لا خلاف أن د.أحمد عكاشة العالم الطبيب النفسي الكبير مهموم بملف الصحة النفسية والتناغم المجتمعي وتحديداً بما حدث للشخصية المصرية من فقدان بوصلة التوازن مما اصابها بتدهور أخلاقي حاد ظهر بوضوح في اعقاب الثورات. منذ عين د.عكاشة ضمن المجلس الرئاسي الاستشاري عام 2014 ولديه رؤي ومقترحات لاصلاح العيوب ووضع خارطة طريق لتنمية الأخلاق فلن تبني مصر الجديدة بشعب سيطرت عليه ظواهر مجتمعية سيئة إلي أبعد الحدود. ليس لدي علم بتفاصيل مقترحة حول هذه القضية الخطيرة لكن المؤكد أن صاحب المؤلفات ال47 ومن ضمنهم 4 مراجع في الطب النفسي وعلم النفس الفسيولوجي بخلاف الابحاث العلمية العديدة لديه ما يستحق منا الاهتمام والانتباه خاصة في زمن الاعتلال الاخلاقي الذي اصاب المجتمع وضرب منظومة القيم والثوابت الاجتماعية في مقتل. أتوجه بالسؤال ل د.عكاشة كيف يستطيع مشرط الطبيب النفسي أن يعود بالأخلاق إلي مسارها الطبيعي في الوقت الذي لم يعد فيه الفن يهذب وجدان المواطن.. وتعليم افرز السطحية والجهل ومؤسسات دينية تركت الشباب تائهاً ينجرف نحو التطرف والإرهاب بلا وعي وإعلام يعاني الانفلات وغياب الضمير وثقافة لم تعد تعرف التنوير والارتقاء بالفكر؟! مؤسساتنا المختلفة غاب عنها الرشد ووضعت الجميع في مأزق ودوائر صراع واصبح الناس في حلبة مصارعة واشتباك علي طول الخط وغابت المنافسة الشريفة وانتشر التعصب الاعمي علي كافة الاصعدة كالسيل الجارف يعصف ويدمر ويحتاج ما يواجهه بلا رحمة!! تراجعت الأخلاق بشدة وغاب العقل والضمير والوعي واصبحنا نعيش محنة حقيقية فقد تربت أجيال علي الخداع والكذب والنفاق لانها عاشت عصر الانهيار والتخلف وظفت ما تريده من الاديان وفق أهوائها واصبح الدين مجرد شكل ومظهر خارجي أما القلب فلم يسكنه الإيمان وروح الدين. التوحش والغيرة وشهوة التدمير والتحريض ومفردات قاسية سكنت النفوس واصابتها بالخواء وعمي البصيرة فأصبحت الناس في حالة خصومة وقتال يحركها العداء في زمن سطوة البطش وقوة السلاح وغياب القانون الرادع. أزمة الشخصية المصرية انها لم تعد في حالة سلام نفسي فقد صارت مدمنة في تعكير صفو الحياة وصبغها بالسواد والدم. مخطيء من يقول إن الثورة هي السبب.. الثورة فقط اسقطت الاقنعة واظهرت قبح وسواد النفوس المصابة بهوس الأذي والخيانة والخداع وانتهاز الفرص. كيف لك يا د.عكاشة أن تعيدنا لحالة الرضا النفسي وكيف تستطيع اصلاح الثقوب التي اتسعت في الضمائر وباتت تقودها نحو الدمار والهلاك؟