ربما يكون التصعيد الملحوظ في الصراع السوري بما في ذلك احتدام القتال قرب دمشق هذا الشهر مؤشراً علي أن الأطراف المتحاربة تحاول تعزيز مواقفها التفاوضية في حالة إذا قادت مساع دبلوماسية إلي اجراء مفاوضات. وتواجه المحادثات رفيعة المستوي والتي تشمل دولا متنافسة لها صلة بالحرب عقبات هائلة أبرزها الخلاف المستعصي علي الحل بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد في بلد دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام. لكن حتي في ظل المشهد القاتم يعتقد البعض أن التصعيد مؤشر علي امكانية بدء مرحلة جديدة يتم التفاوض فيها بين الولاياتالمتحدة وتركيا والسعودية وإيران وروسيا وهي دول تتمتع بنفوذ علي أطراف الحرب في سوريا. وقال دبلوماسي غربي يتابع الصراع: "الوضع لايزال هشاً. لكن هذا أكثر تحرك متضافر حتي الآن لإيجاد حل سياسي. الكل يحتاج لحل سياسي. الكل منهك. هناك تصعيد في النشاط العسكري لإجاد حل سياسي". وتصاعدت وتيرة الحرب للمرة الأولي في مارس فيما حققت جماعات مسلحة تدعمها دول مثل السعودية وتركيا مكاسب كبيرة ضد قوات الحكومة المستنزفة التي حصلت علي دعم حيوي من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية. وبعد هدوء تصاعدت وتيرة الحرب إلي مستوي أعلي منذ بداية أغسطس تزامناً مع بدء نشاط دبلوماسي جاء في أعقاب إبرام الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوي العالمية الست ومن بينها الولاياتالمتحدة. وبدأت جماعات مسلحة تسعي لزيادة الضغط علي الأسد هجمات جديدة في مناطق ينظر لها باعتبارها ضرورية لاستمراره في السلطة بما في ذلك مركز الحكم في دمشق والمعاقل الساحلية للطائفة العلوية التي ينتمي لها. وخلال هذا الشهر شن المقاتلون هجومين قرب دمشق في حرستا إلي الشمال الشرقي من العاصمة ودرايا إلي الجنوب الغربي. وأطلق المقاتلون أيضاً صواريخ علي مدينة اللاذقية الساحلية التي تجنبت ويلات شهدتها مدن أخري خلال الحرب. كما زاد المقاتلون جهودهم لطرد ما تبقي من قوات الحكومة من درعا في الجنوب.