لم يعد الفيس بوك مجرد موقع الكتروني للتعارف وإجراء المحادثات فقط بل أصبح مؤشرا لا تقل أهميته عن اتجاهات الرأي والمزاج العام وتذهب الدراسات العلمية الي انه يمكن الاعتماد عليه في الدراسات الاحصائية وبحوث استطلاع الرأي لقدرته علي اعطاء نتائج تكاد تكون صادقة مائة بالمائة نظرا لاختفاء القيود المانعة لإبداء الرأي وحرية التعبير. والحقيقة انه يعتبر واحدا من التطبيقات الجديدة للويب والتي لاقت رواجا كبيرا بين الشباب والفتيات في العالم أجمع خاصة في بلادنا وأصبح بمثابة هايد بارك يرتادها الملايين سواء للدردشة والتعارف والمحادثات أو تبادل المعلومات والوثائق والصور. ساهمت التغييرات التي يعيشها العالم في جعل هذه المواقع الالكترونية حاضرة ومشاركة في كافة الأحداث والتفاعلات التي تشهدها المجتمعات بل ومحركة للرأي العام خاصة الشباب في قضايا كثيرة وأصبحت شبكة للعلاقات الاجتماعية لأنها تربط الشباب بعضهم ببعض وتتيح لهم مشاركة زملائهم واصدقائهم والتواصل معا علي نحو لم يكن متاحا من قبل. مجتمع داخل مجتمع اللافت ان شبابنا استغل هذه المواقع خاصة الفيس بوك لنشر العديد من المساهمات والمشاركات في كافة المجالات لدرجة اننا بالفعل أصبحنا أمام عالم مواز ومجتمع داخل المجتمع مليء بالفكاهة والسياسة والاقتصاد والأزمات والمشكلات ومؤخرا طغت القضايا الدينية والوحدة الوطنية والارهاب علي مجمل الفاعليات والمشاركات ودون صعوبة تصدمك حدة النقاشات والطروحات وما فيها من تطرف وعنف وتشجيع علي التظاهر وتضخيم وتهويل للأحداث وتحولات الطاقة ايجابية وما فيها من مناخ الحرية التي كان يتميز بها الفضاء الالكتروني وبقدرتها علي بث الأمل والايجابية وطرح الأفكار والمشاركة والالتحام بقضايا الوطن والرغبة في تغيير وجه الحياة للأفضل وقطع الطريق علي العدو الي ساحة للمشاحنات وبث الفتنة وتقسيم المجتمع وإعلاء الانتماءات المختلفة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو ثقافية. والواقع ان هذا التطاحن له تأثير خطير علي تماسك المجتمع والعلاقات بين أفراده خاصة الشباب ورؤيتهم لكل القضايا والأزمات وحذرت العديد من الدراسات من خطورة الحملات التي يتنباها الشباب ويروجونها في صفحاتهم الأولي واكدت ان 64% من الشباب يضعون لينكات أو فيديوهات أو صورا لأمور جنسية أو صورا موحية أو مثيرة علي صفحاتهم وبينت ان ما يعرضه الشباب هو انعكاس حقيقي للحالة التي يعيشها المجتمع في الواقع وهي حالة العزل بين الأفكار أو السلوكيات أو المشاعر والفوضي التي تجتاح قطاعات كثيرة. من جانب آخر نجد ان هناك وجها سلبيا آخر للفيس بوك فهناك قصص كثيرة ومتنوعة وحقيقية وموثقة عن جرائم وقع فيها بعض الشباب الذين استغلوا الموقع في التشهير وابتزاز الفتيات والسيدات وهناك من وقع في فخ التخابر والتجسس والاضرار بالوطن. حالات طلاق كشفت احصائية صادرة من جهاز التعبئة والاحصاء ان مصر شهدت أكثر من 75 ألف حالة طلاق خلال عامي 2006 2007 لكن المفاجأة التي فجرتها الاحصائية هي ان 45 الف حالة من حالات الطلاق كانت بسبب الانترنت خاصة الفيس بوك حيث ينشغل أحد الزوجين عن الآخر ويصاحب الانترنت فضلا عن تعدد حالات الخيانة الزوجية من خلال هذه المواقع. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا نجد ذلك التناقض الكبير لدي هؤلاء الشباب؟ ويقول وليد حلمي طالب ما يجذب الشباب للاشتراك في الموقع هو السهولة والفكرة القائمة علي التشبيك والتواصل مع الأصدقاء بسرعة وتكون صداقة مع أي شاب في العالم وطريقة سهلة لمعرفة أخبار الناس والمجتمعات وتحول الفيس بوك الي مجموعات من وكالات الأنباء من الممكن أن تدخل عليه في أي وقت وفي أي مكان ومن عيوبه انه انتهاك صريح للخصوصية في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علنا وتحول الفيس بوك من شبكة اجتماعية الي ما يشبه الصفحات الصفراء علي الانترنت. قنبلة موقوتة يقول محمود عزت - موظف - المواقع الالكترونية هي في حقيقتها قنبلة اما ان تكون في يد أغبياء سفهاء فيسحبوا الصاعق وتنفجر فتفتك بهم وتؤذي غيرهم واما أن تكون بيد عقلاء راشدين يعرفون متي يضبطون أنفسهم ومتي يسحبون الصاعق والفيس بوك مثله مثل أمور كثيرة في حياتنا نستخدمها اما للنفع واما للضرر وأمثلة علي ذلك القنوات الفضائية والمحمول وايضا مواقع كثيرة بل الكمبيوتر بحد ذاته اما ان يكون اداة للزرع أو يكون اداة للحرق والفيصل هنا مدي قوة ايمان الانسان وتمسكه بدينه وأخلاقه ومبادئه ومراقبة ومحاسبة نفسه في السر والعلن. تؤكد رانيا غريب طالبة أن لكل شاب أو فتاة خصوصيات يجب ألا يطلع عليها احد فما بالك بنشرها علي الملأ والانترنت وكذلك الفيس من الممكن ان يحرض بعض الشباب علي وطنه ودينه وتجعله آلة في يد من يتحدث معه ويوجه الي المظاهرات ضد الوطن وهذا ما يحدث الآن من تحريض الشباب للخروج علي المألوف. أخلاقيات الاستخدام أكدت الدكتورة زينب حسن استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان 68% من حالات الطلاق نتجت بسبب تفضيل احد الزوجين للكمبيوتر علي زوجه أو زوجته كما ان ما يقارب من 56% انشغلوا بمشاهدة مواقع اباحية عن زوجاتهم وحذرت الدكتورة زينب حسن الأزواج من ادمان الكمبيوتر والانشغال عن أزواجهم وأولادهم لما قد يسببه من مشكلات اجتماعية خطيرة. قالت: يجب أن نحمي شبابنا من هذا الخطر والتأكيد علي دور الأسرة والمدرسة في عملية تمكين الشباب بالتكنولوجيا وتوفير الرقابة الأسرية وفتح حوار جيلي في القضايا التكنولوجية بين الآباء والأبناء وتعليم الشباب أخلاقيات استخدام التكنولوجيا وعدم حظر التكنولوجيا عن الشباب وانما تأهيلهم جيدا للتعامل الايجابي مع التكنولوجيا وتوظيفها في خدمة امكاناتهم وطموحاتهم ومحو الأمية الالكترونية وبيان الاستخدام الخاطيء للتكنولوجيا. فضائح ويقول الدكتور احمد يوسف سليمان استاذ الشريعة جامعة القاهرة ان موقع الفيس بوك من موقع التعارف والعلاقات الاجتماعية الذي يعتبر أهم مجتمع افتراضي علي الانترنت هذا الموقع في الحقيقة مجال لسرقة المعلومات وأخذ معلومات من بعض الأشخاص الذين يدخلون هذا الموقع دون فهم أو وعي وكذلك ممارسة عمليات تجسس كثيرة والموقع في الحقيقة هو موقع فضائح هو يفضح وينشر خصوصيات أيضا وهو موقع يقبل التجسس علي الآخرين وينبغي ألا ينجرف الشاب المسلم لهذا الموقع فيتكلم عن خصوصيات تتعلق به ويصرح ويصارح بأشياء تضره من أسراره الخاصة والموقع به أشياء خطيرة جدا وانفتاحات غير محسوبة وقال الله عز وجل: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" ويحصل في الموقع تعارف بين الجنسين وكثير منها تعارفات محرمة وقضية تبادل الصور وعشق الصور والوقوع في مرض التعلق القلبي والانشغال بما لا ينفع كم ضاعت أوقات في الفيس بوك وعمليات الاستدراج التي يمكن أن تتم من هذا الموقع وقضية الاغراء والاغواء هذه من سبل الشيطان فكيف يرضي الانسان أن يعاون ابليس أو يكون من جند ابليس في عملية الاغراء والاغواء وعلي شبابنا أن يستغل الفيس بوك والمواقع الافتراضية في السبيل الدعوي وكل ما ينفع المجتمع ويبني تقدمه.