نتمني أن يكون تنازل وزارة الداخلية عن بلاغاتها ضد الصحفيين نهاية الأزمة التي نشبت مؤخراً بين صاحبة الجلالة والسلطة التنفيذية لأن هدف المؤسستين واحد وهو حماية المجتمع من أي شيء يكدر صفوه ولم شمل أبناء الوطن تحت مظلة واحد لأن أيا منهما ولا يستطيع الاستغناء عن الأخري. كنا نأمل أن يتم احتواء المشكلة منذ بدايتها خاصة أن نقيب الصحفيين الكاتب يحيي قلاش ذهب بنفسه لوزير الداخلية قبل أن تستفحل الأزمة بين الطرفين ولكن سرعان ما تقدمت الوزارة ببلاغات جديدة ضد بعض الصحف تتهمها بتكدير السلم العام وإثارة البلبلة في المجتمع بعد نشرها عدداً من الأخبار المتعلقة بالوزارة والرئاسة. كان الأجدر بوزير الداخلية اللجوء للنقابة أولاً وإذا تقاعست عن أداء دورها في ردع صحفييها إذا ثبتت التهم الموجهة إليهم ساعتها سيكون من حقه اللجوء للقضاء أو أي هيئة أخري تعيد له حقه رغم أنه من المعروف أن الصحفي من حقه الحصول علي المعلومة وأن القانون يكفل له حرية النشر والنقد البناء حسبما ينص الدستور. يبدو أن هناك فهماً خطأ للدور الحقيقي للصحافة وأن القانون يحظر حبس الصحفيين في قضايا النشر ولا يليق بالصحفي أن يتم ضبطه وإحضاره وحبسه كأنه إرهابي مجرم أو تاجر مخدرات.. فالقضايا الأخيرة المتهم فيها الصحفي لا تتعلق بالإخلال بالشرف أو تكدير أمن المجتمع بل بحرية الرأي والتعبير وهو ما لا يستحق الاستدعاء بهذه الطريقة والتحقيق ثم دفع الكفالة المالية مقابل الإفراج والتي تعتبر إهانة في حق الصحفيين ولا تتفق مع قانون الصحافة. علي الدولة أن تضع النقاط فوق الحروف بالنسبة لموقفها من الصحفيين.. نحن لا نقول إننا فوق القانون أو منزهين عن الخطأ ولكن هناك حملة مرفوضة لتقييد الحريات وتكميم الأفواه دون النظر للمهنية في الخبر ولا نعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه يقبل أن تفرض رقابة من أي جهة علي الإعلام خاصة أنه لا توجد دولة في العالم تحبس الصحفي لمجرد خبر تم نفيه. نحن لا ننكر دور وزارة الداخلية في الحفاظ علي أمن المجتمع واستقراره وفي السنوات الأخيرة قدمت الكثير من أرواح أبنائها فداء للوطن لذلك نتمني أن تهدأ هذه العاصفة من الطرفين فالخلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية. إشارة حمراء وزير الخارجية السويسري قال مؤخراً "إن البنوك السويسرية تريد التخلص من أموال مبارك وتقول لنا خذوها لأنها تحرق أيدينا".. إذا كانت أموال مبارك تحرق أيدي السويسريين فإنها تحرق قلوب المصريين.. والسؤال هنا متي تتحرك الحكومة وتقيم دعوي قضائية تسترد بها هذه الأموال؟ .. وإشارة رمضانية غداً يهل علينا شهر الرحمة والخير والمغفرة.. ندعو الله سبحانه وتعالي أن ينجلي الإرهاب عن بلادنا خاصة أنه يتم تصفيد الشياطين في رمضان.. كل عام والمجتمع والأمة العربية والإسلامية بخير.