القمر الصناعي المصري "إيجيبت Z" الذي تم إطلاقه العام الماضي من قاعدة إيكونور في كازاخستان لتوفير معلومات تساهم في التنمية ومكافحة الإرهاب.. أصبح لغزا يثير الجدل خلال الأشهر الماضية ما بين تأكيد البعض علي اختفائه وصعوبة السيطرة عليه ونفي البعض الآخر لهذا الكلام والتأكيد علي أن كل شيء علي ما يرام!! أخيرًا.. حسمت صحيفة "كوميرسانت" الروسية الجدل بنشر تقرير يؤكد أن محاولات استعادة القمر المصري فشلت وأن مصر قررت الاستعاضة عن ذلك بشراء صور من الأقمار الروسية لتساعد في عملية التنمية. أكد عدد من الخبراء أن مشوار الفضاء طويل وقد بدأنا أولي خطواتنا ولابد أن نستكمل الطريق. فالفشل مرة لا يعني أن نتوقف من برنامج الفضاء. خاصة أن الصور المطلوبة ذات طبيعة خاصة تتعلق بالأمن القومي ويجب أن تكون في حوزتنا. أشاروا إلي أن بعض الدول سواء في المنطقة أو العالم ومنها إسرائيل تريد أن نيأس حتي نظل تابعين إلي الأبد. أشاروا إلي أن هناك دولا تقوم بالسيطرة علي الأقمار الصناعية للدول الأخري بتكنولوجيا حديثة وأن القانون الدولي يعطي الحق لمقاضاة هذه الدول. ** يقول د. محيي سعد عميد هندسة جامعة بني سويف ونائب رئيس الجامعة سابقا: إن هناك دولا تهيمن بشكل كامل علي الفضاء من خلال امتلاك التكنولوجيا الحديثة والتحكم في زمام أمور كثيرة علي الأرض. يضيف د. سعد انه وارد جدا اختفاء القمر الصناعي المصري "إيجيبت سات" بفعل فاعل لأن نجاح مصر في هذا المجال يهدد المصالح العليا لدول كثيرة تريد الانفراد بهذه التكنولوجيا ولابد أن نضع علامات استفهام كثيرة. فهذا هو القمر المصري الثاني الذي يختفي أو نفقد السيطرة عليه لأن هناك دولا بالمنطقة وأعني "إسرائيل" تريد الهيمنة علي المنطقة وتري في الطموح المصري في الفضاء يشكل خطرا عليها. لأنها وحسب أحد مراكز الأبحاث الإسرائيلية فإن القمر المصري كان لأهداف عسكرية وينقل أدق التفاصيل في أي مكان في العالم بدقة متناهية. أشار د. محيي إلي أن هناك من الوسائل التكنولوجية الحديثة ما يعطي بعض الدول الكارهة لمصر القدرة علي فقداننا للسيطرة علي القمر. ومن المؤكد أن إسرائيل لها باع طويل في ذلك سواء كان من خلالها أو بمساعدة دول لها. يحذر د. محيي من اليأس لأن المشوار طويل لا مفر أمام مصر سوي امتلاك هذه التكنولوجيا ولكن بالاعتماد الكلي علي علمائنا وخبرتنا وليس أمامنا سبيل للتقدم سوي بذلك وعلينا من الآن وضع هدف ورؤية للنهوض ببرنامج الفضاء المصري من خلال علمائنا. نفس الكلام أكد عليه د. حسام صالح خبير اتصالات.. يضيف ان القمر الصناعي "إيجيبت سات" هو نوع من الأقمار الصناعية المسئول عن التقاط الصور في محيط المنطقة الموجود بها ويقوم بإرسالها إلي المحطة الرئيسية فهو يقوم بدور الكاميرا. موضحا أنه لا توجد عليه أي معلومات أو بيانات خطيرة تساعد أي دولة في التجسس علي مصر من خلاله فهو يقوم بالتصوير فقط ويرسل الصور للمحطة المسئولة عنها "الهيئة القومية للاستشعار عن بعد". مشيرا إلي أن ما حدث في هذا القمر المفقود هو أن أجهزة التحكم به فقدت السيطرة عليه وفقدان القدرة علي التحكم فيه ولا ننكر أن الصور الموجودة به مهمة فهو يقوم بالتصوير وكشف المنطقة التي يقوم برصدها بالكامل بكل التحركات لأنه يتابع ويرصد بالصور التحركات التي تحدث علي الأرض وفقدانه يعني فقدان مصدر مهم يؤثر بالتالي علي حجم المعلومات في هذا المجال وبالتالي يعطي إحساسا بنقص المعلومات. يضيف ان المحطة الرئيسية قامت بإرسال رحلة مكوكية بقمر صناعي آخر يحتوي علي أجهزة إصلاح للكشف عن القمر المفقود ويقوم بالالتحام بالقمر عن طريق إرسال ترددات وموجات وإصلاح الأعطال أو إغلاقه وتركه في الجو دون عمل ويظل متعطلا حتي انتهاء عمره الافتراضي لأنه لا يحقق الأهداف المطلوبة منه مضيفا أن هناك أقماراً صناعية كثيرة معطلة بالجو وتم استبعادها والاستغناء عنها وأصبحت خارج الخدمة. أما د. شوقي السيد أستاذ القانون الدولي فيؤكد أن الاتفاقيات الدولية تلزم الدول باحترام سيادة كل دولة وعدم اختراقها للفضاء أو الشواطئ أو أراضي الدول الأخري وحدودها مشيرا إلي أنه لو ثبت اختراق دولة لدولة أخري. فهذا يكون محظوراً دوليا لأن أحكام القانون الدولي والاتفاقيات الدولية تجرم ذلك. يضيف: بالنسبة لفقد القمر الصناعي المصري "إيجيبت سات 2" وفقدان السيطرة عليه وإشارة بعض الخبراء بالاتهام إلي دولة أخري مجاورة ومعادية لأي تقدم مصري. ففي حالة جمع أدلة تؤكد ذلك وهذا أمر صعب ومعقد في حالة القمر المصري. فإن من حق مصر مقاضاتها أمام الأممالمتحدة. لأنها الجهة المعنية والمسئولة بتطبيق اتفاقيات وأحكام القانون الدولي ومساءلة كل دولة تخرج علي هذا الإطار.