مستوي الوزراء الجدد في الكفاءة والإدارة مستوي متواضع للغاية لا يرقي للنهوض بقطاعات الدولة ومؤسساتها التي تحتاج إلي الكثير حتي تؤدي دورها تجاه المواطنين. في أول اجتماع مع وزير الصحة د. أحمد عماد أصابتني الصدمة وخيبة الأمل.. الوزير لا يعلم شيئاً عن قطاعات الوزارة وليس لديه رؤية حقيقية ليطبقها في تلك القطاعات وعندما سألناه عن سبب استقالة د. حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي للوزارة كان رده عنيفاً ويدل علي أنه لا يقبل الحوار وقال إن هذا الموضوع داخلي لا يحق للصحفيين السؤال عنه وكأن الصحفيين من دولة أخري. المشكلة الثانية أن الوزير لم يضع يده حتي الآن علي أي ملف من الملفات التي تهم المواطنين والمرضي وكل ما فعله أنه زار مستشفي حميات أسوان ومستشفي التأمين الصحي خلال إجازة العيد لكن لماذا اختار هذه المحافظة بالذات في عيد الأضحي المبارك لأنه حاول أن يتمتع بالمعالم الأثرية والطبيعية في أسوان والدليل علي ذلك التصريحات التي أدلي بها خلال زيارته لأسوان فهي تصريحات مكررة ولا يوجد فيها أي جديد فمثلاً مشروع قانون التأمين الصحي الشامل قد استهلك فيه الحديث حيث أن هذا القانون تم إعداده منذ عهد د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق ولم يتم تعديل أي بند فيه حتي الآن. الأغرب من ذلك أن الوزير الجديد أحمد عماد كل ما يعرفه عن هذا القانون أنه سوف يعالج 10 ملايين مواطن وهذا خطأ فادح. معذرة أيها الوزير فإنك حديث العهد بوزارة الصحة ومعلوماتك للأسف لا تقدم جديداً فإذا كان التأمين الصحي الحالي يعالج أكثر من 30 مليون مواطن وطالب فكيف تصرح سيادتك بأن القانون الجديد سوف يعالج 10 ملايين مواطن فهذا يعني أن الوزير يعلم القليل عن وزارة الصحة وكل معلوماته مبنية علي السماع فقط وهذا يجر الوزارة إلي منحدر خطير. يا سيادة الوزير هل تعلم أن الفلاحين وعمال الزراعة الذين سيتم ضمهم لقانون التأمين الصحي الجديد وصل عددهم إلي 10 ملايين فما بالك بباقي الفئات وطلاب وتلاميذ المدارس فكيف تتحدث عن مشروع لا تعلم عنه سوي معلومات مغلوط. أيها الوزير أنت حديث العهد بالوزارة ولم تعلم شيئاً عنها فكان من الواجب عليك أن تعقد اجتماعاً مع قيادات الوزارة وتتعرف علي مشاكل كل قطاع وتطلب من كل قطاع إعداد تقرير شامل عن المعوقات والإيجابيات وطرق حل مشاكل المعوقات حتي تستطيع إنجاز ما يمكن إنجازه خلال الفترة الوجيزة. نتساءل لماذا قرر الوزير الحالي زيارة أسوان بالذات؟ هل كانت لديه رؤية واضحة للخلل الموجود في مستشفيات أسوان أم أنه توجه للفسحة والنزهة في إجازة العيد. إذا كان الوزير لم يجتمع مع مديري مديريات الشئون الصحية بالمحافظات حتي الآن فكيف يتعرف علي السلبيات والإيجابيات في المحافظات وخاصة المستشفيات التابعة للوزارة التي تحولت إلي مبان فقط خاوية علي عروشها من التخصصات الطبية المختلفة ومن الأجهزة الطبية التي تقدم خدمات صحية للمريض المصري. يا سيادة الوزير مشاكل وزارة الصحة لا حصر لها وتحتاج إلي مرونة في التعامل معها ويتطلب منك الحنكة والخبرة في التصريحات فإذا كانت بدايتك في الوزارة بهذه الطريقة فعلي الدنيا السلام. الوزارة بها ملفات شائكة مثل العلاج علي نفقة الدولة وهذا يحتاج إلي فكر عال فهل تستطيع تطبيق هذا النظام علي جميع الأمراض أم يظل هذا العلاج قاصراً علي أمراض بعينها فإن هذا النظام مازال يعمل بقرار د. حاتم الجبلي بعلاج 5 أمراض فقط وكذلك ملف الدواء وهذا يحتاج إلي خبرة كبيرة في التعامل معه. مهلاً أيها الوزير أمامك الكثير وتعلم من أخطاء سابقيك حتي تتحقق أهدافك.