هذا العام. فاز الأديب الشاب محمد الفخراني بجائزة معهد العالم العربي في باريس عن روايته "فاصل للدهشة" تتناول الرواية هامش الحياة اليومية والبشر في المجتمع المصري. وهو ما يبين في الأعمال القليلة التي صدرت للفخراني حتي الآن. قلنا: هل يمكن أن نطلق عليك اسم صائد الجوائز؟ قال: المسألة أني أكتب وأعمل ما يرضيني أولا. وأقبله. وأشعر أنه سيرضي الآخرين. أقصد بالآخر هنا قارئ الرواية. وعموما فأنا لا أتقدم للجوائز. الجائزة الأخيرة. هي جائزة معهد العالم العربي بباريس. فهو يرعي الجائزة مع مؤسسة لاجردير وأول دورة للجائزة كانت في العام الماضي. ومن شروطها أن يكون العمل لمبدع عربي رواية أو مجموعة قصصية أو ديوان شعري. بالفرنسية أو مترجما إلي الفرنسية وقد ترجمت روايتي في فبراير الماضي وجهة الاختيار هي المعهد نفسه. قلنا: ما تصورك للجيل الذي تنتمي إليه؟ قال: صعب أن أطرح أسماء. وإن كنت أستطيع أن أتحدث عن سمات عامة لهذا الجيل. فكل كاتب له طموحه الشخصي وعالمه. ويقدم كتابة تخصه. وكل منهم مهموم باللغة. ويبحث بعناية شديدة عن لغة تخصه. لأنها طريقة من طرق السرد. وليست مجرد وسيلة للسرد والكاتب يحرص أن تتنوع من عمل أدبي لعمل آخر. قلنا: بماذا يتميز جيلكم عن الأجيال السابقة؟ قال: لعلها مناطق السرد والكتابة لو تماست نفس المنطاق مع ما كتبته الأجيال السابقة. فلن يكون لما نكتبه معني. وأعتقد أنه في الفترة ما بين عامي 2006 و2008 ظهرت روايات مهمة جدا لمبدعين من جيلي. تعبر عن وعي وحرص علي تقديم ما هو مختلف. قلنا: العادة أن كل جيل يتمرد أو يرفض الأجيال السابقة؟ قال: لست مع فكرة رفض كتابة لمجرد أنها من جيل سابق. لن أكون سعيدا عندما يأتي جيل لاحق يرفضني لأني من جيل يسبقه. سعادتي حين أكون مختلفا الكتابة تواصل. نحن نبني علي أساس ولا يمكن أن نكتب من فراغ. قلنا: بالمناسبة: أين نحن من الجوائز؟ قال: إذا تكلمت عن اللحظة الراهنة فإن علينا أن نتحدث تحديدا عن نقطة الهوية بشكل مبالغ فيه. هناك تفصيلات قد لا يحتاجها العمل يحرص البعض علي تناولها وفي تقديري أن الكاتب العربي لن يحصل علي جائزة عالمية - نوبل مثلا - إلا إذا وصل إلي نقطة بعيدة جدا. يحاول الوصول إلي أعلي نقطة في مشواره الفني. ويصل إلي حالة من الرضا الإبداعي تخصه. من حق كل كاتب ومن واجبه أن يفكر في أعلي طرح له. ويتمني أن يحصل علي جائزة نوبل. قلنا: ما رأيك في قضية الأعلي مبيعا؟ قال: لو كانت الأرقام حقيقية فهي شيء يسر. أن يصدر من مطبوعة نسخ كثيرة في طبعات متوالية فهو أمر يرضي المهتمين بالإبداع. والهجوم علي فكرة الأعلي مبيعا بأن الرواية بوليسية أو تنتمي إلي أدب الربع. فتلك تعليقات لا تفيد.. هذا أدب حقيقي. وقد اختار كاتبه أن يكتب بهذه الطريقة المشكلة أن أكتب أدباً يستحق الالتفات والإعجاب.. إنها مشكلة المتلقي وليست مشكلة الكاتب. قلنا: كيف تحتشد للكتابة الإبداعية؟ قال: هناك تفصيلات كثيرة. أصنعها حولي قبل الكتابة وعند البداية. هي ليست طقوسا لكنها خلفية للكتابة. فبعد كتابتي في موضوع أري أنه يجب أن أتنقل إلي موضوع جديد. وعالم جديد تماما. قلنا: هل تعاني مشكلات في النشر؟ قال: أظن أني لم أعان مشكلات صعبة في النشر. رغم أن مجموعتي الأولي استمرت أربع سنوات في هيئة الكتاب. وقد كتبت ثلاث مجموعات قصصية نشر منها واحدة فقط. وهناك رواية "بنت ليل" قدمتها في 2002 ثم أهملت نشرها لأنها مثلت مرحلة انتهت. لكنني سعدت بفوزي بجائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة سنة .2012 قلنا: عملت فترة في هيئة قصور الثقافة.. ماذا بعد؟ قال: كنت قبلها قد عملت خمس سنوات في مجال تخصصي وهو الجيولوجيا وهو مجال ثري. وقد عدت إليه لقربه من أسلوب حياتي من حيث حب التنقل والتعرف إلي الجديد وإيجاد الفرصة للقراءة والكتابة.. أفضل أن أحب ما أعمله.