تواصل القوات المسلحة المصرية تطوير وتحديث منظومة تسلح الجيش، وإضافة أقوى نظم التسلح إليه حيث تسعى مع السعودية حاليا للحصول على حاملة المروحيات الفرنسية «ميسترال»، ذات الإمكانات الجبارة، التى تبلغ حمولتها 22 ألف طن، طولها 199 مترا، وعرضها 32 مترا، فيما تصل سرعتها القصوى إلى 35 كم/ الساعة، وتسير بسرعة 28 كم/ الساعة، ويضم طاقمها 180 شخصا، بينما يبلغ سعرها 2,1 مليار يورو. الحاملة تضم «منظومة صاروخية للدفاع الجوى simbad ورشاش عيار 7,12 ملم»، وبالتالى فهى قادرة للدفاع عن نفسها من خلال منظومة دفاع جوى وأرضى ومائى، وهو ما يحميها وما عليها من طائرات وجنود، ضد أى هجوم، قد تتعرض له. وسطح السفينة مساحته 5200 متر مربع، يتضمن 6 أماكن يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات، بما فيها الأباتشى والهليكوبتر، وتلك المروحيات تستخدم فى القتال فى المناطق الجبلية الوعرة، التى لاتصل إليها القوات البرية بسهولة. ومصر ستستخدمها فى حربها على الإرهاب فى سيناء، كما استخدمتها السعودية فى قصف معاقل الحوثيين فى اليمن، وامتلاك مصر والسعودية تحديدا لهذه النوعية من السلاح، يحمل رسالة ردع استراتيجية لكل من يحاول استهداف هاتين الدولتين، ويؤكد أن مصر لديها هدف استراتيجى عالمى تهتم بحمايته وتأمينه وردع كل من يفكر فى الاقتراب منه، هو قناة السويس التى تؤمن بالقوات الجوية والمروحيات. كما أن الحاملة تمتلك 3 رادارات: «رادار ملاحى، ورادار جو - أرض، ورادار الهبوط على سطح السفينة»، وبالتالى فهى الأنسب لخوض الحروب عن بعد، أو المعارك الإلكترونية التى تحدث الآن، فى كل أنحاء العالم، حيث اعتمدت السعودية فى حربها مع الحوثيين على القصف الجوى، بدون اشتباك أو اقتتال مباشر، إلا من خلال الأهالى واللجان الشعبية التى دعمهم الجيش السعودى. والميسترال تتسع لأربع سفن خفيفة لنقل عربات جنود مدرعة ومركبات أخرى، ومن ثم تستطيع حمل قوات الانتشار السريع أو القوات خفيفة الحركة، التى هى قوام أى تحالف عربى قادم التى من المتوقع أن تتشكل منها القوة العربية المشتركة المزمع الإعلان عنها قريبا؛ كما أنها مزودة بمستشفى متطور يضم 69 سريرا وغرف عمليات؛ بهدف الإسعاف السريع حال تعرض من عليها أو من هم بالقرب منها لأى مخاطر، حيث تتسع السفينة ل450 شخصًا لمدة 6 أشهر، و700 شخص لمدة قصيرة، وبالتالى فهى مناسبة للعمليات العسكرية الشبيهة بعاصفة الحزم وغيرها. وكشفت جريدة لوموند الفرنسية نقلا عن مصدر رسمى فرنسى أن مصر والسعودية تسعيان لشراء حاملة الطائرات الفرنسية ميسترال، وأكد المصدر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يسعى لبناء أسطول فى مصر ليكون نواة لقوة إقليمية بحرية فى البحرين الأحمر والمتوسط. وأضافت الجريدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تباحث مع نظيره الفرنسى فرنسوا هولاند أثناء مشاركة الأخير فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة حول عقد شراء السفينتين فى خطوة جديدة تؤكد الشراكة الاستراتيجية والعسكرية التى تجمع بين مصر وفرنسا. تندرج حاملة الطائرات ميسترال فى فئة السفن الهجومية البرمائية فى البحرية الفرنسية. وتتمتع بالقدرة على نقل وتنزيل 16 طائرة هليكوبتر، أربع سفن، نحو 70 مركبة عسكرية بما فى ذلك 13 دبابة لوكلير أو 40 دبابة من طراز لوكليرك. وارتبط اسم الميسترال بصفقة بيع سفينتين من هذه الفئة إلى روسيا، وهى الصفقة التى أعلن عنها الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى فى 24 ديسمبر 2010 ووقعها نائب رئيس الوزراء الروسى إيجور سيتشين ووزير الدفاع الفرنسى آلان جوبيه فى حضور ساركوزى يوم 25 يناير .2011 وفى 3 سبتمبر 2014 أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند تعليق الصفقة فى أعقاب الأزمة الأوكرانية، وفى بداية هذا الشهر أغسطس 2015 أعلن هولاند والرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن فرنسا سوف تعيد إلى روسيا المدفوعات الجزئية التى تم دفعها ولم ترسل