وكأنه مكتوب علي أهالي قرية أبومناع - أكبر قري مركز دشنا التي تضم أكثر من 150 ألف مواطن في 20 قرية ونجعا - أن تظل قريتهم محرومة من الخدمات الأساسية وأن تنطفئ فرحتهم بأي انجاز سريعاً فالمستشفي التكاملي الذي فرح الأهالي بإنشائه عام 1997 لم يقدم خدماته سوي سنوات قليلة ثم دخل في غيبوبة التطوير منذ عام 2002 ليتوقف العمل به نهائياً أما الصرف الصحي فلم يفرح الأهالي بببدء العمل في المشروع إلا 4 شهور عام 2007 تم خلالها حفر الشوارع ليصبح بعدها في دائرة النسيان. أهالي القرية حزنهم مضاعف بسبب توقف مشروعات حيوية في قريتهم وفي نفس الوقت إهدار عشرات الملايين دون جدوي. يقول عبدالرحيم أبوبكر موظف بالزراعة أذكر هذا اليوم من عام 1997 الذي كان بمثابة عيد لأهالي القرية عندما حضر عدد كبير من المسئولين وتم افتتاح المستشفي التكاملي بالقرية وفرحنا كثيراً عندما وجدنا صرحاً طبياً تم إنشاؤه بشكل جمالي علي مساحة 5 أفدنة وبه أجهزة طبية وحجرة عمليات و30 سريراً للمرضي وانقذنا من الانتقال لمستشفي دشنا المركزي ولكنها فرحة لم تدم طويلاً ففي عام 2002 ظهرت العيوب في الإنشاءات وتوقف العمل بها وقررت الحكومة إحلالها وتجديدها وهو ما تم البدء فيه فعلياً وتم هدم السور وإزالة الأرضيات وتقشير الحوائط والبدء في أعمال ترميم شاملة إلا أنه بعد 6 شهور توقف المقاول عن العمل وتحول المستشفي إلي مأوي للكلاب والحيوانات بعد انتشار نبات العاقول وقاموا بنقل جميع الأجهزة الطبية إلي مستشفي دشنا المركزي وتم تحويلها للعمل كوحدة لصحة الأسرة وتخصيص 3 حجرات فقط للعمل الأولي للطبيب والثانية للإداريين والثالثة للصيدلية. أحمد محمود "عامل" إهمال المساحة الكبيرة للمستشفي والمباني التي تم إنشاؤها التي تحتاج فقط للترميم يعد إهداراً للمال العام إذا تم استخدامها كوحدة صحة الأسرة حيث إن استكمال ترميم المستشفي وإعادة تشغيله سيعود بالنفع علي الأهالي ويمكن إجراء العمليات الجراحية الصغيرة بما يساهم في تخفيف الضغط علي مستشفي دشنا المركزي. قال محسوب ورداني "موظف بالتعليم" إن جميع نجوع القرية تعاني من ضعف المياه التي تنقطع فترات طويلة طوال النهار خاصة خلال فصل الصيف إلا أن مشكلة نجع الميات ونجع عبدالقادر أكثر صعوبة حيث يعتمد أهالي النجعين علي مياه الآبار التي تسببت في انتشار أمراض الفشل الكلوي بين الأهالي. أشار إلي أن هناك مشاكل مزمنة في الكهرباء فرغم القضاء علي مشكلة تخفيف الأحمال إلا أن القرية مازالت تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بسبب عدم قدرة المحولات القديمة علي تحمل التوسعات السكانية الجديدة والأجهزة الكهربائية التي تضاعفت أعدادها بالإضافة إلي عدم إحلال وتجديد الأسلاك الكهربائية منذ سنوات طويلة مما يؤدي إلي حدوث قطع بها وسقوطها في الشوارع كما أن جميع شوارع القرية مظلمة ولم تقم الوحدة المحلية للقرية بتركيب الكشافات التي وعدونا بها منذ 4 سنوات. أكد علي خميس "سائق" أن مشروع الصرف الصحي بالقرية تم البدء في إنشائه منذ عام 2007 مع المحطة الرئيسية الخاصة بمدينة دشنا واستبشرنا خيراً وقدمنا كل التسهيلات للشركة المنفذة إلا أن المشروع توقف بعد حفر الشوارع وتركيب المواسير في الأرض وبعد مرور كل هذه السنوات تم ردمها من قبل الأهالي وضاعت الملايين التي تم انفاقها علي المشروع. طالب أحمد فكري "موظف بالتعليم" هيئة الابنية التعليمية بسرعة إدراج مدرسة بنجع الجميز للتعليم الأساسي ضمن خطتها القادمة نظراً لكثافة عدد الطلاب في المدرسة القديمة خاصة أن الأهالي تبرعوا بقطعة أرض لإنشاء المدرسة منذ 4 سنوات وحتي الآن لم يتم اتخاذ أي إجراءات لإنشاء المدرسة كما طالب بإعادة رصف الطريق الرئيسي بمدخل القرية للتيسير علي الأهالي في التنقل بعد أن تحول إلي حفر ومطبات.