الروائي ابن السويس علي المنجي.. يلازم فراش المرض منذ ستة أشهر. ويعبر عن أمله في أن يتجاوز اتحاد الكتاب روتينية التعامل ويتصل به كواحد من أقدم أعضائه. وعلي حد تعبيره فليست المشكلة في فواتير علاج يصرف لي الاتحاد نصف قيمتها. لكن المشكلة في غياب التكافل الإنساني الذي يحض علي القول عبر سماعة الهاتف: سلامتك! عن البداية يقول: بدأت مبكراً من السبعينيات. في الستينيات كنت في القوات المسلحة. وشاركت في حرب اليمن. وكان أول احتكاكي بالمبدعين عن طريق نادي القصة. ونشرت قصصاً لي في مجلة النادي. ثم أطلت كتاباتي من نوافذ أخري. أول مسابقة فاز بها علي المنجي.. نظمتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة في عام 1990. حصل علي 700 جنيه عن روايته "الموت يضيءالمدينة". يقول: عرفت اني حصلت علي الجائزة بالمصادفة. أبلغني بذلك الأديب الراحل عبدالعال الحمامصي. ثم دفعت بالرواية إلي الشاعر أحمد سويلم مدير النشر بدار المعارف آنذاك. وتابعت خطوات النشر حتي سافرت إلي الخارج. وتبينت عقب عودتي اني لم أكن الوحيد الذي لم ينشر عمله. قاسمني سوء الحظ الأديب الراحل محمد مستجاب. لكنني فزت بعد عشر سنوات بجائزة أخري عن روايتي "كنوز الملك سوس" التي تتناول نشأة مدينة السويس. حصلت بها علي جائزة أحسن رواية في النشر الاقليمي علي مستوي الجمهورية سنة 2000. ثم نشرت في مشروع مكتبة الأسرة. وبعدها في إبداعات معاصرة. ثم عزفت عن المشاركة في المسابقات.. لأنها تحولت إلي تربيطات ومجاملات. عن تأثير المكان في إبداعه يقول علي المنجي: أنا أحب المكان والأسطورة. انهما سمتان مهمتان في أعمالي الإبداعية. وجود الإنسان في المكان يمثل جزءاً من حياته يؤثر فيه. ويتأثر به. ولي 28 قصة منها 24 عن البحر. معظمها مستوحي من الإلياذة والأوديسا. لكن المعالجة عصرية تماماً. والأسطورة مهمة في العمل الإبداعي. وعموماً فأنا أكتب عن الموانيء. وعن البحارة وعمال البحر. علاقة البحر بالبشر تهمني. لعلي المنجي رأيه في حياتنا الثفافية: كنت قريباً جداً من الحركة الثقافية أثناء اقامتي في القاهرة. وكنت أتردد علي مؤسساتها وجمعياتها. وأشارك في فعالياتها حتي عدت إلي مدينتي السويس. وأري ان الحياة الثقافية غير حقيقية. أي مزيفة. فمن يلح بالتواجد الشخصي والإفادة من الصداقات بصرف النظر عن قيمة كتاباته. يجد الفرص متاحة أمامه تساعده علي ذلك حركة نقدية لا تسلط الضوء علي ما يستحق التقديم. وكما يبدو من المشهد فإن القلة هم الذين يسيطرون عليه. أنا أحترمهم لأنهم مبدعون لكن أن يسيطروا علي الحياة الثقافية فإنهم يفرضون التعتيم علي الإبداعات الحقيقية. ويجعلون الثقافة في وضع مؤلم. يحزن ولا يسر. المبدع الحقيقي لا يريد من يتكلم عنه. لأن أعماله هي التي تتحدث عن قيمته. أما من يقيمون في الأقاليم فإنهم بحاولون الشعبطة علي سلم الأوتوبيس دون أن يجدوا منفذاً إلي الداخل. علي المنجي يقتطع من وقت مرضه الآن كي يتم رواية تتناول تاريخ السويس من الحرب العالمية الثانية إلي نكسة .1967 نسأله: ما أمنيتك الإبداعية؟ يجيب: أن يصدر مشروع مكتبة الأسرة روايتي "الموت يضيء المدينة". فأحداثها تنبض ببطولات مقاتلينا في اليمن. وهي تدور في جو أسطوري يتسق مع طبيعة الحياة في مدن اليمن.