الشيطان داخل الإنسان.. ومعارك طرده مستمرة.. المعارك تخوضها السينما الأمريكية منذ سنوات في تيار من الأفلام يندرج ضمن أفلام الرعب.. "طرد الأرواح الشريرة" فيلم ظهر عام 1973 للمخرج الأمريكي ويليام فردكين وحقق نجاحاً كبيراً جداً وتم استنساخه في سلسلة من الأفلام التي يمتزج فيها الدين بالسيكولوجي والجريمة بالشياطين. أفلام طرد الأرواح الشريرة "The Exorcist" لا تشكل موضوعا جذابا لرواد السينما فقط وانما أيضاً للناس العاديين وفكرة المس الشيطاني للبشر عقيدة يؤمن بها الناس ويعززها الدين. وفي الريف مثلها في المدينة نسمع تعبيراً يصف فلانة أو فلان بأنها "ملبوسة" أو "ممسوسة" في إشارة إلي وجود شيطان بداخلها ليسيطر علي سلوكها وأفكارها وكثيراً ما نسمع عن أسماء المشايخ يعرفون طرائفهم ويفتشون عنهم أملا في التحرر من المس الشيطاني والأذي و"العكوسات" التي يولدها داخل الإنسان "الملبوس". قرأت مؤخراً أن كثيراً من جرائم القتل التي تحقق فيها المباحث الفيدرالية ترتكب بدوافع شيطانية تتطلب عملية "اكسورست" أي طرد للأرواح الشريرة وفقاً لطقوس دينية متخصصة وفيلم "رايت" Rite الذي يتمحور حول هذا الموضوع يقوم علي أحداث حقيقية حسب ما يدعون وبطلها رجل دين شاب خاض هذه المعركة مع الشيطان الساكن في صدور البعض.. هذا الراهب يكتشف أن الشيطان في هذا العمل المثير استطاع أن يصل إلي أكثر الأماكن قداسة فوق الأرض إلي قلب الفاتيكان لم يكن هذا القديس يؤمن في البداية بهذه الأمور متسلحا بإيمانه بالعلم ومتشككا فيما ينسج من حكايات وكان في بعثة لدراسة "الاكسسوريست" Exorcist داخل الفاتيكان بالرغم من ارتيابه ونزعته الشكية في الأمر برمته وقد حاول أن يتحدي من يكبرونه داخل المكان المقدس ويلجأ إلي علم السيكولوجي بدلاً من الشعائر الدينية في علاج الممسوسين أي من بهم مس من الشيطان ولكنه اكتشف ظواهر عجز بعلمه أن يجد لها تفسيراً واكتشف أثناء الممارسة أن ثمة شياطين من العنف والقوة لم تفلح معها آلاف الممارسات الطاردة للأرواح الشريرة وبدأ يتشكك مرة أخري في قدرة الأشياء التي كان يؤمن بها. بطل الفيلم الممثل الفذ انطوني هوبكنز الذي لعب الدور الرئيسي في "صمت الحملان" والمشهور جداً بعد أدائه لشخصية الدكتور "هاينال" آكل لحوم البشر. كثير من الأفلام التي تنتمي لهذه النوعية يدعي صُناعها أنها مأخوذة عن أحداث حقيقية مثل "طرد شياطين إميلي روز" و"طرد الأرواح الشريرة" الجزء الثالث الذي يتناول حنكة بوليسية بطلها ضابط مباحث يكتشف سلسلة من الجرائم تشترك في أعراض واحدة لجرائم كان يقوم بها سفاح لقي حتفه. الأمر الذي دفع به إلي اجراء تحقيقات مع عدد من المرضي داخل مستشفي الأمراض النفسية ويقدم فيلم "آخر اكسسورست" "2010" شخصية قسيس من الإنجيليين يوافق علي تصوير آخر عملية يقوم بها لطرد الشيطان من داخل إنسان بواسطة طاقم متخصص في تصوير الأفلام التسجيلية ثم تداعيات ذلك علي رجل الدين وفي فيلم "إما إيفانز المسكونة بالشيطان" توافق أسرة الفتاة علي تسجيل عملية الطرد بالكاميرا سراً. وفي عام 2012 ظهر فيلم بعنوان "الشيطان في الداخل" تدور أحداثه في إيطاليا ويصور محنة امرأة تتورط دون تصريح في ممارسة العديد من عمليات طرد الأرواح الشريرة بهدف اكتشاف ماذا يحدث لأمها التي قامت باغتيال ثلاثة أشخاص أثناء قيامها بطرد الشياطين. المعجبون بهذه النوعية من الأفلام التي تعتمد علي قوي غيبية شريرة. وتحتاج طقوساً دينية معينة يصل عددهم إلي مئات الملايين والمؤمنون بحكاياتها يشجعون صناعها إلي ابتكار المزيد من الأفلام. والمفارقة انني لست من المعجبين بهذه النوعية المرعبة.