هل أصبحت وزارة الثقافة ملطشة لكل من هب ودب؟ هذا السؤال يطرح نفسه الآن بقوة. فكلما دار كلام عن تغيير محتمل في الوزارة اندفع المشتاقون للترويج لأنفسهم وذكر مؤهلاتهم العظيمة لعل وعسي يلتفت أحد إليهم. مبدئياً لسنا ضد الأحلام. ولسنا ضد طموح أي شخص أو "شخصية" يري في نفسه. أو تري في نفسها. القدرة علي إدارة وزارة ثقافة مصر. لكننا نعلم جيداً أن طالب الولاية لا يولي. والمفروض أن يترك كل واحد انجازاته تتحدث عن نفسها فإذا كان مؤهلاً للمنصب الرفيع اختاروه. وإذا لم يكن مؤهلاً فلا بأس خيرها في غيرها. وإن كنت أظن أن المؤهلات الجيدة والانجازات المهمة ليست شرطاً لاختيار الوزارة الآن. من حق كل إنسان أن يحلم. لكن الأحلام عندما تكون "أوفر حبتين" يصبح الأمر مستفزاً ومثيراً للسخرية. ولعل أبرز المشتاقين لتولي الوزارة سيدة تدعي د.راندا رزق التي يظهر اسمها دائماً عند كل تغيير وزاري محتمل. حتي ان هناك صفحة علي فيس بوك تم تدشينها منذ عامين اسمها "معاً للدكتورة راندا رزق وزيراً للثقافة" وأنت إذا علمت عدد المعجبين بهذه الصفحة السيريالية ستضرب كفاً بكف وتقول "يخلق مالا تعلمون" إذ يبلغ عدد المعجبين 61 مواطناً. وربما يكون عدد أفراد أسرة الدكتورة ومعارفها وأصدقائها وجيرانها عشرة أضعاف هذا العدد. الصفحة مليئة بصور د.راندا في ندوات أو حفلات تكريم وبعض فيديوهات لأحاديث في قنوات مجهولة. الأمر الذي يشير إلي أن الدكتورة ذات نفسها هي من أنشأ هذه الصفحة. إما للفت الأنظار. وإما لأسباب أخري سأذكرها لحضرتك بعد قليل. أما المؤهلات التي تري د.راندا أنها كفيلة بتوليها هذه الوزارة المهمة فهي أنها أستاذ مساعد الإعلام التربوي بجامعة القاهرة وحاصلة علي دكتوراة في سيسولوجية النوع الاجتماعي وماجستير في الانثروبولوجية وحاصلة علي دراسات حرة في الدعوة وكسب التأييد والتسويق الاجتماعي من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ودبلوم الترجمة التحريرية الجامعة الأمريكية. ومن ضمن أنشطتها البحثية في مجالات التخطيط الاستراتيجي والتسويق الاجتماعي والإعلام التربوي وصياغة المعايير القومية للحضانات ودور الرعاية الاجتماعية مثل "أهمية السيكو دراما في المشاركة المجتمعية" ومسرحة المناهج التعليمية لتحقيق مجتمع المعرفة والمواجهة المكثفة لتعلم اللغة بالإضافة إلي دراسة عن التحرش بعنوان "نحو بيئة عمل صحية وآمنة باستخدام تقنيات الإعلام التربوي مع البنك الدولي والمجلس القومي للمرأة. وقد أخرجت أوبريت أطفال الشوارع مع المجلس العربي للطفولة والتنمية لدعم قضية أطفال الشوارع وأوبريت أطفالنا حقوقنا لخدمة قضايا الطفولة في إطار الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. كما ساهمت في مجال إصلاح التعليم كمروج لعمليات بولونيا التابع لبرنامج تمبس الاتحاد الأوروبي. ولها دراسة هامة في التسويق الاجتماعي لسياسات القبول بالجامعات. واختارتها منظمة الصحة العالمية المنسق القطري في العديد من مبادرتها مثل "الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ والدعوة وكسب التأييد في مصر و"مبادرة 1000 حياة 1000 مدينة" وعلمت د.راندا كخبير مروج للأهداف الإنمائية وشاركت مع مكتب الأممالمتحدة في حملة "مكافحة الفقر". واختارتها منظمة الصحة العالمية المنسق القطري عن "مبادرة تنمية المجتمع المحلي" بالمناطق العشوائية "شق الثعبان الوحدة" و"فاكيهة" و"الطالبية" و"بركة الرمل". وأياً كانت مؤهلات السيدة وجهودها التي تصفها بالمتميزة. ومع كامل تقديرنا لها. فهل هذه المواصفات تعطيها الأفضلية لتولي وزارة تتعامل مع كبار الأدباء والفنانين والمفكرين وتهتم ببناء عقول المصريين "وزارة ثقافة مصر"؟ وهل بهذه الطريقة التي تتبعها يمكن فعلاً أن تكون جديرة بمثل هذا المنصب؟ وما علاقة الحضانات ومكافحة التبغ والتحرش. وتطوير العشوائيات بوزارة الثقافة؟ الكلام الدائر الآن يقول إن رئيس الوزراء إبراهيم محلب هو سبب قيام السيدة بهذه الحملة الهيستيرية. فقد طرح اسمها فعلاً ذات مرة لمعرفته بها. والسيدة صدقت نفسها وقالت طب وليه لأ؟ وعنها وكلما دار حديث عن تغيير أو تعديل وزاري محتمل تقيم الدنيا ولا تقعدها. والذي سمعته من مصادر موثوق بها أن طرح اسم راندا رزق ربما يكون مجرد جس نبض للمثقفين فإذا اعترضوا عليها ستكون مبررات الاعتراض أنها غريبة عن الوسط الثقافي وليس لها انجاز ثقافي مهم يتيح لها تولي حقيبة الوزارة. كما ان الطريقة التي جاءت بها ستكون غير مسبوقة وستثير سخرية واعتراض الجميع. ولكن لن يعترض أحد علي كونها امرأة. وهنا يمكن أن يأتوا بسيدة أخري تعمل في المجال الثقافي ولها حضورها وانجازها. ولن يستطيع أحد الاعتراض. وبحصر أسماء السيدات اللاتي يعملن في المجال الثقافي ويحظين بثقة المثقفين النسبية ربما لن نجد سوي رئيسة الأوبرا الحالية د.إيناس عبدالدايم التي يتردد اسمها كأبرز المرشحين لتولي وزارة الثقافة. هناك من يشيع أن تغييراً وزارياً سيحدث خلال أيام. وأن التغيير سيشمل وزارة الثقافة. وما الضجة الحادثة الآن إلا تمهيداً لهذا التغيير. لكن لا أحد يعلم مدي صحة ماي تم تداوله في جلسات المثقفين وأحاديثهم. وهل هناك تغيير وزاري وشيك فعلاً. أم أنها ضجة مفتعلة لشغل الناس وخلاص؟!!!!!!!!!