في جولة علي مزارع التسمين أكد المربون أن هناك عدة أسباب لارتفاع الأسعار أهمها ذبح العجول الصغيرة وفتح باب الاستيراد من دول عدة دون وجود رقابة صحية عليها حتي ان سعر العجول الحية وصل 35 جنيهاً للكيلو بعد ان كان 23 جنيهاً يضاف لذلك سيطرة من ليس لهم علاقة بالمهنة علي إنتاج المصانع الكبري للعلف والتابعة للدولة وعلي رأسها مصنع العاشر ومسطرد والساحل حصولهم علي الملايين من الجنيهات وتحكمهم في الأسعار بالإضافة لعدم فاعلية الدواء المصري واللقاحات لأن غالبيتها مغشوشة فالرقابة علي الأدوية البيطرية في مصر غائبة تماماً. أضافوا أن الحمي القلاعية دمرت الثروة الحيوانية في مصر منذ عام 2012 وحتي الآن مع عدم تمكن البيطريين من تشخيصها خصوصاً مرض "ساتو" النوع السابع والذي تسبب في ارتفاع سعر العجل الصغير من 5 إلي آلاف جنيه بعد أن كان سعره 1000 جنيه فقط منذ 3 سنوات. شدد المربون علي ضرورة قوافل طبية وتيسير قروض بنك الائتمان التعجيزية وأن يكون هناك خطة وسياسة وأضحة للقطاع البيطري في مصر والقضاء علي التشوهات الحالية. يقول الحاج وجيه إبراهيم صاحب مزرعة لتسمين الماشية يعاني المربون من مشاكل كثيرة جعلت البعض ينصرف عن تسمين العجول لانها أصبحت مغامرة ومكلفة للغاية منوها إلي أن ارتفاع أسعار اللحوم بالشكل الجنوني الحالي سببه تراخي الدولة وتركها للصناعة يتحكم بها الكبار ومن ليس لهم أي دراية بتربية المواشي ولكن همهم الأول هو جمع الأموال والتربح. يضيف وجيه أن الدولة تمتلك عدة مطاحن لصنع مشتقات الأعلاف مثل مطحن مصنع العاشر من رمضان وهو أكبر مصنع للأعلاف الخاصة بالمواشي في مصر وهناك مصنع آخر خاص ب"الردة" في روض الفرج ومصانع أخري كثيرة أقامتها الدولة لتنمية ومساعدة مربي مواشي التسمين ولكن للأسف كل إنتاجها يذهب لمسئولين كبار بالبلد ليس لهم علاقة أصلاً بتربية الماشية ولكنهم يستولون علي كافة حصص المصانع من خلال "أذونات" الصرف وبعد استيلائهم علي الحصص المنتجة يقوموا ببيعها لكبار التجار بالسوق السوداء ثم نشتريها نحن منهم لمزارعنا بأسعار مضاعفة. نوه وجيه إلي وجود تلاعب شديد من تلك ا لمصانع لأن هؤلاء الكبار لا يبذلون أي مجهود فالأذون باسمائهم فقط ويتم بيع الحصة ويحصدون ملايين الجنيهات ونحن حربي الماشية نشتريها بأكثر من 2200 جنيه للطن الواحد في حين أن السعر بالمصنع لا يتجاوز 1200 جنيه والفرق يذهب لتجار السوق السوداء ومن يسهلون صرف الحصص "للكبار". طالب وجيه الأجهزة الرقابية بمتابعة هذه المصانع.. فكيف لا نستطيع نحن أصحاب المهنة صرف حصص ويتم بيعها في السوق السوداء مؤكداً أن الأعلاف هي الركيزة الأساسية في تسمين المواشي وعدم توفرها أو شرائها من السوق السوداء لعدم تمكننا من صرفها من المصانع الحكومية يضاعف أسعارها وبالتالي نضطر لرفع أسعار الماشية.. فماذا نفعل؟ هل نتحمل نحن تلاعب هذه المصانع وندفع من جيوينا؟.. حاسبوهم أولاً!! فكيف لمصنع العاشر وهو الأكبر في مصر أن يستولي علي "ثلث" إنتاجه شخص واحد فقط وعلي الأجهزة الرقابية أن تتحقق بنفسها. أكد وجيه أنه بالإضافة لارتفاع أسعار الأعلاف هناك الأمراض الفتاكة والتي يأتي علي رأسها مرض الحمي القلاعية والتي تسبب عدم الوصول لعلاج لها في نفوق الكثير من الماشية وأدني لخراب بيوت المربين.. مؤكداً أن 25% من إنتاج مصر من الماشية قضت عليه الحمي القلاعية بسبب سوء تشخيص الأطباء البيطريين وعدم فاعلية الدواء المصري مشيراً إلي أكبر قرية لإنتاج المواشي في مصر "سوارس" بمحافظة القليوبية لا يوجد وحدة بيطرية والمشاكل تحاصر المربين يمد لنا يد المساعدة..والآن فقط عندما ارتفعت أسعار اللحوم قامت الدنيا علينا وفرو لنا. يقول جمال طه عبدالواحد صاحب مزرعة تسمين مواشي إنه لابد من منع دخول الماشية المستوردة حاملة الأمراض وتشديد الرقابة لأن ما نعانيه الآن توقف لمعظم المربين ناتج عن الأمراض الفتاكة التي تصيب الماشية وتؤدي لنفوقها مباشرة خلال دقائق معدودة ولا نتمكن من علاجها خصوصاًَ النوع السابع من الحمي القلاعية المسمي "ساتو" والذي ظهر في مصر عام 2012 مستمر حتي الآن تسبب في خسائر فادحة دون تدخل من الدولة..والغريب أن الدولة ذاتها المتمثلة في الحجر البيطري بالمنافذ مسئولة عن وصول المرض لمصر علماً بأنه لا يوجد له مصل حتي الآن والمستورد منه يصل سعره إلي 1500 جنيه والجرعة لا تكفي سوي 50 رأس ماشية فقط ولمرة واحدة والمصري البديل ليس له أي فعالية وهو ما ساهم بشكل كبير في ندرة العجول البتلو بالإضافة لذبحها وهي مازالت في شهرها الأول حتي وصل سعر العجل البتلو إلي 3 آلاف جنيه. يقول أحمل حسن مربي عجول تسمين إن اختفاء العجول البتلو وذبحها وهي صغيرة أضر كثيراً بالأسواق وندر وجودها فالكل يتسابق للحصول عليها ولكن للآسف الشديد ليس لتسمينها بل لذبحها وهي مازالت صغيرة وعليها إقبال شديد من الأغنياء والفنادق السياحية رغم ارتفاع أسعارها. أشار حسن إلي أسباب ارتفاع أسعار اللحوم والتي ترجع لزيادة الطلب علي العرض في مواشي التسمين مما أدي لارتفاع أسعارها.. فمنذ 3 سنوات كان كيلو اللحم في المواشي الحية "قائم" 23 جنيهاً وبعد الذبح يباع عند الجزار ب50 جنيها فقط أما الآن فسعر القائم 35 جنيهاً ويباع عند الجزارين ما بين 70 و75 جنيها وقد يزيد السعر باختلاف المناطق أو المدن وقد يصل إلي 850 جنيه في بعض الأحياء الراقية. يضيف حسن أنه بالإضافة للقضاء علي البتلو الصغير هناك أيضاًَ ارتفاع أسعار الأعلاف بطريقة غير مبررة فطن علف الخلطة وصل سعره إلي 3500 جنيه وهو أجود الأعلاف والتي تسرع من نمو العجل ومكوناته عبارة علي ذرة«فول صويا« ردة في حين وصل سعر طن العلف العادي إلي 2300 جنيه فهناك زيادة 100% في الأسعار خلال 3 سنوات الأخيرة..!!