اختص وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صحيفتين إحداهما مصرية "الشروق" وأخري لبنانية "السفير" بمقال عنوانه "الجار ثم الدار".. توصية أخلاقية أم ضرورة استراتيجية! المقال كما هو واضح من عنوانه يؤكد علي إن للجار حقوقاً ينص عليها ديننا الإسلامي الحنيف. الذي ندين به كما تدين به إيران أيضاً. وحتي الأعراف الأخري تؤكد علي أهمية رعاية الجار لجاره! ولكن نحن كعرب لنا خلاف مع الجارة إيران حول هذه النقطة بالذات.. نحن نتهم إيران بأنها تحاول تصدير "القلاقل" لجيرانها. وربما كان هذا صحيحاً إلي حد بعيد! لو أن إيران ليست من دول الشرق الأوسط لكان لنا رأياً آخر! لو أن إيران ليست جارة لنا كعرب لكان لنا رأي مغاير! إلا أن إيران جارتنا منذ الأزل وحتي تطلع الشمس من المغرب! ومن حقنا علي إيران أن نطالبها بحقوق الجيرة كما أن من حقها علينا أن تطالبنا بذلك! تري أي جار لنا ذلك الذي نسميه إيران؟ هل هو الجار الذي حذرنا منه الرسول الكريم محمد - صلي الله عليه وسلم - وهو الجار الذي لا تؤمن بوائقه حين قال: والله لا يؤمن.. والله لا يؤمن.. والله لا يؤمن.. قيل يارسول الله: لقد خاب وخسر.. من هذا؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه! قالوا وما بوائقه قال: شره! وروي عنه - صلي الله عليه وسلم - أنه قال: من آذي جاره فقد آذاني.. ومن آذاني فقد آذي الله! والسؤال للرفيق الظريف ظريف: هل تلتزم إيران وحوزتها وملاليها بالأحاديث التي توصي بالجار؟! وإذا كانوا يلتزمون فلماذا تكتوي البحرين أقرب الجيران إليها بنار التفجيرات الإرهابية التي أثبتت التحقيقات الشرطية أنها قادمة من لدن الجار القريب إيران! آخر تلك الجرائم ما حدث من تفجير بجزيرة سترة البحرينية والذي تسبب في مقتل عدد من رجال الشرطة وقد اعترف أحد الذين تم ضبطهم أنه تلقي تدريبه في معسكر إيران! الجزر العربيةالثلاث: طنب الكبري.. والصغري وأبوموسي احتلها شاه إيران المارق عام ..1971 ولقد هلل الجيران للثورة الإسلامية الإيرانية ولعودةالخميني مظفرا عام ..1979 فهل أعادت إيران الإسلامية الجزر لأصحابها العرب؟! في هذه المساحة طالبنا أكثر من مرة بالتأكيد علي ان إيران دولة جارة للعرب وليست عدوة ولن تكون طالما هي بادلتنا نفس الشعور.. وعليه فإن إيران تستطيع أن تبادر بتحويل ما جاء في مقال ظريف.. إلي واقع ملموس بأن الجار ثم الدار! لا بل نحن راضون بأن الدار أولاً.. ثم الجار.. فها هي إيران وقد نجحت في اتفاق 5 « 1 أي ضمنت الدار فهل تتجه لإرضاء الجار وتعلن وقفها للعبث وإثارة الفتنة والقلاقل لجاراتها العربيات في البحرين وغير البحرين وتعلن عن مبادرة كريمة ليس هنا مجال تفاصيلها لعودة الجزر الثلاث لأصحابها.. عندها سوف نتأكد أن الجار ثم الدار أصبح ضرورة استراتيجية كما أنه توصية أخلاقية!