التعاقد أمس مع فرنسا علي توريد حاملتي طائرات من طراز "ميسترال" له معني لا تخطئه عين. وهدف معلن وواضح. ونتائج هائلة سوف تظهر تباعاً وتقلب الموازين. * المعني.. التأكيد علي ان مصر مستحيل ان تدخل ثانية تحت عباءة "التبعية" وان قرارها نابع من ارادتها وانها من الصلابة بحيث لا تكسرها ضغوط أو تغير مواقفها الثابتة احتياجات وان تنويع مصادر السلاح هو قرار استراتيجي لايمكن العودة فيه .. ومن هنا جاءت صفقات التسليح مع روسيا والصين والمانيا وتبعتها الصفقات الفرنسية المتمثلة في مقاتلات الرافال والفرقاطة فريم واخيراً حاملتا الطائرات ميسترال .. كل هذه الصفقات ومايستجد انما تعبر عن قوة وعمق علاقات مصر 30 يونيه مع كافة دول العالم. * الهدف.. ان انضمام حاملتي الطائرات ميسترال الي قواتنا البحرية من فرقاطات وغواصات ومدمرات وكاسحات الغام وقوارب صواريخ وزوارق سيزيد من قوة بحريتنا اضعافاً مضاعفة لحماية "2000" كيلومتر علي البحرين المتوسط والأحمر وتأمين الملاحة في قناة السويس القديمة والجديدة وتقديم الدعم لعمليات الجيش . * النتائج.. كثيرة وسوف تقلب موازين القوي اقليمياً وعالمياً.. وأهمها: 1- ان البحرية المصرية وهي اقدم بحرية في التاريخ حيث تعود الي عصر ماقبل الأسرات تحتل الآن المركز السابع عالمياً من حيث عدد السفن والأفراد "245 سفينة و20 ألف ضابط وجندي وفني" كما انها اقوي سلاح بحري في الشرق الأوسط وافريقيا.. والمؤكد ان انضمام ميسترال نقلة نوعية كبيرة تجعل البحرية المصرية تتقدم مركزاً أو اثنين في التصنيف العالمي الذي يعتمد علي عدد السفن وانواعها وتسليحها وعدد الأفراد العاملين عليها وكلها في صالح مصر التي ستكون ايضاً الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط وافريقيا التي تملك حاملتي طائرات. 2- ان حاملة الطائرات تعتبر قاعدة جوية بحرية أو بمعني ادق "مطار متنقل" مما يعطي لسلاح الجو مسافات اطول وتوقيت اقل مما اذا انطلقت طائراته من المطارات أو القواعد الأرضية.. وهذا بكل المقاييس دعم هائل للجيش في حربه ضد الارهاب بسيناء والصحراء الغربية بل وفي أي بقعة علي ارض مصر. 3- ان انضمام حاملتي الطائرات لبحريتنا يحمل في طياته رسالتين مهمتين: الأولي.. القوة الجبارة التي تجعلنا وبلا منازع اسياد البحرين المتوسط والأحمر ولا فخر وتجعل اعداءنا يفكرون الف مرة قبل مناطحتنا. والثانية.. دليل عملي علي العلاقات المتميزة المبنية علي القناعة والحب والاحترام المتبادل سواء مع فرنسا أو مع روسيا التي كان لها دور كبير ومهم وملموس في ارساء الصفقة علينا.. الرسالتان تخرسان ألسن الأنطاع المتطاولين علي قواتنا المسلحة ويتشدقون بلبانة "الانقلاب" و "يسقط حكم العسكر". من حقي ان اقولها و"اللي يطق.. يطق": تسلم الأيادي.. تسلم ياجيش بلادي.. ياخير اجناد الأرض. وتحيا مصر