أثار اختفاء القمر الصناعي المصري ايجيبت سات1 من مداره أخيرا انتباهي وانتباه الكثيرين المعنيين بالبرنامج الفضائي المصري, إيجيبت سات.. متي يعود القمر؟ طلعت المغربي أثار اختفاء القمر الصناعي المصري ايجيبت سات1 من مداره أخيرا انتباهي وانتباه الكثيرين المعنيين بالبرنامج الفضائي المصري, باعتباره بوابة العبور نحو المستقبل في عصر الفضائيات والديجتال وثورة الاتصالات. لقد أصدرت الهيئة القومية للاستشعار عن بعد بيانا اخيرا أكدت فيه أن القمر الصناعي ايجيبت سات لايزال في مداره حتي الآن وقد تم فقدان الاتصال به اعتبارا من91 يوليو0102 وهناك محاولات لاستعادة الاتصال بالقمر تجري من محطات التحكم بمصر وأكرانيا ودول أخري. يالاختفاء الحالي للقمر الصناعي المصري هو الثالث من نوعه, وقد طالبت الشركة المنتجة له وهي اوكرانية بامهالها مدة تصل الي الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل لاستعادته, وقد رجحت الشركة اياها ضآلة فرص العثور عليه لخروجه من المدار الخارجي ولعدم وجود تردد علي القمر يسمح له باستقبال شيفرات الارسال, في حين كان ذلك ممكنا في المرتين السابقتين اللتين اختفي فيهما القمر وتمت استعادته بعدها, والمحزن حقا أن اختفاء أو ضياع ايجيبت سات1 سيعطل اطلاق القمر الصناعي المصري الثاني ايجيبت سات2, لحين معرفة الأسباب الحقيقية لاختفاء سات1 حتي لا تتكرر في الثاني. تكرار اختفاء القمر الصناعي المصري سات1 واحتمال فقدانه لابد أنه يضع امامنا العديد من الملاحظات نلخصها في الآتي: هل نحن مؤهلون فعلا لغزو الفضاء الخارجي؟ بمعني آخر: هل نمتلك الخبرات الفنية والبشرية اللازمة لإطلاق قمر صناعي مصري؟ أم أن المسألة تخضع لاعتبارات الأمن القومي المصري؟ واذا كانت كذلك لماذا لا نكون علي قدر المسئولية ونطلق قمرا صناعيا ناجحا بدلا من ضياعه أكثر من مرة؟ البرنامج الفضائي المصري يحتاج الي مراجعة والي إعادة النظر في تعاقداته الخارجيه, ويجب أن يسأل القائمون علي هذا البرنامج أنفسهم: ماذا عن تجارب الدول الأخري التي سبقتنا في غزو الفضاء الخارجي والمنافسة لأوكرانيا مثل الصين والهند هل استفدنا من خبراتها؟ هل أعددنا العدة للمستقبل بتدريس مادة الفضاء الخارجي في الكليات الفنية المتخصصة وغير المتخصصة؟ وإعداد كوادر بشرية قادرة علي انتاج اقمار صناعية مصرية001% ؟ لقد أطلقت إسرائيل خمسة أقمار تجسس في الفضاء الخارجي هي ايروس1 وايروس2 في6002 وافق5 وافق7 في2002 و7002 وتك ستار في8002 وتدير تلك الاقمار محطات القيادة والسيطرة المشيدة تحت الأرض ومركز فك الشفرة الاستخباراتي الموحد, وشيدت تلك الاقمار شركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية. وتؤكد التقارير أن استخدام أقمار التجسس لم يعد يقتصر علي العمليات الكبيرة حيث تستخدم أجهزة الأمن الإسرائيلية معلومات أقمار التجسس في العمليات الروتينية اليومية, وتساعد الصور ذات النوعية العالية التي تحصل عليها أقمار التجسس جهاز الأمن الداخلي شين بيت والوحدات الخاصة في التخطيط لعملياتها ذات الدقة الجراحية. إن غزو الفضاء أصبح ضرورة اليوم ولم يعد ترفا في عصر المعرفة والاتصالات, وتكرار ضياع قمر مصري في الفضاء الخارجي عبث لا يمكن احتماله.