في منتصف شهر رمضان سنة ..362 مثل الأشراف والزعماء وكبار الموظفين بين يدي الخليفة المعز لدين الله الفاطمي.. وقام جوهر الصقلي بتقديمهم إلي الخليفة حيث يُسِّلم كل منهم هديته إلي الخليفة ويقول المقريزي في كتاب الدكتور حسن إبراهيم حسن: "تاريخ الدولة الفاطمية" ان الهدايا تألفت من مائة وخمسين قرساً مسرجة ملجمة بعضها مذهب وبعضها مرصع والبعض الآخر "معنبر" بالإضافة إلي 33 بغلة ملجمة مسرجة ومائة وثلاثين "بغلة" معدة للنقل بخلاف صناديق مليئة بأواني الذهب والفضة ومائة سيف محلاة بالذهب والفضة وقطع أخري من الجواهر الثمينة وأشكال من المشغولات المرصعة.. كما اشتملت الهدايا أيضا علي 900 آنية فخمة مصنعة من ذخائر مصر.. كانت هذه الهدايا التي تقبلها المعز من أعيان مصر وكبارها.. يروي المؤرخ لينيول.. ان الخلفاء الفاطميين كانوا أكثر الملوك الذين حكموا مصر حباً للمظاهر. ورغم ذلك فإن ثرواتهم لا يمكن تصديقها من هول ضخامتها وثرائها.. فمثلاً كانت بنتا المعز لدين الله.. قد تركت إحداهما واسمها "رشيدة" ما يقرب من مليون ونصف المليون من العملة الذهبية "7.1 مليون دينار" وتركت الأخري واسمها "عبدة" عدداً كبيراً من خزائن الحلي والصناديق التي تحوي كميات هائلة من الزمرد والقطع الفضية وغيرها لدرجة انه عند جرد هذه الثروة تم ختمها بنحو 40 رطلاً من الشمع الأحمر أي "15 أقة".. ويروي أيضاً ان المعز اشتري ستارة من الديباج ثمنها 12 ألف جنيه.. أما قصر المعز في القاهرة فكان أعجوبة من الأعاجيب.. ففي إحدي غرف القصر اتخذ المعز "الإيوان" الذي يجلس فيه وهو قاعة العرش ويقول المقريزي في كتاب "الذخائر والتحف" نقلاً عن كتاب تاريخ الدولة الفاطمية ان العرش كان مصنوعاً من الذهب ويزن 110 آلاف "مثقال" "وحدة وزن قديمة" وقد وضع قُبالة العرش "الستر" الذي صنعه الوزير اليازوري ومزين بنحو 1560 قطعة من الجواهر وعد آلاف قطعة من الذهب الخالص ويكفي انه صنع نموذجاً موازياً لكسوة الحرم المكي الشريف.. وهذا النموذج كان مربع الشكل من ديباج أحمر وكان قي حافتها 12 هلالاً ذهبياً وفي داخلها درر وقطع من الجواهر ونقشت حافتها بآيات القرآن الكريم ووضعت بشكل يمكن للناس رؤيتها من الداخل والخارج داخل الإيوان..