بعد نجاح إطلاق القمر الصناعي المصري الجديد "ايجي سات" الليلة الماضية من قاعدة "بايكنور" الروسية ب"كازاخستان" حصلت مصر علي مكاسب عديدة في مقدمتها أنها غزت الفضاء بعقول علمائها المتفوقين الذين شاركوا في تصميم القمر وإطلاقه وذلك بمساعدة خبرة روسية متقدمة تم إنشاء أول وكالة فضاء مصرية بقرار من مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الذي هنأ الشعب المصري بهذه الخطوة الرائعة التي تساعده في عمليات التنمية. القمر الجديد تكلف 300 مليون دولار وعمره العملي لا يقل عن 11 عاما كما يقول د.مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد.. والذي أوضح أن هذا القمر يساهم في دعم الوجود المصري في مجال الفضاء تمهيدا لتفعيل وكالة الفضاء المصرية التي ستتيح استثمار دراسات وجود العلماء والباحثين المصريين في هذا المجال كما يخدم هذا القمر الصناعي كل مجالات التنمية في مصر كالزراعة والصناعة والتعدين والتخطيط العمراني والمياه والبيئة والرصد المبكر للمخاطر الطبيعية كما يمكن استخدام إمكانياته رصيدا لدعم مشروعات التنمية في المنطقة العربية والقارة الأفريقية وسوف يفيد في تنفيذ الأبحاث العلمية الحديثة بالإضافة إلي أن له استخدامات عديدة في توفير الخرائط والصور التفصيلية التي يمكن استخدامها في إعداد المشروعات الاقتصادية والزراعية وهي صور مطلوبة لوضع خطط التنمية وتصل دقة تصوير "ايجيبت سات" إلي 1 متر مربع ويعمل بتكنولوجيا غاية في التقدم العلمي. وتعد مشاركة علماء مصريين في صناعته وتصميمه بداية النهضة الصناعية في مصر كما أن امتلاك مصر لتكنولوجيا صناعة الأقمار الصناعية سينعكس بشكل إيجابي علي تحديث القاعدة الصناعية في مصر لما يمثله من نقلة تكنولوجية نوعية في المجالات البحثية والعملية. قال د.مختار إن القمر الصناعي المصري الجديد شارك فيه مجموعة ضخمة من الشباب المصري خاصة في عملية التصميم وعملية الإطلاق. كما يعد أحد مجالات التعاون الروسي المصري ومشروعًا قوميًا استراتيجيًا من ضمن المشروعات التي وقعتها الحكومة مع حكومة موسكو وتصنيع القمر الصناعي ايجي سات جاء ناتج عمل بين الخبراء المصريين والروس وسوف يقوم بالإمداد بالمزيد من المعلومات الفضائية ويتيح للحكومة الجديدة طفرة تكنولوجية جديدة تتمثل في تأمين المعلومات العلمية وحدود البلاد كذلك سوف يتيح الكثير من المعلومات الزراعية ويعد أكبر ناقلة تكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط مشيرا إلي أن مركز الفضاء المصري التابع فنيا للهيئة القومية للاستشعار عن بعد والذي تم إنشاؤه عام 2008 قام بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد الروسية بتصنيع القمر الصناعي الجديد بهدف المساهمة في تحقيق التنمية وموضحا أن القمر الصناعي كان قائما منذ فترة إلا أنه توقف منذ 3 سنوات بسبب الأحداث التي مرت بها مصر وتملك مصر قمرين صناعيين وهما نايل سات 1 ونايل سات 2 وهما يعملان في مجال البث الفضائي. الطريف أن الوزير المسئول عن البحث العلمي في مصر وهو د.وائل الدجوي الذي يتولي رئاسة وزارة التعليم العالي في نفس الوقت لا يعلم شيئا عن القمر الصناعي المصري الجديد وقال إن الوزارة لم تتواصل مع أي شخص أو جهة أو مؤسسة خارجية أو داخلية منذ توليه الوزارة بشأن إطلاق قمر صناعي بحثي مشترك مع روسيا أو غيرها موضحا أن الوزارة لديها مشروع برنامج فضاء وطني تعمل من خلاله علي إطلاق قمر صناعي مصري هو "ايجبت سات 2" من خلال علماء مصر العاملين في هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء وذلك منذ واقعة فقدان القمر الصناعي المصري "ايجيبت سات 1". كانت هيئة الاستشعار عن بعد فقدت السيطرة علي القمر الصناعي "ايجيبت سات1" بعد خروجه علي سيطرة أجهزة التحكم في موقع البرنامج الفضائي المصري بصحراء طريق "مصر- السويس" عام .2010 جدير بالذكر أنه تم تصميم وتطوير "ايجي سات" مركز إطلاق الصواريخ ومؤسسة الفضاء "اينرجيا" والتي تسمح معداته بالتقاط صور في وضع بانكروماتي. مع دقة تصل إلي متر واحد وسيعمل علي مدار متزامن مع الشمس علي ارتفاع حوالي 700كم. كما أن مركز بايكونور الفضائي هو مركز فضائي دولي تشارك فيه كل من روسيا وأوكرانيا وكازاخستان ويقع في وسط كازاخستان ولكن ليس بقرب المدينة التي تحمل اسم بايكونور وذلك في إطار مكافحة التجسس خلال الحرب الباردة. وقد تم بناء هذا المركز من قبل الاتحاد السوفيتي وافتتح في 2 فبراير 1955 وتم تصميمه في البداية كقاعدة لتجارب الصواريخ البالستية العابرة للقارات ثم أطلقت منه الصواريخ الحاملة لكل من سبوتنيك 1 وسبوتنيك 2 ويوري جاجارين إلي الفضاء ويستعمل المركز في الرحلات الروسية والعالمية وبما أنه يوجد في قلب الأراضي الكازاخستانية فإنه يستعمل في إطلاق صواريخ "سويوز" إلي الفضاء.