماعي أن من نتحدث معهم ملائكة ومع الأسف الشديد الفتيات اللاتي يرغبن في الزواج هن أكثر من يتعرض للابتزاز والوقوع في دائرة الشبهات من خلال بعض المخادعين فيجب أن يحذرن من مثل هذه الجرائم التي ترتكب ويجب علي الشباب أيضاً أن يقتصروا في استخدام الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل وأن يستفيدوا منه في نشر المعلومات أو تبادل الخبرات حتي تعم الفائدة ولا نفتح آذاننا وعقولنا إلي نزغات الشياطين.