أزمة نفاد تذاكر القطارات أصبحت تقليدية متكررة في مواسم الأعياد بورة تثير غضب أبناء الاسكندرية والذين يرغبون في زيارة ذويهم. خاصة مدن وقري الصعيد. ورغم الوعود الحكومية بتوفير العدد الكافي من القطارات. في مواسم الاعياد لتخفيف عناء البحث عن وسيلة سفر أخري. الا ان هذه الوعود تندرج ضمن قائمة التصريحات الوردية التي تبدو "خيالية" ولا تمت للواقع بصلة. بينما علي أرض الواقع. تنفد التذاكر قبل العيد بقرابة "15" يوما. الأمر الذي يثير علامات الاستفهام خاصة انها في الوقت التي تنفد فيه التذاكر. من منافذ البيع الرسمية. يتم طرحها باعداد كبيرة في "السوق السوداء". وتباع باضعاف ثمنها. ليحقق أباطرة البيع "غير المشروع". مكاسب خرافية علي حساب البسطاء الذين تجبرهم الظروف علي شراء التذاكر باسعار مبالغ فيها. اللافت للانتباه أنه يتم ترويج التذاكر في "السوق السوداء" بصورة علنية دون أي ملاحقة أمنية. وغالبا لا يستطيع أي مواطن في الاسكندرية الحصول علي تذاكر القطار. الا عن طريق واسطة من أحد المسئولين بالمحافظة. أو بالمحسوبية عن طريق مقربين من موظفي شباك التذاكر. الذين يقومون في الغالب بحجز عدداً من التذاكر. لمجاملة عدد من المقربين منهم. تتحول ساحة شبابيك التذاكر إلي حلبة للاشتباك بالايدي بين المسافرين وموظفي المحطة. لدرجة ان عدد من المسافرين قرروا الاعتصام امام شبابيك التذاكر ازاء اختفائها بهذه الصورة المستفزة علي حد وصفهم. قبل أن تقوم شرطة السكة الحديد بتفريقهم. لا تتوقف أزمة المسافرين في الاسكندرية علي نفاد التذاكر. من منافذ البيع الشرعية. بل ان سائقي "الميكروباص" استغلوا هذه الأزمة لرفع أجرة السفر. خلال الأيام التي تسبق العيد. دون رقابة من المرور. ونفس الحال ينطبق علي أتوبيسات "السوبر جيت" التي تنفد تذاكرها قبل العيد بعدة أيام. يري شريف الرماح أن هذه الأزمة يقف وراءها عدد من معدومي الضمير من موظفي السكة الحديد الذين يبيعون التذاكر لمافيا "السوق السوداء" مقابل حصولهم علي نسبة خاصة في مواسم الأعياد. وقال: "هذا النوع من الفساد يدفع ثمنه المواطنون البسطاء. ولا ندري لماذا تلتزم الجهات الرقابية الصمت ازاء هذا الفساد المعلن. رغم توجيهات الرئيس السيسي بمحاربة الخارجين عن القانون والفاسدين" وتساءل: اين وعود الحكومة بزيادة عدد القطارات في الأعياد؟ إذا كانت النتيجة واحدة نفاذ التذاكر. مهما كان عدد القطارات لتواطؤ بعض الموظفين مع "السوق السوداء". بينما يؤكد جابر توفيق علي انهم يعيشون أياماً سوداء علي حد وصفهم للحصول علي تذاكر. وقال: مللت من الوعود الحكومية التي لا تتحقق ونحن نضطر لشراء التذاكر من السوق السوداء. خاصة وان القطار الوسيلة الأكثر امانا في السفر إلي الصعيد. كما أن وسائل المواصلات الأخري تكاد تكون معدومة وأكثر خطورة مثل الميكروباصات التي تسير بسرعة جنونية. الأمر الذي يعرض حياتنا للخطر. بينما طالب عبدالمنعم عبدالعزيز من الجهات الأمنية علي مروجي التذاكر في السوق السوداء مؤكدا علي انها الطريقة الوحيدة لحل هذه الأزمة المتكررة بصورة كربونية في المواسم والأعياد ولابد أن ينزل وزير النقل بنفسه علي أرض الواقع ليري المهازل في محطات السكة الحديد.