السفينتين إلى روسيا. الميسترال، هى أكبر سفينة فى الأسطول البحرى الفرنسى بعد حاملة الطائرات التى تعمل بالطاقة النووية شارل ديجول. هناك ثلاثة أنواع من حاملة الطائرات ميسترال، أول تلك الأنواع ميسترال «إل 9013» والتى انطلقت فى 1997 وتونير وبدأت عملها فى عام 2006 ويحمل أحدث أجيال الميسترال اسم ديكسمويد وبدأت العمل فى .2012 تعد تلك الحاملة من السفن الحربية القادرة على الخدمة كجزء من قوة الردع التابعة للناتو أو مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبى، وشاركت فى العديد من التدريبات والعمليات العسكرية، على سبيل المثال فى عام 2006 ومع اشتعال المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله فى جنوبلبنان، قامت فرنسا بالاستعانة بالحاملة ميسترال كجزء من العملية العسكرية الفرنسية باليستى. كانت سفينة الميسترال جزءا من أربع سفن بحرية فرنسية اتجهت إلى المياه اللبنانية من أجل حماية أو إجلاء المواطنين الفرنسيين أو مواطنى الاتحاد الأوروبى فى لبنان وإسرائيل. وحملت الميسترال 650 جنديا و85 مركبة عسكرية وأربع طائرات هليكوبتر وشاركت فى إجلاء 1375 لاجئا من أصل أكثر من 11 ألف لاجئ قامت القوات الفرنسية بإجلائهم. شاركت الميسترال فى العملية ليكرون، حيث قدمت القوات الفرنسية الدعم العسكرى لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى ساحل العاج فى أعقاب اشتعال الحرب الأهلية هناك. فى عام 2008 شاركت الميسترال فى حملة إغاثة فرنسية فى خليج غينيا، وخلال هذه المشاركة غير العسكرية تلقت حاملة الطائرات الفرنسية معلومات استخباراتية من مركز عمليات تحليل المعلومات البحرية الأوروبية بشأن عمليات تهريب، وقامت الحاملة ميسترال بالتصدى لعمليات تهريب كوكاكين داخل إحدى سفن صيد الأسماك فى مونروفيا ليبريا. فى مايو من نفس العام تعرضت بورما لإعصار نرجس الذى يعد بمثابة أسوأ كارثة طبيعية تعرضت لها المنطقة. كانت الميسترال تبحر فى منطقة شرق آسيا واتجهت على الفور من أجل تقديم المساعدات الإنسانية إلى بورما. كما شاركت الميسترال فى عمليات التحالف الدولى لإسقاط نظام القذافى فى عام 2011 وقامت بإنزال طائرات الهليكوبتر الهجومية على الساحل الليبى. واعتبارا من 5 أغسطس الحالى توجد سبع وثلاثون حاملة تعمل فى العالم وتجوب البحار وتتبع هذه الحاملات القوات البحرية لعشرين دولة، وتملك الولاياتالمتحدة أكبر حاملات طائرات فى العالم ويطلق عليها حاملات الطائرات السوبر، ولدى الولاياتالمتحدة عشر من الحاملات السوبر القادرة على حمل نحو تسعين طائرة. وتحمل اسم «نيميتز كلاس» وهى مصممة بشكل يجعلها قادرة على العمل لمدة نصف قرن. وتضم هذه الحاملة اثنين من المفاعلات النووية التى توفر لها سرعة كبيرة، إلى جانب تزويدها بصواريخ البحر سبارو. قال مصدر دبلوماسى فرنسى للصحيفة الفرنسية إن حوالى عشر دول، منها مصر، مهتمة بشراء حاملتى طائرات هليكوبتر فرنسيتين من طراز ميسترال بعد فسخ عقد بيعهما لروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. كما أن هناك دولا أخرى مهتمة بالشراء، منها السعودية والبرازيل وسنغافورة وكندا التى يمكن أن تكون المرشحة الأفضل لشرائها لأنها مصممة للمياه الباردة». وذكر المصدر أن «مصر تتفاوض على صفقة محتملة لشراء سفينتين حربيتين من طراز جويند»، وفى العام الماضى اشترت مصر أربع سفن صغيرة من هذا الطراز، وتبنيها شركة «دى.سى.إن.إس» التى تملك الحكومة الفرنسية 64٪ منها، فى حين تملك مجموعة تاليس الدفاعية الفرنسية 35٪. كما أوضح المصدر أن «مصر قد تكون مهتمة مستقبلا بشراء فرقاطة ثانية من طراز فريم، وهى من إنتاج «دى.سى.إن.إس»، وحصلت مصر على أول فرقاطة فريم فى إطار صفقة قيمتها 2,5 مليار يورو لشراء 24 مقاتلة رافال فى وقت سابق هذا العام. وشاركت الفرقاطة فريم، وأول ثلاث طائرات من صفقة الرافال تسلمتها مصر، فى افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، الذى حضره الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند.∎